زحمة…!؟
يبدو أن أغنية المصري أحمد عدوية “زحمة يا دنيا زحمة” الشعبية تُوائم أحوال يومياتنا بتفاصيلها المتخمة بالتزاحم و”العجقة” التي طالت كل شيء حتى أصبحت همّاً صباحياً يومياً يبدأ مع شوارع مدننا التي ضاقت بصفوف السيارات وما يتبعها من تلويث سمعي وبصري وبيئي قلَّ نظيره، وصولاً لطوابير الأفران والغاز والمازوت والبنزين مروراً بالصرافات أواسط ونهاية كل شهر، وكوى تسديد فواتير الهاتف والماء والكهرباء والموبايل وأقساط المصارف وأخيراً وليس آخراً النقل الداخلي والسرافيس إلى آخر القائمة التي تطول ولا تتوقف… بالتقابل نرى تزاحماً من نوعٍ آخر يتمثل بالتصريحات المتفائلة والمؤتمرات الصحفية لإطلاق وعودٍ وآمال لا تتحقق إلا متأخرةً وبالقطارة – إن تحققت – فتقذف بالمشكلات إلى الأمام وما علينا إلا القبول بالواقع راضين مرضيين إن لن نقل غير ذلك.!؟ فالشتاء الدافئ الموعود “حكومياً” كان شتاءً قاسياً بامتياز على الناس، فاجأ الكهربائيين قبل غيرهم ما جعلهم يلقون باللوم على غاز محطات التوليد الذي لا يكفي وتأخر ناقلات الغاز الذي لو توفر لجعل تقنين الكهرباء في خبر كان أو ما يقرب.!؟ والشتاء الدافئ “إياه” كشف – عورة – هدوء سوق المشتقات النفطية “الهش” المحكوم بوصول الناقلات وظروف الحصار الذي تصاعدت وتيرته فحصدنا نتائجه القاسية عذاباً وتعتيراً ولهاثاً لتأمين أسطوانة غاز أو ليتر مازوت، عدا مشكلات إيصال المادة لمستهلكيها ومستحقيها التي لها أول وليس لها آخر. حتى باصات النقل الخضراء التي وردت وترد لتكون بتصرف مجالس المدن الكبيرة لم تطفئ التزاحم على مواقفها والتعمشق على أبوابها. ما سبق الإشارة إليه غيضٌ قليل من فيضٍ كثير، لكنه يشير بقوة إلى أن الكثير من الخلل يعتري أداءنا ومعالجاتنا وآليات عملنا التي تستدعي إعادة ترتيب “فوضانا” إن صح القول بعيداً عن شمّاعة الحرب كي لا يكون لها مفعول لعبة الدومينو؛ لأن أحوال الناس وقدرتهم على الصمود لا تحتمل المزيد من الضغط ولا التجريب، فنتوه جميعاً وسط الزحام أكثر وأكثر وهذا ما لا يريده أحد كما نعتقد ونظن.؟! وائل علي