يامن يوسف في صالة فاتح المدرس
يعتبر فن النحت من أكثر الفنون ديمومة ويلقب بالفن العظيم لدوره في تشكيل الوعي الإنساني، ومواكبته لعمر الخليقة ولما يمتلك من حضور وتأثير وتنوع، ولا يزال يحقق هذه القيمة رغم الفوارق الواضحة على المستوى التقني والعلمي، وأضحى يتعامل النحات مع خامات جديدة ومتنوعة إلا أن المادة الأساسية النبيلة في المعدن والخشب لا تزال في موضعها المحبب أمام الفنان النحات الذي يستنطق خامته ويحملها أفكاره ومشاعره، وتنوعت هذه الأعمال في حجم تنفيذها وقد سميت الأعمال الصغيرة بمنحوتات الحجرة لأنها تتموضع في مكان مغلق كالصالونات والغرف وردهات البيوت والمكاتب والأماكن العامة ضمن حيز مخصص لها، وبرع العديد من الفنانين السوريين في هذا النموذج من هذا النحت وأقيمت المعارض الفردية لهم ولا تزال، فقد افتتح معرض الفنان الشاب يامن يوسف في صالة فاتح المدرس للفنون الجميلة منذ أيام وضم عددا من الأعمال المنفذة على خامات متنوعة “خشب – برونز– بازلت- صلصال” وتميزت هذه التجربة بقدرة الفنان على الاختزال مركزا على الحركة وتوازن العمل مع المحافظة على جعله رشيقا حينا ومبالغا في تعبيريته في بعض الأعمال الأخرى، متوجها نحو المضمون بكثافة حاضرة دون الوقوع في متاهات الصنعة وسذاجة التزيين، مما جعل منها نصا نحتيا يواجه المتلقي بتفاعل توليدي محاورا له ومستمعا لمقولته البصرية..
يامن يوسف نحات شاب قادم بتجربة واثقة خبرت مشاغل المحترف النحتي وتفاعلت مع خاماته التي تستحق، وقد شارك في ملتقيات نحتية وورش عمل فنية عديدة كما شارك في معارض دولية ومحلية، يتميز بقدرته على ترجمة لغته الذهنية إلى شكل منحوتة مادية تجمع بين المعرفة التقليدية والمهارات التقنية التي تتفاعل إبداعا مع قضايا حياة الإنسان المعاصرة.
أكسم طلاع