اللوبي الإسرائيلي في حرم الجامعات الأمريكية
ترجمة: سمر سامي السمارة
عن موقع انفورميشن كليرنك هاوس 8/2/2019
كشف البرنامج الحواري السياسي الذي يديره الصحفي الأمريكي البارز “كريس هيدجز” في الأيام القليلة الماضية عن تفاصيل ضلوع جماعات الضغط الموالية لإسرائيل بفبركة اتهامات بمعاداة السامية في حرم الجامعات الأمريكية، بهدف التحريض للقيام بحملات رسمية صارمة ضد الأنشطة التضامنية مع القضية الفلسطينية. وحاور المؤلف والمحاضر الزائر في جامعة برنستون الشريك المؤسّس للانتفاضة الإلكترونية، علي أبو نعمة والصحفي ماكس بلومنتال في برنامجه الحواري “أون كونتاكت” حول اللوبي الإسرائيلي.
ناقش الصحفيون ممارسات اللوبي الإسرائيلي، ووصفوا ما ذكره اللوبي الإسرائيلي بأنه “أزمات كاذبة” خلقتها شبكة من جماعات الضغط الموالية لإسرائيل، تعمل مع وزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية والسفارات الإسرائيلية “لوضع أساس واقعي يبرّر تقديم شكاوى أو دعاوى للحقوق المدنية الفيدرالية يمكن استخدامها لإجبار إدارات الجامعات على تكميم الطلاب والمعلمين”.
واستشهد الحضور بعدد من الحالات لتسليط الضوء على جهود السفارات الإسرائيلية التي تستهدف بعدوانية الناشطين الأمريكيين المؤيدين للفلسطينيين، بما في ذلك قضية جوليا ريفكيند المشينة، حيث يتجسّس ضابط السفارة الإسرائيلية على الطلاب المؤيدين للحقوق الفلسطينية في الوقت الذي يلجؤون فيه إلى التضليل والخداع، والادعاء بأن نشطاء من الطلاب المؤيدين للفلسطينيين كانوا وراء الضلوع بالقيام بأنشطة معادية للسامية في الحرم الجامعي.
في كانون الثاني عام 2015، تمّ العثور على صلبان معقوفة مرسومة على منزل يهودي، وقد حاولت ريفكيند توريط نشطاء حركة التضامن مع فلسطين بالأعمال المناهضة للسامية زوراً، على الرغم من تأكيد الصحفيين في ذلك الوقت عبر اللقطات المسرّبة أنه لا علاقة للطلاب المؤيدين لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات بالشعارات العنصرية الموجودة على الجدران، وعلى الأرجح أنه عمل من خارج الحرم الجامعي.
ناقش بلومنتال وأبو نعمة في البرنامج سبب رضوخ قطر لضغط اللوبي الإسرائيلي، موضحين أن الحصار الذي تقوده السعودية ضد قطر حشر الدوحة في الزاوية، وذُكر بأن الدافع وراء تصوير قطر لفيلم وثائقي عن اللوبي الصهيوني كان محاولة يائسة للتزلف للولايات المتحدة وكبار الشخصيات داخل اللوبي المؤيد لإسرائيل. وناقشوا الأسباب التي منعت التفاصيل التي تمّ الكشف عنها في الفيلم الوثائقي من أن تكون فضيحة وطنية وعدم التقاط وسائل الإعلام الرئيسية لها، وقال أبو نعمة إن وسائل الإعلام الرئيسية سحبت الأكسجين من القصة: “تخيلوا لو أنه يتمّ التعامل بهذه الطريقة مع كل القضايا”.
كما ناقشوا التكتيكات التي نشرتها سفارة إسرائيل في استهداف منظمات أمريكية أفريقية متقدمة مثل “بلاك ليفز ماتر”، حيث يُنظر إلى الشعبية المتزايدة لجماعة المعارضة المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة ودعمها القويّ للقضية الفلسطينية بقلق من اللوبي المؤيد لإسرائيل، والذي يعتبره تهديداً استراتيجياً رئيسياً لإسرائيل.
ورأى المتحاورون أن الإستراتيجية الرئيسية للوبي المؤيد لإسرائيل تعمل لإدراج مجموعات دعم حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضمن مجموعات الكراهية. وقال أبو نعمة: “كان الهدف هو تشويه الرسالة عن طريق تشويه سمعة المرسل”، مضيفاً: “لا يمكنك تسويق الفصل العنصري والتطهير العرقي والتمييز العنصري”.
وندّد المتحاورن باللوبي المؤيد لإسرائيل بوصفه “مفلساً أخلاقياً بشكل كامل” و”غير قادر” على إعطاء الانطباع بأنه يحظى بتأييد شعبي، واستشهد بلومنتال بحالات لكشف الاحتجاجات الكاذبة كمؤشر على يأسهم لتبدو مشروعة. كما ناقش البرنامج أيضاً الكيفية التي يمكن من خلالها لقاعدة الحزب الديمقراطي -ولا سيما مؤيدي السناتور بيرني ساندرز- مواصلة احتضان النضال من أجل الحقوق الفلسطينية، ورأوا أن إسرائيل تخسر دعم التقدميين في الولايات المتحدة، موضحين أن القاعدة السياسية الأمريكية التي ما زالت تدعم إسرائيل تقتصر على اليمينيين ضمن الجناح الجمهوري والموالين لترامب والأصوليين الإنجيليين.