تعزيز دور الحزب الاجتماعي في حوار بريف دمشق دخل الله: الإيمان بالعروبة يعزز الوحدة الوطنية
ريف دمشق- صلاح الدين إبراهيم:
جملة تساؤلات دارت حول قضايا سياسية وحزبية، شهدها ملتقى البعث للحوار، الذي أقامه فرع ريف دمشق للحزب تحت عنوان “حوار مفتوح مع الرفيق الدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية-رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام”، بحضور فعاليات حزبية وشعبية، وذلك على مدرج المجمع التربوي في ضاحية قدسيا.
وتناولت التساؤلات كيفية تعزيز دور الحزب داخل المجتمع، ودور المؤسسات الحزبية في التواصل مع الجماهير، وتجديد فكر الحزب، وتداعيات الحرب على سورية ومنعكساتها على المجتمع والدولة وكيفية التصدي لإفرازاتها السلبية.
ولفت الرفيق دخل الله إلى أن الأطر الواسعة لفكر الحزب أسهمت بتعزيز قدرته على التجدد، ما مكّنه من الاستمرار، وجعلت منه فكراً مقبولاً بين الأغلبية الساحقة للمجتمع، حيث لا يتضمّن هذا الفكر تطرفاً أو تركيزاً طبقياً وفئوياً فيما يطرحه، وليس لديه نص مقدس، وهو ما أنقذه من الجمود الفكري، وجعله مرناً في التعاطي مع الواقع المتغيّر باستمرار، مبيناً أن غالبية الأحزاب العالمية ذات الأيديولوجيات الضيقة والمحددة انتهت بسبب الجمود الفكري وصنمية النص، وأضاف: إن أزمة الأحزاب بدأت تظهر عندما يطرح تطور الواقع في حد ذاته قضايا لم تكن مرصودة مسبقاً، وقد حصل هذا مع الأحزاب الماركسية في أوروبا الشرقية، ويحصل اليوم مع الأحزاب اليسارية واليمينية في أوروبا الغربية، موضحاً أن العالم يشهد الآن انسحاب هذه الأيديولوجيات من المسرح العالمي وفوز أحزاب حديثة التأسيس وتسلمها للسلطة في عدد من الدول الأوروبية، كما حدث مؤخراً في فرنسا.
ورأى عضو القيادة المركزية للحزب أن الحراك الحزبي في أي بلد يعبّر عن حيوية الشعب فيه، الأمر الذي يستوجب على الأحزاب أن تلائم أيديولوجياتها مع المعطيات الموضوعية لمجتمعاتها بما ينسجم مع الثقافة والإرث الحضاري والموقع الجغرافي لهذا البلد، مبيناً أن ما يهمنا كجهاز حزبي هو السلوك أكثر من الفكر، فكل إنسان عربي يؤمن بمبادئ وحدة الأمة العربية والعدالة الاجتماعية التي هي متفق عليها، لكن سلوك البعثي يجب أن يكون مميزاً أمام الآخرين، ويجب على الموظف الحزبي أن يخدم المواطنين ويسهل معاملاتهم، واعتبر أن الوطنية الحقة هي التي تلتزم بالعروبة، لأنه لا يمكن أن تكون وطنياً إن لم تكن عروبياً، فالوطن بحدوده السياسية القائمة هو الشكل الظاهر للوجود السياسي، أما العروبة فهي جوهر الوجود، مبيناً أن معنى الجوهر هو الذي يحدد ماهية الشيء، بمعنى أن الماهية مرتبطة بالجواهر وليس بالظواهر، وأنه من الصعب الحديث اليوم عن دولة عربية واحدة، لكن من الضروري أن نحافظ على العروبة باعتبارها رابطاً أساسياً وتاريخياً وثقافياً لجميع المكونات التي تعيش في الدول العربية، وأنه بهذا المفهوم تعمل العروبة على تعزيز الوحدة الوطنية داخل كل قطر عربي، إضافة إلى أنها تؤكد على شخصية الأمة، بغض النظر عن القوميات والديانات والطوائف الموجودة فيها.
وفيما يخص الوضع في سورية، أكد الرفيق دخل الله أننا نخوض حرباً عالمية، فالقضية السورية والفنزويلية والأوكرانية أصبحت قضايا دولية مباشرة من الدرجة الأولى، وعلينا أن نأخذ بالاعتبار تشابك الأزمات والعلاقات الدولية، والأهم أن انتصار الجيش العربي السوري على الإرهاب وداعميه لن يسمح لتشابك العلاقات الدولية بأن ينهي دور العنصر السوري في الحرب، لافتاً إلى أنه على الرغم من الدمار الهائل، لم تحقق الحرب على سورية أهدافها، بسبب صلابة الشعب السوري ووقوفه مع دولته، والتفافه حول السيد الرئيس بشار الأسد.