تحقيقاتصحيفة البعث

المشفى الوطني في اللاذقية.. خطوات لتجاوز التحديات وخدمات كبيرة

 

يعتبر المشفى الوطني في محافظة اللاذقية صرحاً حضارياً عريقاً، وهو ينافس المشافي الخاصة بعمله، وقد أثبت حضوره، خصوصاً في سنوات الأزمة السوداء كمكسب حقيقي للمواطنين من عموم المنطقة الساحلية لما يقدمه من خدمات مجانية لجميع مراجعيه، رغم كل العقوبات المفروضة على سورية، والتي تعوق استيراد الأجهزة، والأدوية، وبعض المستلزمات لإنتاجها محلياً، وارتفاع أسعار الدواء، وإحصائيات المرضى الداخلين إلى المشفى خلال عام 2018 خير دليل على ثقة المواطن بأداء المشفى، وأشار مدير المشفى الدكتور لؤي سعيد إلى أن إجمالي الخدمات في العام المنصرم وصل إلى 675263 خدمة، حيث استقبل قسم الإسعاف 90516 مواطناً، واستقبلت العيادات الخارجية 119308مراجعين، كما قدم المخبر 333478 خدمة، ووصل عدد العمليات الجراحية إلى 7810 عمليات متنوعة بين جراحة عامة، وعظمية، وأوعية دموية، وبولية، وأذنية، وعينية، وصدرية، وتجميلية، وفكية، إضافة إلى 1864 عملية إسعافية، و13375 جلسة كلية.

آراء مختلفة
أبدى عدد من المرضى الذين التقيناهم في المشفى ارتياحهم للخدمة المقدمة من قبل الكادر الطبي والتمريضي، وجودة النظافة والطعام، وبرر البعض التأخر البسيط في الاستجابة للمرضى بالضغط الزائد للمراجعين الذي يفوق القدرة الاستيعابية للمشفى.

جهاز تنظير حديث
الشعبة الهضمية في المشفى الوطني شعبة عريقة تستقبل الحالات الهضمية الإسعافية والحرجة مجاناً، وتتألف من مركز للتنظير الهضمي، وآخر لعلاج أمراض الكبد، وأفاد الدكتور عبد اللطيف دمياطي بأن جهاز التنظير الهضمي الموجود حالياً تم شراؤه بقيمة 45 مليون ليرة سورية، وهو من الأجهزة المتطورة، ويعمل منذ 16–10، وقدم الجهاز منذ المباشرة بالعمل به 326 عملية تنظير بين تنظير معدة، وتنظير كولون، ويتم استقبال المرضى المرشّحين لإجراء تنظير هضمي علوي من مرض، ونزوف، وتنظير معدة، وكولون، مع إجراء كافة الإجراءات التشخيصية والعلاجية.

العلاج مجاني
يوجد 5 أطباء في مركز الهضمية، و3 في مركز الكبد، وتقدم العيادة الهضمية التشخيص، والعلاج، والاستقصاءات، والتنظير، ويتبع بعدها العلاج البيولوجي لعلاج الداء المعوي الالتهابي- داء كرون (نواسير)، والتهاب الكولون القرحي، وأضاف الدكتور دمياطي بأن الأدوية متوفرة في مركز الكبد لعلاج أمراض الكبد C+B، وهي توفر تكاليف مثقلة على المريض قد تصل للملايين، خصوصاً في أوقات الأزمة، فمثلاً سعر عبوة دواء ريميكيد الذي يعطى لهذه الحالات يصل إلى 500 ألف ليرة، كما يجري المشفى التشريح المرضي للخزعة مجاناً.
وأبدى أحد المرضى، قدم من صافيتا وهو مصاب بالتهاب كبد فيروسي، ارتياحه للعلاج في الشعبة، وتتم معالجته بالانترفيرون منذ مدة، وهو يتابع العلاج، وتماثل للشفاء، لكنه يراجع الشعبة بشكل دوري لمنع حدوث النكس.
وأشاد مريض آخر من ادلب، مصاب بالمرض نفسه، بما يقدمه الكادر الطبي والتمريضي له، وتلقيه العلاج الذي يوفر عليه مبالغ مالية كبيرة.

العلاج البيولوجي
قال الدكتور بهاء عمار: يستعمل العلاج البيولوجي في الحالات الشديدة والمختلطة من داء كرون، والتهاب الكولون القرحي، والحالات التي لا تستجيب للعلاج التقليدي، ويعطى المريض تسريباً وريدياً حسب جدول موجود عالمياً، وتكون الاستجابة عليه ممتازة، وذكر الدكتور عمار بأن الأدوية باهظة الثمن، ولها محاذير واختلاطات، ولكن يتم تفاديها بتعقيم حالة المريض بشكل جيد قبل البدء بالعلاج، وفي أثنائه، ولفت الدكتور عمار إلى تقديم لقاح التهاب الكبد B مجاناً مرة واحدة وبثلاث جرعات للمخالطين للمريض، وللعاملين في الحقل الصحي بالمركز.

أدوية جيدة
أشار الدكتور ميناس باليان، رئيس الشعبة الهضمية وأمراض الكبد، إلى أن الخدمات المقدمة بمستوى عال، والأدوية المقدمة عالمية، وأدوية التهاب الكبد محلية، وبجودة المنتجات الأجنبية نفسها، والنتائج إيجابية، وأكد أنه سيتم رفد المشفى بأدوية بشرية المنشأ قريباً، والتي تقدم في حال تعند المريض عن الشفاء، وكون المرض مناعياً يتم إعطاء الدواء الحديث للمصاب.

اقتراحات وصعوبات
اقترح الدكتور باليان إطلاق حملات وبرامج توعوية حول أمراض التهاب الكبد، وطرق الحماية، وعرضها على الشريط الإخباري في المحطات الفضائية، وتابع بالقول: إن انقطاع الأدوية لفترة يسبب تراجعاً لحالة المريض، متسائلاً: لماذا لا تقوم وزارة الصحة بإرسال الكمية التي يحتاجها المشفى سنوياً، فقد أدخلت 8000 أمبولة؟ فعدم انتظام صرف الدواء يؤثر سلباً على تقدم صحة المريض، وتماثله للشفاء، ويراجع المركز 45 مريضاً، وقد يحتاج المريض لأكثر من 20 أمبولة كي يتماثل للشفاء.

إيجابيات
المشفى الوطني باللاذقية يولي اهتماماً خاصاً بالمرضى، وهو كغيره من المشافي الحكومية التي تنافس المشافي الخاصة بعملها وأدائها، والخدمة فيها مجاناً مكسب حقيقي للمواطن، ولا عجب أن يكتسب سمعة طيبة في مجال الخدمات الطبية، كما أن نجاح المشفى مرتبط بالحالة الوجدانية، والأخلاقية، والمهنية، وعلى المواطن الحفاظ على هذه المؤسسات.

عائدة أسعد