تحقيقاتصحيفة البعث

الدروس الخصوصية.. أعباء مالية كبيرة وانتكاسة تربوية

 

مشكلة الدروس الخصوصية مشكلة قديمة حديثة، وتكاد تؤرق كل أسرة هدفها أن تصل بأبنائها إلى مرحلة القبول الجامعي، لاسيما رغبات الطب والهندسة، ولكن للأسف لا توجد ضوابط رقابية حتى غدت الدروس تعطى في بيت المدرّس، أو الطالب، أو في مراكز خاصة لهذه الغاية، وغياب التنسيق بين الجهات المعنية يجعل الحلقة مفقودة بين المدرّس، والطالب، وإدارة المدرسة.

معالجة الظاهرة

كمال جويت الأحمد، عضو المكتب التنفيذي في نقابة المعلمين، رئيس مكتب التربية، تطرق إلى عدة نقاط لمعالجة هذه الظاهرة، من ضمنها  تحسين الوضع المعيشي للمدرّس، ووضع قوانين ناظمة مع تطبيقها، وتحدث عن المناهج مؤكداً على تأهيل المعلم معرفياً وتربوياً قبل تطوير المناهج، وتقديم دورات توعية حول مجانية التعليم وتطويره.

زيادة وقت

الدكتورة صديقة طربية، عضو المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين، رئيس مكتب التعليم، قالت: يمكن الحد من ظاهرة الدروس الخصوصية بزيادة وقت الحصة الدرسية إلى ستين دقيقة، لاسيما في المرحلة الثانوية، مع منح أجور إضافية للمدرّس، وتعويض تفرغ.

آراء وحلول

حسان محمد علي، موجّه اللغة العربية في تربية دمشق، قال: الحل يكون برفع الحاجة عن المعلم، وإعادة النظر في مستواه المعيشي، ومحاسبة من يعمل في المدارس الخاصة، وإعادة تأهيل بعض المعلمين والمدرّسين الذين يعملون في التدريس، فالتأهيل ضروري معرفياً وتربوياً من خلال الدورات للتخلص من الأمية التربوية على أقل تقدير.

خالد دير عطاني، منسق مادة اللغة العربية في تربية دمشق، قال: ظاهرة الدروس الخصوصية ظاهرة متفشية وتسيء إلى العمل التربوي، ومعالجتها تبدأ من الأسرة، فأولياء الطلاب عندما يحضرون المدرّسين إلى المنزل يسيئون إلى المدرسة، متسائلاً: لماذا يرسلون أبناءهم إلى المدرسة  طالما يتم تدريسهم في المنزل، لافتاً إلى أهمية أن تثق الأسرة بالمدرسة، وتابع: نحن كمؤسسة تربوية علينا تأمين المدرّسين الأكفاء لمعالجة هذا المرض الاجتماعي في الدروس الخصوصية، ومع ذلك مازلنا نقوم بواجبنا على أكمل وجه، فالمدرّس يعطي دروساً خصوصية مكرهاً لا بطل نتيجة الظرف المادي الصعب، ولذلك لابد من إعانة المعلم مادياً لمساعدته على واجبات الحياة، فزيادة رسم التعاون والنشاط بدلاً من أن يكون رمزياً يساعد المدرّس على الحد من ظاهرة الدروس الخصوصية.

ريم مراد، موجّهة اللغة الفرنسية، قالت: تحسين الوضع المعيشي للمدرّس يحد بشكل كبير من الدروس الخصوصية، فالمدرّس لديه واجبات ومسؤوليات داخل المنزل وخارجه، لذلك البعض يأخذون إجازات من أجل الدروس الخصوصية، والأجر يكون مرتفعاً في التعليم الخاص، فالنفقات التي لا تتناسب مع المدرّسين تدفعهم لإجازات طويلة، أو ترك العمل لتأمين مستلزماتهم نتيجة الأجر المرتفع في الدرس الخاص قياساً عما يتقاضاه شهرياً.

التزام الطلاب

نوح خليل، خريج كلية التربية، قال: بتقديري تفشي هذه الظاهرة يعود لسببين: الأول عدم التزام الطلاب بالدوام الرسمي المحدد من قبل وزارة التربية، فالانقطاع يكون مبكراً، والسبب الثاني تمسك الأهالي ببعض المدرّسين أصبح موديلاً يعتمدون عليه، فالحل يكون بتعزيز الثقة بين المدارس والطلاب وأولياء الأمور، والالتزام بالدوام الرسمي، وعدم الانقطاع المبكر.

آفة حقيقية

خلاصة القول: تشكّل ظاهرة الدروس الخصوصية آفة حقيقية في الحقل التربوي، ومعالجتها، وهذا يتطلب تضافر جهود الجميع، من أسرة، ومدرسة، ومدرّسين، ووزارة بكافة مديرياتها.

محمد الجمال