رغم محاولات إنعاشها السياحة الشتوية.. مشاريع عالقة في خانة الأفكار وبرامج عمل بحاجة إلى خدمات!
تشكّل السياحة في مناطق جبلية بريف دمشق مصدر دخل لا ينضب لأبناء المحافظة إذا أحسن الاستثمار بها، وهذه المناطق منّ الله عليها بطبيعة جميلة، ومناخ معتدل، وجبال رائعة الجمال، ومع ذلك فإن السياحة الشتوية فيها مازالت غائبة عن أعين المستثمرين، ووزارة السياحة، والمعنيين، وزيارة مواقع مثلاً في بلودان، عين نسور، البقبوق، دير يونان ذات الطبيعة الساحرة بثلجها وهوائها البارد تكشف مدى الثروة المهدورة، أو التي لم نحسن الاستفادة منها، لأن هذه الأماكن تحتاج لخدمات سياحية متعددة وضرورية، أبرزها العناية بمواقع تراكم الثلوج، والصالات الشتوية. الاستثمارات المتاحة ويوضح لنا عبد الباري شعيري، رئيس غرفة السياحة بالمحافظة، أن قاعدة الخدمات السياحية مازال ينقصها الشيء الكثير، ومازلنا بحاجة إلى المزيد من الاستثمارات المتاحة، لاسيما تأهيل المناطق التي تتراكم فيها الثلوج على مدار العام من حيث إنشاء سدود تخزينية، وإقامة مشاريع سياحية محلية من مراكز تزلج، وصالات هوكي، ومطاعم، إضافة إلى عربات على الثلوج، مشيراً إلى أن مناطق: بلودان، ومعلولا، وصيدنايا، والحرمون بجبل الشيخ تتوفر فيها مقومات السياحة الشتوية، وخاصة منطقة عين نسور في بلدة بلودان ترتفع عن سطح البحر2200م، وهذا الموقع يحتاج إلى استثمارات سياحية، لاسيما للسياحة الشتوية. وأشار إلى أن تنمية السياحة الشتوية في المناطق المذكورة تحتاج لمستلزمات ضرورية، وأهمها إيجاد حلول للاختناقات المرورية في الشوارع شتاء وصيفاً، كما في بلودان، وجبل الشيخ التي تزدحم بالزوار في موسم الثلوج، واقترح شعيري توسيع الطرقات، وإنشاء محاور طرقية جديدة، بالإضافة لتوفير جميع مستلزمات الرحلات البرية، والبنية التحتية لهذا الغرض، وخاصة لدى العديد من المحال الكبرى الرائدة باعتبار محافظة ريف دمشق تتمتع بالمقومات الأساسية للسياحة الشتوية، حيث تضم جميع أنواع التضاريس، والبيئة فيها ملائمة جداً للسياحة الشتوية، وكشف شعيري عن وجود اجتهادات تبذل في مجالات متعددة في سبيل إنجاح هذه السياحة الهامة، ولدينا أكثر من ترخيص لمشروعات تل فريك، ولكن توقفت بسبب الأزمة. التل فريك يعود للواجهة بعد عودة المناطق إلى الأمان، وتحريرها من الإرهاب، تشجع وزارة السياحة المستثمرين لإعادة إقامة هذه المشروعات، ويوجد اقتراح لإقامة مشروع تل فريك في منطقة جبل الشيخ، وإمكانية تنفيذ المشروع في بلودان، وهناك خطط استراتيجية لتشجيع الاستثمار في مجال السياحة الشتوية باعتبار ريف دمشق بحاجة للاستثمارات، ومن هذا المنطلق، كما رأى رئيس غرفة السياحة، فإن القطاع السياحي الخاص يتجه حالياً نحو تنشيط برامج وفعاليات تدعم استمرار النشاط السياحي الشتوي طوال الموسم، إلى جانب المطالبة بتهيئة كافة الخدمات والمرافق الخاصة بفصل الشتاء، وتأمين مزيد من الخدمات التي تخص السياحة الشتوية، ودعم الفنادق والمطاعم والصالات بمواد المحروقات والتدفئة المختلفة، كما أشار إلى أن وزارة السياحة تركز حالياً على دعم مشاريع تل فريك ومراكز التزلج من خلال دعم المستثمرين الذين يرغبون بإقامة مثل هذه المشاريع الهامة، كما أن هناك مشاريع استثمارية قيد الدراسة، ويأتي ذلك ضمن خطط استراتيجية وضعناها، كغرفة سياحة، كإيجاد فعاليات تجذب المجتمع المحلي، والسائح، والزائر على حد سواء، فالأجواء الجميلة، والثلوج التي تساقطت على قمم الجبال، ومناطق التنزه، شكّلت نقطة جذب لأهالي المحافظة وزوارها للتمتع بالزائر الأبيض الذي طال انتظاره، مؤكداً أن تنوع ألوان السياحة في المحافظة، خاصة الشتوية منها، يلقى الاهتمام من قبل الجميع. المهندس أكرم الخوري، رئيس بلدية بلودان، لفت إلى أن البلدة شهدت كثافة في الزوار للتمتع واللعب بالثلوج، معتبراً أن جميع مقومات نجاح السياحة الشتوية في المنطقة متوافرة، وتتمثّل في عوامل المناخ، والتضاريس، والموقع الجغرافي، وأماكن التزلج، إضافة إلى الإمكانات البشرية، والقدرات المتوافرة في الكوادر المؤهلة، والصفات الاجتماعية المعروفة عن أهل المنطقة، خاصة أن هناك تجربة أولية لإقامة مشروع مركز تزلج في بلودان، ويرى الخوري ضرورة إنجاز مداخل إضافية لبلودان من خلال ربطها مع الطريق القادم من لبنان إلى منطقة نبع بردى الجبل الغربي الحميرات، ثم مفرق بيروت، مؤكداً أن هذا المشروع يؤمن سهولة لسير السيارات، ويخفف من الأزمات والاختناقات المرورية، لأن شوارع بلودان لم تعد تستوعب العدد الهائل من السيارات، لاسيما في موسم الثلوج. وأوضح الخوري حول مستلزمات السياحة الشتوية: إن بلودان مازالت بحاجة إلى استثمارات سياحية مثل: (تل فريك)، وحقل تزلج، وصالات شتوية، ومكاتب سياحية، ومرافق تخديمية، ومواقف للسيارات، نظراً لوجود مناطق في بلودان تغطيها الثلوج لفترات طويلة، وتوجد شقق سكنية، وفنادق مؤهلة ومجهزة بالتدفئة. عبد الرحمن جاويش