روسيا تحذر من التدخل في فنزويلا
ترجمة: لما عجاج
عن موقع “سي إن إن نيوز” 24/1/2019
انتقدت روسيا موقف ترامب من فنزويلا واصفةً إياه بصبّ الزيت على النّار، وقد أيّدت كلّ من الصين وسورية الموقف الروسي المستنكر للاعتراف بزعيم المعارضة خوان جايدو كرئيس مؤقت لأمريكا الجنوبية، حيث أعلنت هذه الدّول عن دعمها الواضح والصريح للرئيس نيكولاس مادورو الذي حلف اليمين الدستورية لفترة رئاسيةٍ ثانية في بداية هذا الشهر.
وقد قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريبكوف في مقابلة أجراها معه فريدريك بليلجين لشبكة “سي إن إن”: “إننا نحذّر الجميع وليس فقط الولايات المتحدة الأمريكية بعدم التفكير مطلقاً بالتدخل في الشأن الداخلي لفنزويلا”. ومن جهةٍ أخرى قامت دولٌ أخرى بالترحيب بجايدو كرئيس انتقاليٍ لفنزويلا، ومنهم المملكة المتحدة وكندا والبرازيل وكوستاريكا والأرجنتين والبيرو وكولومبيا والإكوادور وتشيلي وإسبانيا، على غرار ما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية، لكن حلفاء روسيا رفضوا بشدة أن يدعموا جايدو ذا الخمسة والثلاثين عاماً بعد أن أعلن نفسه رئيساً انتقالياً لفنزويلا.
واعتبر ريبكوف في مقابلته أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بجايدو كرئيس انتقالي لفنزويلا هو”تدخلٌ” سافرٌ في شؤون فنزويلا، وأضاف أنه يشعر بأن هذا الاعتراف يحمل في طياته دلالات خطيرة على أن شيئاً ما قد يحصل، وأن أمريكا “تصبّ الزيت على النّار”، فاللجوء إلى القوة العسكرية قد يكون ضربةً قاسية للنظام الدولي. ويتابع ريبكوف القول: “إننا نواجه سيناريو قد يساهم في تفاقم الوضع الاقتصادي المتدهور في فنزويلا، على الرغم من أن المؤشرات الاقتصادية التي سُجّلت في شهر كانون الأول الماضي أظهرت تحسناً اقتصادياً، وذلك بسبب توطد العلاقات بين روسيا وفنزويلا، حيث قام الكرملين بتوسيع خطةٍ حيوية لإعادة هيكلة الديون المستحقة على فنزويلا، والموافقة على رفع ثلاثة مليارات من الديون المستحقة على فنزويلا، وكذلك قامت الصين بتوقيع مذكرات تفاهم مع فنزويلا بما يتعلق بصناعة النفط والطيران وغيرها من الصناعات.
لقد ساهمت الاضطرابات الحاصلة في الشوارع وتدخل الأطراف الخارجية في جعل الأزمة السياسية في فنزويلا تدخل مرحلةً حرجةً جداً دفعت بالأمين العام للأمم المتحدة إلى أن يدعو إلى اجتماعٍ عاجلٍ لمنع حصول كارثة محتمة. وعبّرت الصين أيضاً عن دعمها لمادورو، مشيدةً بالحكومة الفنزويلية، وبالجهود التي تبذلها للمحافظة على سيادتها القومية واستقلالها وثباتها. وعبّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هيوشونينغ عن أملها بأن تحترم جميع الأحزاب الفنزويلية النظام الدستوري وتحلّ الخلافات السّياسية من خلال الحوار وأن تتجنّب التصعيد في العنف”. وأضافت: “نأمل أن نرى تعاوناً ثنائياً بين فنزويلا والولايات المتحدة قائماً على المعاملة المتساوية والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلٍ من الدولتين”. وشددّت كذلك على موقف الصين المعارض للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لفنزويلا، وتابعت قائلة: “وأريد أن أؤكد على أن العقوبات والتدخلات الخارجية عادةً تزيد من تعقيد الوضع بدلاً من التركيز على الحل”. وبدورها استنكرت سورية موقف الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في بيان لوزارة الخارجية أكدت فيه “أن التدخل الصارخ في الشؤون الداخلية لفنزويلا يعتبر انتهاكاً فاضحاً لكل الأعراف والقوانين الدولية واعتداءً وقحاً على السيادة الفنزويلية”. وانضمّت كوبا أيضاً إلى هذه الدول معلنةً دعمها غير المحدود لمادورو، وأعلنت الحكومة في كوبا عن إدانتها ورفضها الشديدين لمحاولات الولايات المتحدة الأمريكية التدخل في شؤون فنزويلا واللعب بمصير جمهورية البوليفار الفنزويلية. وكذلك المكسيك لم تعترف بغوايدو كرئيسٍ انتقالي، وقال ممثل وزارة الخارجية المكسيكية في بيانٍ لها “إن المكسيك لازالت تعترف بحكومة مادورو وأنها ستحافظ على علاقاتها الدبلوماسية مع فنزويلا”، وتابع قائلاً: “نحن نوافق بالتأكيد على طلب الأمم المتحدة دعوة جميع الأطراف المتورطة في تأجيج الصراع في فنزويلا إلى التخفيف من حدة التوتر، وبذل الجهود اللازمة لتجنّب التصعيد ومحاربة جميع أشكال العنف”.