التفوق.. طموح يحتاج إلى الجهد والإرادة
تحقيق التفوق الدراسي ليس بالأمر السهل، ويتطلب جهوداً مضاعفة، وتعاوناً ما بين الطلاب والأهل والمدرسة للتغلب على التحديات وتجاوزها، برأي ثناء سليمان، الموجهة الاختصاصية للإرشاد في مديرية التربية بطرطوس التي أكدت أنه مهما كانت الأهداف فالطريق إليها يحتاج إلى الإصرار والجهد والعمل الدؤوب من أجل تحقيقها، فوضع الأهداف لا يعني تحقيقها دون بذل الجهد الكافي للوصول إليها، ومقاييس النجاح تتوقف على مدى استغلال المرء لمواهبه، ومدى إفادته من الفرص، وتغلبه على ما يصادفه من متاعب وعقبات للوصول إلى أهدافه، وتحقيق طموحه.
وللبيئة المدرسية أثر كبير في تعزيز التحصيل الدراسي لدى التلاميذ، حسب سليمان، ولذلك يجب الاهتمام بها لما لها من دور كبير في حياة الطلاب لأنهم يتأثرون بها ويؤثرون فيها، وهي التي تلعب دوراً في صقل شخصيتهم، والتأثير تالياً على أدائهم الأكاديمي، وبالتالي تساعد المدرسة في نجاح التلاميذ من خلال الاهتمام بالبيئة المدرسية في كل جوانبها، حيث إن التشابه بين ثقافة المدرسة وثقافة المنزل يساعد المتعلّم على الشعور بالاستقرار والأمان والتصالح مع النفس، مبيّنة أن متعة التعليم تتم من خلال تنويع أساليبه، وطرق التدريس، وتنوع الوسائل التعليمية، واختيار المعلم المؤهل القادر على رد انتباه طلابه دون ملل، وخلق التفاعل مع المادة داخل الصف، وتوفير المناهج المبتكرة، والأنشطة المتنوعة، والتفاعل المستمر بين الأسرة والمجتمع والمدرسة له دور إيجابي في تعديل سلوك التلاميذ، ورفع الروح المعنوية، وتقوية الشخصية، ما يؤثر إيجاباً على تحصيلهم الدراسي، وعلى الإدارة المدرسية الاهتمام بالعلاقات داخل وخارج المدرسة دعماً للتعليم.
إتقان العمل
برأي معين رمضان، مدير مدرسة المتفوقين، يجب التمييز بين مصطلحي النجاح والتفوق، وبالنسبة للنجاح هناك سلسلة متصلة ببعضها، مؤلفة من ثلاث حلقات، هي بيئة المدرسة، وبيئة البيت، وبيئة المجتمع ممثّلة بالأقران، فإذا اجتمعت هذه الحلقات الثلاث، وأدت عملها بالمعايير والقيم الأخلاقية والوجدانية والمهنية، نجتاز مرحلة النجاح، أما مرحلة الإتقان فهي ما فوق النجاح ممثّلاً بإتقان العمل، والنجاح بشكل عام، وإتقان المهنة بشكل خاص، وهناك حديث للرسول (ص) يشير إلى ذلك، حيث يقول فيه: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”، لأن الإتقان هو ما يعوّل عليه في بناء حضارة الإنسان، وما ارتقت المجتمعات الإنسانية من حالتها البدائية إلى حالتها الحاضرة إلا بهؤلاء المتقنين لعملهم الذين أطلقنا عليهم في مصطلحنا العصري اسم “المبدعين”، فلا يوجد مبدع دون أن يكون ناجحاً، وبذلك يكون معيار التفوق هو بإتقان العمل.
التأني والحفظ
وأشار المدير إلى أن التحدي والإرادة قيمة يكتسبها الطالب من البيت، وأكثر ما يعوّل عليه في تحقيق التفوق هو حلقة البيت، لأن المدرسة تعطي جميع طلابها بالتساوي، بينما يتميز هؤلاء فيما يحصلون عليه من حلقة البيت دون إهمال باقي الحلقات الأخرى: /بيئة المدرسة، والمجتمع/.
المواظبة اليومية
وبدورها لفتت ثناء الشيخ أحمد، المرشدة النفسية، إلى أن الشهادة سند للطالب، كما أن التفوق داعم أساسي ورئيسي له في حياته العملية، والبيئة المتعلّمة تخلق طالباً منافساً، وبالتنافس يتحقق التفوق الذي يتطلب إصراراً وعزيمة، وعلى الطالب المواظبة اليومية على الدراسة، واستثمار أيام العطل بالمراجعة، ومعالجة أية ثغرة، والتغلب على أي تقصير، فإن أهمل الطالب واجباته تصبح لديه إدارة غير سليمة للوقت، لذلك فإن المتابعة اليومية، والتكرار هما الحجر الأساسي الذي يبنى عليه البناء العظيم “التفوق”.
دارين حسن