مسيرات مليونية بمناسبة الذكرى الأربعين لانتصار الثورة: تعزيز البنية الدفاعية لإيران ومواصلة دعم دول محور المقاومة
شهدت إيران، أمس، مسيرات مليونية بمناسبة الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية، وشملت المسيرات آلاف المدن والقرى والبلدات الإيرانية، فيما شهدت الشوارع الرئيسية في العاصمة طهران 12 مسيرة ضخمة احتشدت في ميدان آزادي “ساحة الحرية”، وردد المشاركون فيها هتافات تنوّه بإنجازات الثورة الإسلامية.
وشارك في هذه المسيرات 200 ضيف أجنبي من الشخصيات السياسية والدينية والرياضية والجامعية من عدد من الدول، بحضور نحو 6500 صحفي، بينهم 300 صحفي أجنبي، فيما تمّ عرض صواريخ للحرس الثوري الإيراني على طريق مسيرات الاحتفال في طهران من طراز “قدر” و”قيام” و”ذو الفقار”.
وأكد المشاركون في البيان الختامي للمسيرات ضرورة تعزيز البنية الدفاعية الصاروخية واستراتيجيات الردع الإيرانية وتعزيز الأنشطة النووية السلمية في البلاد.
وشدد المشاركون على ضرورة دعم شعوب دول محور المقاومة في سورية والعراق واليمن وفلسطين في مواجهة الإرهاب وإثارة الحروب ومحاولات بث الرعب من قبل أمريكا والكيان الصهيوني، مشيرين إلى أن الشعب الإيراني لا يزال يعتبر أمريكا المسؤولة عن افتعال الأزمات والحروب في العالم.
وحذّر البيان من محاولات أعداء إيران، وخاصة واشنطن، المشؤومة المتعلقة بأعمال الحظر والعقوبات والمؤامرات والحرب النفسية والإعلامية، مؤكداً أن جميع مؤامراتهم مصيرها الفشل أمام إرادة الشعب الإيراني، كما أكد من جهة ثانية أهمية تحقيق الاقتصاد المقاوم باعتباره السبيل الوحيد لحل المشاكل الاقتصادية في إيران، مطالباً في الوقت ذاته باتخاذ إجراءات عاجلة بالتوازي مع سعي الحكومة الإيرانية والجهات المختصة لإيجاد الحلول لهذه المشاكل.
الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد خلال مراسم الاحتفال أن الشعب الإيراني تمكن من الانتصار على الاستبداد والتبعية، وأحبط كل مخططات العدو المشؤومة وأفشلها، وأضاف: إن على العالم أن يدرك الآن أن قوة إيران تضاعفت عدة مرات عما كانت عليه سابقاً، وإننا لم ولن نستأذن أحداً في تعزيز قدراتنا العسكرية من أجل الدفاع عن بلادنا، وتابع: ” إن الشعب الإيراني وبجهود أبنائه من جيش وحرس وتعبئة تصدوا لكل مؤامرات العالم وصمدوا محققين انتصارات عظيمة”، وشدد: “نحن عازمون على مواصلة مسيرتنا التي بدأناها قبل 40 عاماً”.
وأضاف الرئيس الإيراني: إن المشاركة الواسعة في مسيرات ذكرى انتصار الثورة تدل على إحباط المؤامرات التي خطط لها الأعداء خلال العام الماضي، مشدداً على أن سيادة إيران على جميع أراضيها في مقدمة الإنجازات التي حققتها الثورة، وأكد أن إيران تواجه حرباً نفسية تشنها الولايات المتحدة من خلال فرض العقوبات إلا “أننا لم ولن نسمح لها بالانتصار علينا بفضل صمودنا والتعاون فيما بيننا، وشعارنا اليوم هو نفسه الذي رفع قبل 40 عاماً، وهو أننا لن نستسلم أمام الاستبداد”، مشيراً إلى تنامي دور إيران في المنطقة.
من جانبه، قال النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري: إن إيران أفشلت جميع المحاولات الأمريكية لتصفير صادرات النفط، وتمكنت من خلال التخطيط والدبلوماسية القوية من حل أي مشاكل تواجهها، وأضاف: إن الحكومة الإيرانية تدرك جيداً مشاكل الناس، وتعمل بجد على التخفيف من آثار ضغوط هذا الحظر على الاقتصاد ومساعدة القطاعات الضعيفة في المجتمع”، وأكد أن الادعاءات الأمريكية بأن الثورة الإسلامية لن تبصر الذكرى الأربعين تكشف كذبها من خلال المشاركة الواسعة لأبناء الشعب الإيراني في مسيرات اليوم، وهو بذلك يوجه رسالة للعالم مفادها بأنه سيواصل مسيرة مساندة نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
من جهته أكد وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد أمير حاتمي أن احتفال الشعب الإيراني بالذكرى الأربعين لانتصار الثورة يمثل أكبر رد على أحلام وتمنيات الولايات المتحدة، وقال: إن شعبنا رد رداً قاصماً على أميركا المجرمة وترامب الكاذب، مشيراً إلى أن الأميركيين كانوا يحلمون ويمنون أنفسهم بألا نرى الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية، ولكننا اليوم نشاهد كيف احتفل الشعب الإيراني بذكرى هذا اليوم العظيم، فيما أكد أمين مجلس صيانة الدستور ورئيس مجلس الخبراء أحمد جنتي أن أميركا أصغر من أن تتمكن من كسر شوكة الإسلام والشعب.
من جهته أكد القائد العام للجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي أن قوى الاستكبار منيت بهزيمة في حروبها واستهدافها لإيران وشعبها، فيما شدد قائد القوات البحرية للجيش الإيراني الأدميرال حسين خانزادي ومساعد قائد الحرس الثوري للشؤون الثقافية والاجتماعية العميد محمد رضا نقدي على أن عصر الهيمنة على الشعوب باستخدام التفوق العسكري والحرب النفسية والإعلامية انتهى، مشيراً إلى أن المشاكل الاقتصادية والحظر الذي يفرضه الأعداء على إيران لن ينالا من عزيمة شعبها وصموده.