إجماع فلسطيني على رفض مؤتمر وارسو
تستمر الإدارة الأمريكية بسياساتها ومخططاتها المعادية للشعب الفلسطيني والمنحازة بشكل أعمى للاحتلال الإسرائيلي، ومحاولة فرض مواقفها وسياساتها على المجتمع الدولي ضمن مخططها لتصفية القضية الفلسطينية فيما تسمى “صفقة القرن” بمباركة وتواطؤ وتمويل أنظمة خليجية، وآخرها مؤتمر وارسو، المقرّر اليوم، والذي أجمع الفلسطينيون أنهم لن يشاركوا فيه، مشددين على تمسكهم بحقوقهم وتشبثهم بأرضهم حتى إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وفي هذا الإطار أدانت الحكومة الفلسطينية المؤامرات والمخططات الإسرائيلية الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، والتي تتمثّل في محاولة تمرير ما تسمى “صفقة القرن”، مؤكدة أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأن أي محاولة لتجاوز هذا المفهوم أو المساس به من أي طرف تصب في مصلحة مخططات الاحتلال التي تستهدف الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته.
وزارة الخارجية الفلسطينية اعتبرت أن مؤتمر وارسو مؤامرة أمريكية تستهدف النيل من استقلالية قرارات المشاركين فيه حيال قضايا جوهرية، ولا سيما القضية الفلسطينية، مجدّدة التأكيد على أنه إذا كان وعد بلفور المشؤوم مرّر فإن ما تسمى “صفقة القرن” لن تمر.
من جهته شدد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات على رفض السلطة الفلسطينية التام لحضور المؤتمر، مؤكداً أن الفلسطينيين لم ولن يفوضوا أحداً للحديث باسمهم وأن أي محاولة للالتفاف على منظمة التحرير الفلسطينية مصيرها الفشل، لافتاً إلى أن أي تطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي هو بمثابة طعنة للفلسطينيين وتشجيع على جرائم وانتهاكات وإرهاب الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي أكد أن الفلسطينيين لن يشاركوا في هذا المؤتمر الخطير للغاية، وبالتالي لن يعترفوا بما سيصدر عنه، مطالباً الدول العربية بمقاطعته مثلما فعلت روسيا وإيران.
بدوره قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أحمد مجدلاني: إن مؤتمر وارسو يعد مشروعاً أمريكياً يرمي إلى التطبيع بين الدول العربية و”إسرائيل” وحرف البوصلة وتبديل الأولويات بهدف تصفية القضية الفلسطينية بعد أن أعلنت الإدارة الأمريكية الحرب على هذه القضية وعلى الشرعية الدولية وقراراتها.
من جانبه اعتبر القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف أن مؤتمر وارسو يمثل أحد أشكال “صفقة القرن”، ويستكمل الخطوات التي قامت بها واشنطن في هذا المجال، بدءاً من اعتبارها القدس عاصمة لـ “إسرائيل” ودعمها الاستيطان، مروراً بحربها ضد الأونروا وعودة اللاجئين.