موســكو: اســتخدام القوة ضد فنزويلا سيكون كارثياً
اقترحت الأوروغواي والمكسيك إنشاء آلية حوار من دون شروط مسبقة من أجل تسهيل التوصل إلى حل تفاوضي للأزمة السياسية في فنزويلا، فيما ناقش وزير الخارجية الفنزويلي، خورخي آراريز، آفاق إجراء حوار وطني في البلاد، مع فيرونيك لورنزو، مبعوث رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني.
وكتب آراريز في مدونته الصغيرة على تويتر: “لقد عقدنا اجتماعاً مكثفاً ومثيراً للاهتمام مع لورنزو، المبعوث الخاص لرئيسة الدبلوماسية الأوروبية، وقد حللنا، والدستور بين يدينا، حقائق فنزويلا والحاجة إلى حوار سيادي وطني دون وضع شروط مسبقة”.
وعلى خلفية التهديدات الأمريكية المستمرة بالتدخل عسكرياً في فنزويلا، أكد الكرملين ثبات موقفه الداعم للحكومة الشرعية في فنزويلا والرئيس المنتخب مادورو، وحذّر من عواقب كارثية لأي تدخل عسكري هناك، مؤكداً أن لا مفاوضات مع واشنطن بشأن هذه الأزمة.
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف أمس، أن الكرملين لم يغيّر موقفه من الوضع في فنزويلا وشرعية الرئيس نيكولاس مادورو، وجاء ذلك رداً على سؤال عمّا زعمته وكالة بلومبيرغ الأمريكية، بشأن تردّد الكرملين في مواصلة دعم مادورو.
وردّاً على سؤال: هل تجري مناقشة إجلاء مادورو؟، قال بيسكوف للصحفيين: “لا، موقف الكرملين لم يتغيّر”، مضيفاً: إن “مسألة تقديم اللجوء لمادورو في روسيا غير موجودة على جدول الأعمال، ولم تبحث أبداً”.
وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت موسكو تجري مشاورات مع دول أمريكا اللاتينية بشأن تسوية الأزمة في فنزويلا، صرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية بأن موسكو لا تجري مفاوضات مع دول أمريكا اللاتينية بشأن الوضع في فنزويلا، ولكنها تبلغ كل من يعنيهم الأمر خلال تبادل وجهات النظر، بعدم جواز التدخل في هذه الأزمة من الخارج.
وأكد بيسكوف أنه لا يوجد سوى تبادل للآراء، وقال: “بالطبع، هناك تبادل مكثف للآراء مع جميع الشركاء الأجانب، وخلال اتصالاتنا نبلغهم بعدم قبولنا أي تدخل خارجي، ويتم التشديد على العواقب الكارثية المحتملة لأي تدخل بالقوة في هذه الحالة من دول ثالثة”.
وشدّد على أن هذا الموقف الروسي يتم إبلاغه بطريقة منهجية إلى محاوري روسيا في العالم. في الوقت نفسه قال بيسكوف: لا يوجد تبادل للآراء حول هذا الموضوع مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه ليس لدى روسيا أي اتصالات مع الولايات المتحدة حول المسألة الفنزويلية.
وفي السياق ذاته، حذّر نائب وزير الخارجية الروسي من عواقب تدخل عسكري في فنزويلا، لأن ذلك سيتسبب بعواقب تتعدّى حدود البلاد، وقال: “روسيا على اتصال مع الاتحاد الأوروبي وكاراكاس والمنظمات الإنسانية فيما يتعلق بالأزمة في فنزويلا، ونحن نتواصل مع الجميع غير أننا لا نوافق على كل ما فعلوه خلال الأزمة الفنزويلية”.
وفي إسبانيا، استنكر حزب اليسار الموحد الإسباني بشدة قرار الحكومة الإسبانية الاعتراف بـ”خوان غوايدو” رئيساً انتقالياً لفنزويلا، واصفاً ذلك بـ”الحدث الخطير غير الشرعي وغير المسبوق في الدبلوماسية الدولية”.
وحذر الحزب الإسباني في بيان نشره على موقعه الرسمي من أن هذا القرار سيؤدّي إلى تصاعد طبول الحرب وتعقيد الحلول السياسية للوضع في فنزويلا، وسيخلق الفوضى والاضطرابات السياسية فيها، مؤكداً رفضه لاعتراف الحكومة الإسبانية الذي “يشكّل موقفاً متواطئاً مع الانقلابي غوايدو ويعكس تبعيتها كغيرها من الدول الأوروبية للإدارة الأمريكية”.
وأدان حزب اليسار الموحد الإسباني خضوع حكومة بلاده لضغوط الولايات المتحدة الأمريكية: قائلاً إن الحكومة الاسبانية “اعترفت بشكل لا يصدق ودون خجل بما أملته عليها الإدارة الأمريكية عبر سفيرها في مدريد”، داعياً الحكومة الإسبانية إلى تغيير وتصحيح موقفها و”إظهار القليل من الكرامة لأنه لن تكون لها سياسة خارجية جدية أو مستقلة أو ذات سيادة”.، وشدّد على رفضه واستنكاره للحملة الإعلامية الضخمة الرامية لزعزعة الاستقرار السياسي في جمهورية فنزويلا وفرض الحصار الاقتصادي عليها.
وتتعرّض فنزويلا لمحاولات التدخل الفاضح بشؤونها الداخلية عبر الاعتراف بغوايدو رئيساً انتقالياً من الولايات المتحدة وكندا و14 دولة أوروبية بينها إسبانيا، ما يشكّل محاولة مستميتة من واشنطن لإحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد.