بمناسبة الذكرى الـ77 لعيد ميلاد القائد كيم جونغ إيل
يحتفل الشعب الكوري يوم 16 شباط بالذكرى الـ77 لعيد ميلاد القائد الخالد كيم جونغ إيل (1942-2011) الأمين العام الأبدي لحزب العمل الكوري.
كان القائد كيم جونغ إيل قائداً عظيماً بارزاً.
يثني المجتمع الدولي على قائد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم جونغ إيل، قائلاً إنه رجل عظيم ومفكر ومنظر بارع.
إذ إنه صاغ الأفكار الثورية للرئيس كيم إيل سونغ، مؤسس كوريا الاشتراكيه، في نظام متكامل لفكرة زوتشيه ونظرياتها وطرقها.
ومؤلفه بعنوان “في فكرة زوتشيه” (أذار عام 1982) يغدو أول وثيقة يقرأها كثير من المؤمنين بفكرة زوتشيه في العالم.
قام القائد كيم جونغ إيل بتطوير فكرة زوتشيه وإغنائها باطراد، لتنطوي على الثورات الفكرية والنظرية الجديدة، بما يتفق مع مقتضيات تطور العصر والثورة.
بفضله، تم طرح الأفكار والنظريات الجديدة، مثل فلسفة الثورة المستقلة، ونظرية تحويل المجتمع كله على هدى فكرة زوتشيه، ونظرية مواصلة قضية الثورة، والنظرية الخاصة بالاشتراكية المتمحورة على جماهير الشعب، والنظرية المستقلة لبناء الحزب والقوات المسلحة الثورية.
تشتمل أفكاره ونظرياته على كل ميادين الحياة الاجتماعية، بدءاً من الخطط الاستراتيجية للدفاع عن استقلال الأمة وسيادتها، ومواصلة قضية الاشتراكية وإكمالها، وحتى السياسة والاقتصاد والشؤون العسكرية والأدب والفن والعلوم والتعليم وغيرها.
قدم القائد إجابة متكاملة وشاملة للمسائل النظرية والعلمية التي يتطلبها العصر والواقع، رغم مشاغله الكثيرة لقيادة البلاد والشعب. حين ينهار النظام الاشتراكي في البلدان الأوروبية الشرقية، وتتعرض المثل الاشتراكية للهجوم، أصدر أعماله مثل” الدروس التاريخية في البناء الاشتراكي والخط العام لحزبنا (كانون الثاني عام 1992)، و”لا يمكن السماح بمرور الافتراءات المعادية للاشتراكية” (آذار عام 1993)، و”(الاشتراكية علم” (تشرين الثاني عام 1994)، وبذلك، بث جرأة والهاماً كبيراً في قلوب الشعوب التقدمية في العالم، وسدد ضربات ماحقة للإمبرياليين وخونة الاشتراكية.
اللافت، خاصة، في نشاطاته الفكرية والنظرية، هو تعميق فكرة سونكون (إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية) وتطويرها.
بما أنه قام بتنهيج سياسة سونكون كأسلوب رئيسي للسياسة الاشتراكية عن طريق تعميق وتطوير فكرة سونكون القائمة على أساس فكرة زوتشيه بما يتفق مع الظروف الجديدة للعصر، حتى وفر ضمانة فكرية ونظرية مقتدرة لمضي قضية الاشتراكية في طريق الصعود المظفر حتى في أقسى الظروف والبيئة.
كيم جونغ إيل هو عملاق القيادة.
إذ أنه حقق وحدة المجتمع كله، المتلاحمة بقلب واحد، لم يسبق لها مثيل في تاريخ السياسة العالمية.
عمل على تسليح جميع أفراد المجتمع بفكرة زوتشيه بمتانة، ووطد وحدة المجتمع الكوري وتماسكه التقليدي كالوحدة فكراً وإرادة وواجباً أخلاقياً، بممارسته سياسة الفضيلة والكرم وسياسة الأحضان الواسعة.
