افتتاح فعاليات يوم القدس: وحدة الموقف الفلسطيني ضرورة وطنية
دمشق- ريناس إبراهيم:
بالتعاون مع اللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية، افتتحت مؤسسة القدس الدولية، أمس في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، فعاليات يوم القدس الثقافي الأول لعام 2019، بمحاضرة ألقاها خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني محاضرة بعنوان “المستجدات الفلسطينية والمشهد في ظل تطورات المنطقة”.
وأكد عبد المجيد أن التطورات في المنطقة العربية يمكن رؤيتها من جانبين، أولهما سلبي، حيث شهدت المنطقة تراجعاً للموقف العربي المؤيد للقضية الفلسطينية، وطغى الانقسام والتدمير الذاتي والتشتت على سطح المشهد، إضافة إلى تعاظم مأساة ومعاناة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة جراء اعتداءات الكيان الإسرائيلي، والجانب الآخر إيجابي، والذي تجلّى بوضوح مع الانتصارات الكبرى التي يحققها محور المقاومة، والنصر الأكبر الذي حققته سورية على الإرهاب، إضافة إلى تطوّر أشكال المقاومة الشعبية المسلّحة، ومسيرات العودة في غزة، والحراك الشعبي الفعّال، والعمليات البطولية التي دبّت الرعب في صفوف قوات الاحتلال، مشيراً إلى أن حراك القوى الشعبية العربية عاد لسابق عهده، واستعاد دوره في تعزيز المقاومة والترابط مع القضية الفلسطينية والحضور في المشهد الفلسطيني.
وتطرّق إلى الحديث عن ما تسمى “صفقة القرن”، مؤكداً أنها ليست خطة مكتوبة، وإنما صيرورة لتطبيق عملي بدأ تنفيذها مع إعلان ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، لكنها تعثّرت نتيجة عاملين، عامل فلسطيني تمثّل بوحدة الموقف من الصفقة بغض النظر عن تفاوت هذه المواقف، وعامل عربي بوجود دول تقف في وجه الأطراف التي تحاول التطبيع مع العدو وتمرير الصفقة، وحمّل الفصائل الفلسطينية مسؤولية واقع الوحدة الوطنية، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني العظيم الذي ناضل لأكثر من مئة عام، وواجه كل المشاريع التهويدية لا يستحقّ الخذلان وتضييع الحقوق، كما أشاد بجهود الحكومة السورية لإعادة الفلسطينيين إلى المخيمات وإصلاح ما خربه الإرهابيون، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني سيبقى وفيّاً للشعب السوري وقيادته الحكيمة.
المداخلات، التي قدّمها سفير فلسطين في سورية محمود الخالدي، ورئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني محمد مصطفى ميرو، ثمّنت جهود المؤسسة ومبادراتها الثقافية والفكرية للحفاظ على رأي عام قوي بمواجهة الاحتلال، مشيرة إلى التعذيب الممنهج الذي يتعرّض له الأسرى الفلسطينيون الذين حوّلوا معتقلات العدو إلى جبهة مواجهة، ولا ننسى معركة الأمعاء الخاوية التي خاضوها، وأكدت ضرورة الحشد المادي والمعنوي للطاقات الفلسطينية والعربية في مواجهة العدو الإسرائيلي ومن ورائه الإدارة الأمريكية، وإفشال مشاريعها الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإسقاط حق العودة، والتعويل الأكبر في ذلك على محور المقاومة.
تضمنت الفعالية تكريماً للمشاركين بالفعاليات الثقافية والفكرية في يوم القدس الثقافي لعام 2018، كما قدمت فصائل تحالف قوى المقاومة الفلسطينية شهادات تقدير لمؤسسة القدس الدولية واللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني.
يشار إلى أن مؤسسة القدس الدولية “فرع سورية” أطلقت في نيسان 2016 يوم القدس الثقافي ليكون فعالية دورية تقام في الأربعاء الأخير من كل شهر.