برنامج جديد يرفع سباق التسلح
عن غلوبال ريسيرتش
قبل إعلان الانسحاب الرسمي في 2 شباط الجاري من معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى الموقعة عام 1997مع الاتحاد السوفييتي السابق، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في حديثه أمام البنتاغون عن أكبر توسّع لقوات الدفاع الصاروخية الأمريكية منذ فشل برنامج “حرب النجوم” لرونالد ريغان. إذ يعدّ هذا الإعلان أحدث خطوة في سباق عالمي للتسلح النووي، حيث تقوم الولايات المتحدة وروسيا والصين بتوسيع ترساناتها النووية بسرعة، حتى في الوقت الذي تتحرك فيه إدارة ترامب للتخلص من جميع القيود المفروضة على تطوير الأسلحة النووية ونشرها واستخدامها.
لقد قام ترامب بتسريع تنفيذ برنامج للتحديث النووي بقيمة تريليون دولار تمّ تنفيذه في عهد أوباما، بينما سارع في تطوير قاذفات إستراتيجية أمريكية جديدة وغواصات نووية وأسلحة نووية من المرجح أن تُستخدم في القتال.
وبينما ادّعت إستراتيجية الدفاع الصاروخي الأمريكية سابقاً أنها تدافع ضد تصرفات الدول الصغيرة مثل كوريا الديمقراطية وإيران، فإن مراجعة الدفاع الصاروخي لهذا العام تستهدف روسيا والصين بشكل مباشر.
وفي هذا الشأن كتب مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS): “للمرة الأولى، تضع الوثيقة روسيا والصين في الجملة نفسها كالدفاعات الصاروخية، مما يوضح ما كان حتى الآن ضمنياً”.
وفي حديثه أمام البنتاغون، أعلن ترامب أن “الخصوم الأجانب والمنافسين والأنظمة المارقة تعزّز باطراد ترساناتهم الصاروخية.. ترساناتهم أصبحت أكبر وأقوى”. وأكد كلامه كذلك التقرير الصادر عن البنتاغون حول الأخطار العالمية، إذ يقول التقرير: “التفوق العسكري ليس حقاً مكتسباً، ولا ينبغي التقليل من شأن حجم وإلحاح التغيير المطلوب لتجديد ما لدينا من أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية”. ويستمر التقرير في التهديد: “إلى منافسينا: نحن نرى ما تقومون به، ونحن نتخذ إجراءات”.
وبعد هذا الاستعراض، وافق الكونغرس على 10.3 مليارات دولار لوكالة الدفاع الصاروخية الأمريكية في هذه السنة المالية، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع إذا ما تمّ تنفيذ خطط ترامب.
لكن يبدو في ظهوره أمام البنتاغون، لم يحاول ترامب إخفاء حقيقة أنه كان يستخدم احتمال مليارات الدولارات في تمويل عسكري إضافي للحصول على الدعم السياسي.