السر وراء عباقرة الموسيقى
وجدت أبحاث جديدة أن الموهبة الموسيقية التي تشاركها موتسارت وبيتهوفن وباخ، تعتمد بشكل كبير على سمات خاصة في الدماغ. وتقول الأبحاث إن الذين يتمتعون بقدرة التعرّف المطلق على النغمات “Perfect pitch” يمتلكون قشرة سمعية تزيد بنحو 50% عن المعدل الطبيعي، ولكن ربما لا يكون التدريب الموسيقي هو السبب في توسع هذا الجزء من الدماغ الذي يعالج الصوت. وعندما فحص الباحثون أدمغة الموسيقيين الذين تدربوا لأكثر من عقد من الزمان، كان لديهم الحجم نفسه من القشرة السمعية كأي شخص لم يسبق له قط التعامل مع آلة موسيقية.
وقالت د. كيث شنايدر، المؤلفة الرئيسة للبحث من جامعة ديلاوير: “يشتبه منذ زمن طويل في أن درجة الكمال تكمن في الجينات، وإذا كان شخص ما قادر على التعرف على النغمات الموسيقية وغناء اللحن بشكل مثالي، فإنه يميل إلى أن يكون أشقاؤه بنفس القدر من الموهبة”.
وأضافت شنايدر أن هناك اقتراحا يقول إن التدريب الموسيقي قد يؤدي إلى توسيع القشرة السمعية، “ولكن إذا كان الأمر كذلك، لحصل الموسيقيون الآخرون المشاركون في الدراسة على هذه الميزة”.
وتعد قدرة التعرف المطلق على النغمات أمرا نادرا للغاية، حيث لا يملكها سوى واحد من بين كل عشرة آلاف شخص. ولكن بما أن هؤلاء دائما ما يكونون موسيقيين، فإنه من السهل العثور عليهم بين أعضاء الأوركسترا والمغنين. ويقع الموسيقيون في مكان ما بين الاثنين، حيث أنهم يكونون قادرين على تحديد النغمات الموسيقية، ولكن بشكل نسبي إذا ما استمعوا إلى اللحن كاملا، أو أعطي لهم دليل ما على أي من نغماته.
وفحص الباحثون الأمريكيون أدمغة 20 شخصا يملكون قدرة التعرف المطلق على النغمات، و20 موسيقيا آخر، وتم تدريب الفريقين على الموسيقى لمدة 16 سنة في المتوسط، والعزف زهاء 10 إلى 12 ساعة في الأسبوع، لكن الاختلافات في ثلاث مناطق من القشرة السمعية، لم تظهر إلا في أولئك الذين يملكون تلك القدرة.