موسكو: ماكرون المؤلّف الرئيس للأخبار الكاذبة
تحدت روسيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يقدّم أدلة على تدخل الإعلام الروسي في احتجاجات السترات الصفراء، مبينة أنه في حال فشلت باريس في تقديم الأدلة فإن هذا سيؤكّد أن ماكرون هو مؤلف الأخبار المزيفة، وأكدت موسكو نيتها طلب توضيح رسمي من باريس حول هذه الأخبار.
وكتبت ماريا زاخاروفا المتحدّثة باسم الخارجية الروسية على صفحتها في الفيسبوك أمس: إذا اتضح أن ما نقلته تقارير صحفية فرنسية عن ماكرون دقيق، سنطلب تعليق الحكومة الفرنسية وسفارتها في موسكو، وهذا سيعني أن الرئيس ماكرون هو المؤلّف الرئيس للأخبار المزيفة في فرنسا، وكل نشاطه في مجال مكافحة هذا الشر ليس إلا مسرحية.
ونفت زاخاروفا شراء “آر. تي” و”سبوتنيك” صفحات في شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى “أننا اقترحنا على الجانب الفرنسي مراراً تقديم أدلة تثبت اتهاماته هذه، لكننا لم نتلق شيئاً منه، لأن ذلك كذب”، مضيفة: “إن ماكرون قال: إنه “متأكد” أن قناة روسيا اليوم ووكالة سبوتنيك تشتريان حسابات في شبكات التواصل الاجتماعي، وتقومان من خلالها بإثارة موضوعات مثيرة للنقاش السياسي في فرنسا، ورغم ذلك فإنه لم يحدّد مصادر المعلومات التي تؤكد كلامه”، وأوضحت أن رفض المسؤولين الفرنسيين التواصل مع وسائل الإعلام الروسية هو الذي يجعلها تكثر في أخذ تعليقات من المشاركين في الحراك الاحتجاجي، وأضافت: “ربما (ماكرون) نسي، أنه هو نفسه من يمنع الصحفيين الروس من حضور مؤتمراته الصحفية، لذلك يأخذون التصريحات ليس من المسؤولين، بل ممن وصفهم ماكرون بـ”الحمقى في السترات الصفراء”.
كما أشارت زاخاروفا إلى أن وسائل الإعلام الفرنسية بدورها، نادراً ما تنقل تصريحات المسؤولين الروس، وذكرت على سبيل المثال امتناع صحيفة “لوفيغارو” عن نشر مقابلة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وأضافت: إن وسائل الإعلام الغربية توفّر بفعالية منصة للمشاركين في أي حركات معارضة للدول التي لا تتطابق سياستها الرسمية مع الغرب، لكن في الوقت نفسه، نادراً ما تستشهد وسائل الإعلام الفرنسية بمسؤولين أو ترفض نشر مقابلاتهم مع ممثلي السلطات الروسية.
وتابعت زاخاروفا: “وضع الفاشيين والروس في صف واحد، إما يدل على الخسة النادرة أو على الأمية الكاملة. وبالمناسبة فإن الجمع الناجح بين صفتين لشخص واحد ممكن. إذا أراد الرئيس الفرنسي رسم أوجه التشابه التاريخية، فمن الأفضل مقارنة هتلر مع نابليون”.
وكان الرئيس الفرنسي زعم في وقت سابق أن استشارات من الخارج قدّمت للسترات الصفراء من خلال “حسابات تم شراؤها” في شبكات التواصل الاجتماعي، وعلى وجه الخصوص حسابات وصفحات قناة روسيا اليوم ووكالة “سبوتنيك”.
وبدأت احتجاجات “السترات الصفراء” في تشرين الثاني الماضي تعبيراً عن رفض الزيادات في ضريبة الوقود، ثم تحوّلت إلى احتجاج على السياسات الاقتصادية التي يطبّقها ماكرون، وصولاً إلى المطالبة باستقالته.