إيران : أمريكا تدعم الديكتاتوريين والســــفاحين والمتطرفيـــــن
ردّت إيران على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدة أن سبب مشاكل المنطقة والعالم هو الولايات المتحدة الأمريكية، وتدخلها السافر في شؤون الدول، ومحاولة فرض أجندتها عبر الإرهاب ونشر الفوضى، وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اجتماع للحكومة الإيرانية أمس: إن أمريكا كانت دائماً المسبب للمشاكل في المنطقة، وأن جزءاً كبيراً من الأمن الإقليمي ناجم عن دعم إيران الحاسم لشعوب المنطقة في محاربة الإرهاب، وسنبذل الجهود للمساهمة في إرساء الأمن والاستقرار في سورية والعراق وأفغانستان وباكستان، وأوضح أن الأمريكيين والصهاينة دعموا من قتل واغتال أبناء الشعب الإيراني في بداية الثورة الإسلامية، مؤكداً أن إيران ضحية للإرهاب، ووقفت على الدوام في وجه الإرهاب بشكل حازم، ولفت إلى أن التدخل الأمريكي الحالي في أمريكا اللاتينية وفنزويلا وجميع أنحاء العالم سببه اتباعهم مساراً لا يخدم مخططات واشنطن.
ودعا روحاني أبناء الشعب الإيراني إلى المشاركة بكثافة في مسيرات إحياء ذكرى الثورة الإسلامية، مشدداً على أن ذلك سيكون رداً حازماً على جميع مؤامرات الأعداء.
وكان ترامب جدّد، في خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه أمام الكونغرس الأمريكي، التأكيد على سياساته العدائية تجاه إيران، وكرّر اتهاماته لها بدعم الإرهاب، مدعياً أن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي جاء “لضمان عدم حصول هذا البلد على أسلحة نووية”.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الولايات المتحدة هي من يدعم الديكتاتوريين والسفاحين والمتطرفين، الذين لم يخلفوا سوى الدمار في المنطقة، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني بكل مكوّناته يحتفل بالذكرى السنوية الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية رغم الضغوط الأميركية، فيما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن الإرهاب في غرب آسيا وليد غير شرعي للسياسات الخاطئة لأمريكا وبعض حلفائها، وأضاف: إن الإرهاب في غرب آسيا ومنطقة الشرق الأوسط هو نتيجة ووليد غير شرعي للسياسات الخاطئة لأمريكا وبعض حلفائها خلال العقود الأخيرة، والتي فرضتها على المنطقة للمضي باستراتيجياتها، مثل تأسيس “القاعدة” و”داعش” وكل الجماعات المتطرفة والإرهابية وإثارة الأزمات والتوترات وزعزعة الاستقرار.
وأضاف قاسمي: “إنه وفي الوقت الذي يتهم فيه ترامب إيران كذباً بدعم الإرهاب، ليس خافياً على أحد بأن إيران، بصفتها أكبر ضحية للإرهاب خلال العقود الأخيرة وبتكبّدها الكثير من الأثمان المادية والمعنوية، كافحت وتكافح هذه الظاهرة البغيضة بصورة حقيقية وبلا هوادة، وكان لها دور أساسي، ولا ينكر في دحر تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسورية”، وأشار إلى أن الأقليات الدينية في إيران يعيشون بكامل الحرية ولهم نواب مستقلون في مجلس الشورى، مبيناً أن الشعب الإيراني يحتفل هذه الأيام بالذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية المبنية على نظام السيادة الشعبية والديمقراطية الانتخابية، وأردف قائلاً: “إن اتهامات الرئيس الأمريكي الفارغة والوهمية واللامنطقية ضد الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يمكنها تلميع صورة أمريكا والأنظمة الديكتاتورية المروجة للعنف والتطرّف والمدعومة أمريكياً في قتل الشعوب المظلومة بالمنطقة وارتكاب المجازر ضدها”.
في الأثناء أظهر استطلاع حديث للرأي أن 62 بالمئة من المواطنين التشيك يعارضون تدخل الولايات المتحدة في شؤون الدول الأخرى بما في ذلك استخدام القوة العسكرية ضدها، وأشار الاستطلاع، الذي أجراه مركز أبحاث الرأي العام التشيكي، إلى أن 76 بالمئة من التشيك يعتبرون أن الولايات المتحدة تعطي الأولوية في سياستها الخارجية لمصالحها السياسية والاقتصادية، فيما رأى 59 بالمئة أنها لا تأخذ بعين الاعتبار في علاقاتها مواقف المجتمع الدولي، واعتبر 48 بالمئة من التشيك، حسبما أظهر الاستطلاع، أن السياسة الخارجية الحالية للولايات المتحدة تمثّل تهديداً للعالم.
بالتوازي، أعلن مساعد القائد العام للجيش الإيراني لشؤون العمليات الأدميرال محمود موسوي بأن إيران ستزيد في القريب العاجل مدى صواريخها في مجال “ساحل -بحر” لأكثر من 300 كم، ونوّه إلى أن الجيش وضع في جدول أعماله بعد مرحلة الدفاع المقدس (1980-1988) تشكيل وحدة تحت السطح، والعمل من جانب آخر على تصميم وتصنيع مختلف أنواع الصواريخ لتعزيز قدرات البلاد الردعية.