مادورو لترامب: مستعدون للدفاع عن أرضنا وسيادتنا
تظاهر أنصار الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز في كاراكاس دعماً للرئيس نيكولاس مادورو، ووصل المحتجون إلى نصب تشافيز التذكاري في كوارتل دي لا مونتانا، حيث أكدوا عدم السماح للولايات المتحدة بفرض عقوبات والتدخل عسكرياً في بلدهم، فيما اعتبر مادورو فكرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إرسال قوات عسكرية إلى فنزويلا أمراً جنونياً، مؤكداً استعداد بلاده للدفاع عن أراضيها وسيادتها ضد أي غزو أجنبي، وقال: “هذا جنون.. يتحدّث ترامب عن الحرب في القرن الحادي والعشرين.. هذا جنون يا سيد دونالد ترامب.. يعتقد أن بإمكانه إرسال قوات إلى هذه الأرض التي ستدافع عن نفسها”، وأضاف: “بيان ترامب غير قانوني وجنائي.. ويقف المتآمرون اليمينيون بصفّه, ويسيرون معه، ويطالبون بغزو عسكري لوطنهم”.
ولفت الرئيس الفنزويلي إلى أن الشعب الفنزويلي هو شعب مسالم، وقال: “نحن نحب الحياة، ولا نخشى تهديداتك يا سيد ترامب، فنزويلا لديها الحق، وهي تقف إلى جانب الحق، وليس لديك سبب لتهدّد الناس المسالمين باستخدام القوة العسكرية”، وأكد أن النفط هو السبب الرئيسي لمثل هذه الهجمات الأمريكية، وتابع: “أنا أسأل اليوم: ما هو السبب لإعلان الحرب على فنزويلا؟ لماذا تهدّد فنزويلا المصالح الأمريكية؟ ما هو السبب في أن ترامب مستعدّ لإرسال قواته إلى فنزويلا؟! النفط والموارد الطبيعية في وطننا الحبيب”.
وفي حديث لقناة “آر. تي” أكد مادورو، أنه لن يخون بلاده عبر الخضوع لرغبة واشنطن في تغيير النظام في كاراكاس، مشدّداً على أنه لن يدوّن اسمه في سجل تاريخ الخونة، وقال: “لا يهمّني كيف سيذكرني التاريخ، لكنني لن أكون ضعيفاً أو خائناً، ولن أدير ظهري للالتزامات التاريخية تجاه شعبي”، مضيفاً: “أدعو الجميع عبر كل وسائل الاتصال المتوفرة إلى التنديد بدونالد ترامب ووقف جنونه. فنزويلا لن تستسلم أبداً”، وأكد الرئيس الفنزويلي أن شعبه مستعد للدفاع عن “أرضه المقدّسة” ضد أي “غزو عسكري أمريكي”، لكنه “يسأل الله” ألّا يحدث مثل هذا الصراع العسكري أبداً، معلناً تأييده لمبادرة الأوروغواي والمكسيك لتسوية الأزمة في بلاده.
وصرّح مادورو ردّاً على سؤال حول دعوة عدد من الدول لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في البلاد، بأن “فنزويلا لا تعاني من نقص في الانتخابات”، مشيراً إلى أن الانتخابات المتوقّعة الوحيدة هي البرلمانية في عام 2020، وأضاف: إن القضية تكمن في المعارضة وليس في الانتخابات، مشيراً إلى أن فنزويلا شهدت 25 عملية انتخابات خلال 20 سنة، كما تم إجراء 6 انتخابات خلال الـ18 شهراً الأخيرة، وكانت الانتخابات في عام 2018 بناء على طلب من المعارضة.
وأثناء حضوره عرضاً عسكرياً أقيم في ولاية أراغوا، أعلن مادورو عن بدء حملة لجمع التواقيع رفضاً للتدخل العسكري الأمريكي في فنزويلا.
وكان الرئيس الأمريكي قد لوّح بالعدوان على فنزويلا قائلاً في مقابلة مع شبكة “سي بي إس” نيوز الأمريكية: إن التدخل العسكري الأمريكي في فنزويلا هو “أحد الخيارات المطروحة”.
وقال مادورو: “سنبدأ في جمع التواقيع من جميع أنحاء البلاد لتقديمها إلى البيت الأبيض رفضاً لهذه التهديدات”.
وتتعرّض فنزويلا لمحاولات التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية وزعزعة استقرارها عبر دعم القوى اليمينية، في محاولة مستميتة من واشنطن لإحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة، والانقلاب على الرئيس الشرعي باستخدام جميع الوسائل بما فيها العنف والفوضى.
وفي ردّه على البيان الذي وقّعته 11 دولة من مجموعة ليما الداعي إلى تغيير الحكم في فنزويلا دون استخدام القوة، انتقد مادورو هذه الدعوة، واعتبر أن مطالب مجموعة ليما المؤلفة من دول من أمريكا اللاتينية والكاريبي وكندا، “أكثر جنوناً الواحدة من الأخرى”.
وكانت مجموعة ليما قد دعت أمس الأول في بيان وقّعته 11 دولة من دولها الـ14، إلى تغيير النظام في فنزويلا بشكل سلمي “دون استخدام القوة”، بينما حثّت القوات المسلحة الفنزويلية على “إعلان ولائها” لخوان غوايدو، الذي نصّب نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد، وذلك في تناغم واضح مع التوجّه الأمريكي الرامي إلى الانقلاب على الحاكم الشرعي في البلاد.
بموازاة ذلك، جدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تأكيده أن الحوار الداخلي هو السبيل الوحيد لحل الأزمة في فنزويلا، وأوضح، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الطاجيكي سراج الدين أصلوف في دوشنبه، “أن رفض المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الحوار الداخلي الذي يعدّ السبيل الوحيد لحل الأزمة في فنزويلا أمر مثير للقلق”، وتابع: “عندما يقومون من الخارج بإعلان قائم جديد بأعمال رئيس الجمهورية، فهذا لا يمكن تقبّله بأي شكل من الأشكال”.