إنه يحل كل المسائل الناشئة بطريقة إعطاء الأولوية الحاسمة للعمل الفكري على كل الأعمال الأخرى وتحريك أفكار الناس.
يشجع ويلهم أفراد الجيش والشعب بشعارات قوية تهز أفئدة الناس تارة ويحرص تارة أخرى على إطلاق عنان القدرة الخلاقة التي لا ينضب لها معين لجماهير الشعب دونما تحفظ، بشن مختلف الحركات الجماهيرية الدينامية.
إذ كان بإمكان كوريا بناء هويس البحر الغربي بسد مياه البحر الهائجة الممتد إلى ثمانية كيلو مترات، والدفاع عن الاشتراكية بثبات حتى في ظروف الحصار الاقتصادي والعقوبات المتطرفة للقوى الامبريالية المتحالفة وأقسى الكوارث الطبيعية في القرن الماضي، فإن ذلك يرجع إلى اهتمامه بقدرة الفكر وقيادته الحكيمة لاظهارها إلى أقصى حد.
ها هنا يكمن السر في اكمال هذا البلد بناء محطة هويتشون الكهربائية واسعة النطاق مؤخراً، في ظرف السنوات الثلاث فقط، رغم أنه عمل يتطلب عشر سنوات.
يكون القائد دائماًَ بين الشعب، ويشاطره المصير، ويشجعه ويلهمه بقوة لانجاز قضية الاشتراكية، من خلال توجيهاته الميدانية المتواصلة.
بدأ قيادته للثورة على هدى سونكون بتوجيهه الميداني لاحدى وحدات الجيش الشعبي في يوم 25 آب عام 1960، وزار منذ ذلك الحين أفراد الجيش وأبناء الشعب باطراد، غير عابئ بأيام الأحد والأعياد وحتى أيام ميلاده.
بكفاءاته السياسية الخارقة وقيادته الحماسية، تحولت كوريا إلى دولة سياسية وفكرية قوية ودولة عسكرية قوية، وتشهد اليوم نجاحات مدهشة نادرة في بناء الدولة الاقتصادية القوية يوماً بعد يوم.
كيم جونغ إيل هو أحد أقطاب السياسة المستقلة. إذ صدر بخطته ومبادرته، بيان بيونغ يانغ بعنوان “فلندافع عن قضية الاشتراكية وندفع عجلتها إلى الأمام” بأسماء من عشرات أحزاب سياسية تتطلع إلى الاشتراكية، وذلك حين انهارت الاشتراكية في مختلف البلدان في أواخر القرن الماضي.
أظهر هذا البيان حيوية كبرى في التغلب على انتكاس الحركة الاشتراكية العالمية والنهوض الجديد بها.
لم تتعرض الاشتراكية للنهاية، كما صرخ عنها الامبرياليون، بل توسعت حتى إلى البلدان العديدة في أمريكا اللاتينية، التي كانت تسمى بفناء خلفي للولايات المتحدة الأمريكية، يبلغ اليوم عدد الأحزاب التي وقعت على هذا الإعلان أكثر من 280 حزباً.
حقق القائد كيم جونغ إيل مآثر عظيمة في صون السلام والأمن في العالم، وبناء عالم مستقل جديد بنشاطاته الخارجية الدؤوبة.
إعلان موسكو الكوري الروسي الذي تم اتخاذه في أثناء زيارته إلى روسيا في عام 2001، كان إعلاناً تاريخياً أوضح اتجاه التطور المستقل للقرن الجديد وفتح ثغرة لتحويل العالم إلى قطب وحيد، الذي تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن المقدر أن زياراته المتعددة إلى الصين والاتحاد الروسي في السنوات الأخيرة تستأثر بأهمية كبرى في تخفيف حدة الوضع في شمال شرقي آسيا، ونزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، واحلال السلام والاستقرار في العالم، وتحقيق دمقرطة المجتمع الدولي واستقلاليته.