امتحانات خالية من الأخطاء!
بعد أخد ورد طال أمده حول بعض القضايا التربوية والتعليمية التي أثارت الكثير من النقاش الساخن في الشارع السوري، وخاصة لجهة مضمون المناهج والخلل في الامتحانات المدرسية، تسعى اليوم وزارة التربية لتصويب المسار بهدف تطوير المنظومة التعليمية، وبشكل خاص ما يتعلق بالامتحانات التي طالها الكثير من الانتقادات في السنوات الأخيرة من حيث أسلوبها وآلية أدائها والإشراف عليها ومخرجاتها، والهدف المعلن للوزارة هو الوصول إلى “عملية امتحانية نموذجية خالية من الأخطاء والثغرات” حتى تكون أداة فاعلة قادرة على قياس قدرات الطالب الحقيقية ومهارات التفكير لديه، بعيداً عن أسلوب الحفظ البصم الذي تجتره المدارس منذ عقود!
ولعل أهمية خطوة “التربية” تتجلى بقناعتها وإيمانها أن عملية التطوير لا تقتصر فقط على المضمون، وإنما هناك تعديلات بالشكل على الامتحانات بنظام التحسين والإكمال وكل ما من شأنه رفع سوية الطلبة، سواء في الامتحانات العامة أو امتحانات الدراسة الحرة، وحتى ما يخص أداء المراقبين.
لا شك أن كل ذلك سيصب بالنتيجة في خدمة جودة المخرجات وتصدير طلبة من مستوى عالٍ للدخول للجامعات من أوسع أبوابها، والمنافسة في سوق العمل الذي لم يعد يرضى بالشهادات التقليدية.
وبشهادة أهل الاختصاص والشأن التربوي أن النظام الحالي للاختبارات المدرسية قاصر أو غير قادر على تقويم سوية الطلبة إلى الحد المقبول، وذلك بسبب عدة مشكلات مزمنة تتعلق بوجود بعض الممارسات التدريسية والتقويمية الخاطئة، مثل التركيز على الحفظ والتلقين دون استيعاب، وصعوبة تقويم الأداء التربوي والحكم على تحسن أو تردي العملية التعليمية بكل تفاصيلها؛ لذا تبدو هنا الحاجة ماسة لتطوير الامتحانات وتغيير جلدها بما يتوافق وطراز القرن 21، ونعني الاعتناء بكفاءة النظام التعليمي وزيادة فاعليته، ولنصل بالنتيجة إلى الهدف الذي نؤكد من خلاله أن الامتحانات هي شرف المدارس، والمقياس والمشعر الرئيس لتقويم عمل المدرسة، وتقييم ما ينتجه المدرس لأبنائه الطلبة، ومعرفة مقدار توصيل معلوماته إلى الطالب، ومدى قدرته على تبسيط هذه المعلومات بسلاسة ليتلقاها الطالب بسهولة ويسر بعيداً عن أي تعقيدات أو مشكلات، مدارسنا بغنى عنها!
غسان فطوم
ghassanfattoum@gmail.com