طهران: الظروف مهيأة لرفع مستوى تخصيب اليورانيوم
تحيي اليوم إيران ذكرى الأربعين لقيام الثورة الإسلامية، من خلال تنظيم مسيرات في الشوارع والميادين العامة بمختلف المدن، فيما دعت القوى والأحزاب والمرجعيات في إيران الشعب إلى المشاركة بكثافة في إحياء الذكرى ليرى العالم قوة الشعب الإيراني، وتماسكه في وجه العقوبات الاقتصادية الظالمة التي تفرضها الولايات المتحدة على جمهوريتهم، في وقت أعلن مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية للشؤون الدولية بهروز كمالوندي أن إيران باتت جاهزة لزيادة تخصيب اليورانيوم إلى 190 ألف وحدة فصل.
وقال كمالوندي: إنه إذا اقتضي الأمر فإن الظروف مهيأة لرفع مستوى تخصيب اليورانيوم من 3 إلى 20 بالمئة، مضيفاً: نظراً إلى عدم إيفاء دول الخمسة زائد واحد بالتزاماتها بخصوص الاتفاق النووي تم اتخاذ الخطوات اللازمة لإعادة تصميم مفاعل أراك من أجل مواصلة أنشطته إذا اقتضت الضرورة، وأشار إلى أنه ستتم إزاحة الستار عن أحدث الإنجازات النووية للبلاد في الـ 9 من نيسان القادم، حيث يكون إنتاج الأوكسجين 18 بشكل مكثّف أحد أهم هذه الإنجازات، معتبراً أن ذلك يمثل قفزة كبيرة في مجال علم الكيمياء الذرية في البلاد، وخصوصاً أنه بإمكان خمس دول في العالم فقط إنتاج “الأوكسيجن 18”.
في السياق ذاته كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس عن تأييد أغلبية الإيرانيين الساحقة لبرنامجي بلادهم الصاروخي والنووي، خلافاً لحملات الدول الغربية التضليلية التي تروج معلومات عن تذمر شعبي بهذا الصدد.
وأفاد الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة إيران بل التي تتخذ من كندا مقراً لها وجامعة ميريلاند الأمريكية، فإن 90 بالمئة من الإيرانيين أيدوا برنامج بلادهم النووي السلمي و96 بالمئة أيدوا البرنامج الصاروخي، وبيّن الاستطلاع أن 90 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع اعتبروا أن استمرار التقدم بالبرنامج النووي يشكل أمراً ضرورياً ومهماً على الرغم من محاولة وسائل الإعلام والحكومات الغربية إظهار أن البرنامج النووي الإيراني هو السبب في جميع المشكلات الاقتصادية في إيران.
في السياق ذاته أكد الحرس الثوري الإيراني استمراره في استراتيجية تنمية القدرات الصاروخية “من أجل الارتقاء بقدرة إيران الردعية ولمساعدة جبهة المقاومة وتلبية احتياجات الأمة”.
وفي بيان للحرس الثوري في ذكرى الثورة الإسلامية شدد على رفضه التفاوض حول برنامجه الصاروخي، وقال: إن “أي حيلة أو مؤامرة في هذا المجال هي فاشلة”، مؤكداً أن “أبناء الشعب الإيراني في الحرس الثوري مستمرون في طريق خدمة الناس ولعب دور مهم في تنمية التعايش وتطور البلاد”، فيما رفض رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، شروط الأوروبيين حول برنامج إيران الصاروخي، وقال: “لا يحق للأوروبيين طرح مواضيع كالبرنامج الصاروخي”، وذلك رداً على مطالب أوروبية بالحد من نشاطات هذا البرنامج لتنفيذ “اينستكس” أو الآلية المالية المشتركة التي اتفقت عليها إيران مع ألمانيا وبريطانيا وفرنسا قبل أيام.
ولفت فلاحت بيشه إلى أن على الأوروبيين الإجابة في إطار الاتفاق النووي، مؤكداً ضرورة الاستفادة من تجربة المفاوضات بين إيران وأوروبا خلال فترة التسعينيات.