هدر!
لا نزال نخسر وفق التقارير الرسمية وغير الرسمية المعلنة ما لا يقل عن ملياري متر مكعب من المياه العذبة الصافية التي تجود بها السماء كل شتاء ليشربها بحرنا المتوسطي؛ لأننا لا نعرف أو لا نريد أن نعرف كيف نحافظ على هذه النعمة مع الأسف…!!؟
ومع كل موسم مطري يرتفع منسوب التصريحات والنداءات والمطالبات بوقف الهدر المائي الرهيب الضائع ووضع حد له.. لكن كل ماقيل ويقال لم يتجاوز حدود طواحين الهواء والورق الذي كتب عليه ليظل على قائمة الوعود والانتظار والخطط المدورة المصحوبة بعواصف العثرات والمبررات ونفوذ المتنفذين والمتضررين..!؟
غير أن غزارة أمطار العام الحالي وجريان أنهارٍ كاد يطوي هدير مياهها الجفاف وشح الأمطار، وعودة تدفق ينابيع عذبة نسيناها أعاد تذكيرنا بمشاريع سدودٍ درسناها وخططنا لها لسنوات وأنفقنا على دراساتها عشرات إن لم نقل مئات الملايين من الليرات، لكننا لم ننفذها بذرائع وحجج لها “أول وليس لها آخر”..؟!
صحيح أن الظروف والأولويات والأفضليات اليوم تغيرت ولم تعد كما كانت بفعل أشياء وعوامل كثيرة، أولها الحرب العدوانية القذرة على بلدنا لكن الصحيح أيضاً أننا أضعنا وقتاً ثميناً، وأضعنا فرصاً ذهبية كثيرة زمن الرخاء والاسترخاء، فلم نخبئ قرشنا الأبيض لليوم الأسود كما يقال فتضاعفت التكاليف اليوم وتقلصت قدرات شركاتنا الإنشائية وتراجعت إمكاناتها البشرية والمادية وتعطلت “ماكيناتها” بفعل الحصار الظالم ما سيزيد من صعوبة مواجهة هكذا تحديات بالتأكيد…
مع ذلك ولأن حروبَ الغدِ مائية بامتياز ولاسيما في منطقتنا التي تعاني ما تعانيه من شح المياه فإننا نجد أن إعادة إطلاق وتحريك وتسريع عجلة بناء السدود والإكثار منها، وإزالة عقباتها وعراقيلها بالتعاون مع الأصدقاء والشركاء أمر على غاية من الأهمية وفي محله لأن الزمن لن يرحمنا…
وائل علي