ترامب يهدّد بالفيتو دفاعاً عن النظام السعودي
هددت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستخدام الفيتو لعرقلة قرار في الكونغرس يقضي بوقف الدعم العسكري الأميركي للعدوان السعودي على اليمن، وذلك في مواجهة جديدة مع المشرعين بشأن السياسة الأميركية تجاه النظام السعودي.
وأعاد مشرعون ديمقراطيون وجمهوريون قبل نحو أسبوعين طرح قرار بشأن سلطات الحرب الذي يوجب على الرئيس الحصول على تفويض من الكونغرس بموجب الدستور لاستخدام القوة العسكرية في صراعات خارجية.
ويرغب المشرعون باستخدام هذا القرار كسبيل لتوجيه رسالة قوية إلى النظام السعودي بشأن جرائمه في اليمن والكارثة الإنسانية الناجمة عن عدوانه على هذا البلد، إضافة إلى التنديد بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، إلا أن إدارة ترامب رفضته بحجة أن (القرار غير مناسب) بزعم أن واشنطن لا تقدّم للرياض دعماً بقوات قتالية.
وقال إد بيرلماتر عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي قوله في جلسة للمجلس بشأن القرار: “من الصعب أن يشعر المرء بأي تعاطف أو ببعض الالتزام تجاه نظام يرتكب مثل هذه الأعمال”.
وأقر مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون في كانون الأول الماضي قرار (سلطات الحرب) وهي أول مرة يقر فيها أحد مجلسي الكونغرس بشكل منفرد مثل هذا القرار نظراً لأن الجمهوريين الذين كانوا يسيطرون على مجلس النواب في ذلك الحين لم يسمحوا بالتصويت في المجلس على القرار.
ويسيطر الديمقراطيون حالياً على مجلس النواب ويستعدون لتبني القرار هذا الأسبوع.
ويشن تحالف العدوان الذي يقوده النظام السعودي ومرتزقته عدوانا على اليمن منذ آذار عام 2015 بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا مخلفا عشرات الاف الضحايا من المدنيين ودماراً هائلاً بالبنى التحتية.
بالتوازي، أثار الجدول الزمني لترامب زوبعة من الانتقادات والسخرية في وسائل الإعلام الأمريكية ومواقع التواصل الاجتماعي بعد أن كشف إضاعته لساعات طويلة يومياً على مشاهدة برامج تلفزيونية مفضلة لديه ونشره تغريدات على موقع تويتر.
وثائق نشرها موقع “اكسيوس” الأمريكي حول جدول الأعمال اليومي الخاص بترامب أظهرت وجود ساعات طويلة دون أي نشاط معلن توضع عادة تحت خانة ما يسمى “عمل تنفيذي” وهي عبارة فضفاضة لها تفسيرات كثيرة، بما فيها إمضاء ترامب ساعات النهار الأولى بمتابعة القنوات التلفزيونية ونشر التغريدات على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، والتي غالباً ما تكون رداً على برامج تبثها هذه القنوات.
الوثائق تبين أن ترامب يمضي الساعات الخمس الأولى من كل نهار في إنجاز ما يسمى “العمل التنفيذي” الذي أثار موجة كبيرة من الانتقادات والسخرية، ما دفع الرئيس الأمريكي إلى محاولة تبرير ما يقوم به حتى الساعة الحادية عشرة بإعلانه كما اعتاد عبر تغريدة على موقع تويتر أنه “يعمل بجد وأكثر من أي رئيس آخر”.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية لفتت إلى أن ترامب يبدأ أعماله كرئيس للولايات المتحدة في وقت متأخر من النهار عند الساعة الـ11 صباحاً بغض النظر عن ازدحام جدوله أو الواجبات والأعمال التي تنتظره، مشيرة إلى أنه من الصعب تحديد ما يفعله ترامب خلال “عمله التنفيذي” لأنه لا يندرج في جدول معين ولا يسجل في أغلب الأحيان ما يعني أنه بإمكان الأخير أن يزعم ما يشاء وأن يقول إنه “يعمل بشكل شاق”.
شبكة “سي ان أن” الأمريكية بدورها أوضحت أن ترامب يمضي نصف وقته في “لعمل التنفيذي” كما أن نصف التغريدات التي يضعها على موقع تويتر نشرت قبل الساعة الحادية عشرة صباحاً.
وكان الكاتب في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية يوجين روبنسون أكد مؤخراً أن ترامب من أكثر المجانين على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنه يستخدم تويتر لتغذية الكذب والتضليل.
سياسات ترامب وتصريحاته غير المتزنة والمتهورة إضافة إلى سياسات الإدارات الأمريكية السابقة أدت كذلك إلى جعل الكثير من دول العالم يشعر بالقلق وبخطر الولايات المتحدة على أمنها واستقرارها، حيث أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته شبكة أي بي سي الإخبارية وصحيفة واشنطن بوست الأمريكيتان مؤخراً أن نصف الأمريكيين تقريباً لا يثقون مطلقاً بترامب.