روسيا تشدد على الانسحاب الأمريكي الكامل من سورية
رداً على سياسات المماطلة والتسويف التي تنتهجها الإدارة الأمريكية لجهة سحب قواتها من الأراضي السورية، جدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إصرار بلاده على ضرورة انسحاب الولايات المتحدة بشكل كامل، فيما شدد وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف واللبناني جبران باسيل على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة يتضمن احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها وخروج كل القوات الأجنبية التي دخلت دون إذن من الحكومة السورية وتسهيل عودة المهجرين إلى بلدهم.
فقد قال ريابكوف للصحفيين: نحن نصر على ضرورة أن تنفذ الإدارة الأمريكية ما صرحت به، وبالتحديد الانسحاب الكامل من سورية وإنهاء وجودها العسكري غير القانوني هناك.
إلى ذلك أكد ريابكوف أن الاعتداءات الإسرائيلية على سورية غير شرعية وغير مبررة، وشدد على أن روسيا تدين هذه الاعتداءات، ولا يمكن أن تقبل بها مهما كانت الحجج والذرائع التي تعلنها “إسرائيل”.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أكد في الثامن من شباط الجاري أن الاعتداءات الإسرائيلية التعسفية على الأراضي السورية يجب أن تتوقف، وقال: إن أي هجمات من هذا النوع ستزعزع استقرار الوضع، ولا ينبغي لأحد أن يفعل في سورية ما يتجاوز نطاق أهداف مكافحة الإرهاب.
وفي بيروت، شدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني جبران باسيل على أن أي حل سياسي للأزمة في سورية يجب أن يتضمن احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها وخروج كل القوات الأجنبية التي دخلت دون إذن من الحكومة السورية، مؤكداً استمرار بلاده بتقديم الدعم لإيجاد حل يقرره السوريون بأنفسهم بعيداً عن أي تدخلات خارجية.
وقال ظريف: نحن كأطراف خارجية ينبغي أن نقوم بدور المسهّل والمعبّد للطريق الذي يساعد السوريين على أن يصلوا للحلول المرتجاة بأنفسهم، داعياً إلى تسهيل عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم بعد أن هيأت الحكومة السورية الظروف الملائمة لذلك.
من جهته جدد وزير الخارجية اللبناني التأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية والقضاء على الإرهاب نهائياً في أراضيها، داعياً إلى تسهيل عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم، وقال: إن سورية اليوم آمنة بمعظمها، كما أن المهجرين السوريين يريدون العودة إلى بلادهم، ما يتطلب العمل لمساعدتهم على ذلك، وبيّن باسيل أن لبنان لن يشارك في مؤتمر وارسو لأنه يخدم أجندات “إسرائيل” محذراً من محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
من جانبه، أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن محور المقاومة حقق إنجازات واضحة في معركته للقضاء على الإرهاب في سورية، مشيراً إلى أن إعلان الانسحاب الأمريكي من سورية وأفغانستان هو دليل على هذه الإنجازات، وأشار قاووق في كلمة له إلى أن الانسحاب الأمريكي من سورية وأفغانستان سيضعف الموقفين الأمريكي والإسرائيلي، كما هو الحال بالنسبة لموقف النظام السعودي، وسيقوي موقف محور المقاومة في المنطقة، لافتاً إلى أننا مقبلون على المزيد من الضعف والتقهقر والإحباط لمثلث العداء للمقاومة المتمثل بأمريكا و”إسرائيل” والنظام السعودي.
وفي القاهرة، دعا عضو المكتب السياسي في الحزب الناصري المصري محسن عطية الإدارة الأمريكية إلى الكف عن التدخل بالشؤون الداخلية لسورية ووقف دعمها للإرهابيين المرتزقة الذين يرتكبون الاعتداءات الإرهابية في سورية.