الصفحة الاولىصحيفة البعث

حملة التطهير الأردوغانية ضد المعارضة تتواصل

 

لا تزال مقصلة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان متواصلة لإقصاء خصومه ومعارضيه في مختلف مؤسسات البلاد المدنية والعسكرية، في إطار حملات القمع والاعتقالات، متذرّعاً بشماعة محاولة الانقلاب التي جرت قبل أكثر من عامين ونصف العام ضارباً عرض الحائط بكل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
آخر فصول تلك الحملات الاستبدادية لنظام أردوغان كانت في مدينة اسطنبول، حيث طلبت النيابة العامة في المدينة إصدار حكم مشدّد بالمؤبد بحق 55 شخصاً، بينهم عسكريون، ومنهم القائد السابق لقوات الدرك العقيد جورجان سرجان، وذلك بعد ساعات من إصدار النيابة العامة في أنقرة مذكرات توقيف بحق 63 شخصاً، بينهم طيارون عسكريون، في إطار مسلسل الاعتقالات المتواصل بحق كل من يعارضه من عسكريين ومدنيين.
محاولة الانقلاب التي جرت في تموز عام 2016 اتخذها أردوغان ذريعة للقيام بحملات انتقامية ضد معارضيه في مختلف أنحاء البلاد بهدف التخلص من كل مناهض لسياساته وإسكات صوته وتحت شماعة الانقلاب، تمّ اعتقال عشرات الآلاف من العسكريين ومسؤولي الشرطة ورجال القضاء، كما تم تسريح الآلاف من العاملين في مختلف المؤسسات التركية وإغلاق عدد كبير من وسائل الإعلام.
سياسات أردوغان الداخلية التعسفية أرهقت كاهل مختلف شرائح المجتمع التركي اجتماعياً واقتصادياً، وانعكست على شعبيته التي شهدت انخفاضاً كبيراً في ظل التدهور الاقتصادي الذي تشهده البلاد، وخصوصاً انخفاض قيمة الليرة التركية والتي فقدت نحو 40 بالمئة من قيمتها العام الماضي، بينما تراجعت ثقة المستثمرين بالاقتصاد التركي نتيجة هذه السياسات.
المنظمات الدولية الحقوقية التي كانت تراقب الأوضاع الإنسانية في تركيا عن كثب، انتقدت بشدة ممارسات أردوغان، حيث أكدت منظمة العفو الدولية في تقرير لها في وقت سابق أن النظام التركي يفرض أجواء خوف مروعة على مواطنيه منذ محاولة الانقلاب في تموز عام 2016، فيما انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش من جانبها ممارسات النظام التركي التعسفية ضد المعارضين السلميين، مؤكدة أنه استخدم محاولة الانقلاب ذريعة لشن حملة قمع واسعة استهدفت المعارضين السلميين ولتقويض الديمقراطية في تركيا.
أوساط المعارضة التركية عبّرت مراراً عن رفضها الشديد لممارسات وسياسات أردوغان، مؤكدة أنها تقود البلاد إلى الهاوية، وهي سبب المشاكل التي تعاني منها تركيا على الصعيدين الداخلي والخارجي.
رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليتشدار أوغلو، أكد في وقت سابق أن أردوغان كذب ويكذب على الشعب التركي دائماً، وهو الذي خلق لتركيا ما يكفيها من المشاكل، مشيراً إلى أن تورطه مع أفراد عائلته في قضايا فساد بات يسبب الكثير من المشاكل على الصعيد الداخلي.