هالة مهايني.. تآخي اللون والضوء في اللوحة
افتتح معرض الفنانة التشكيلية هالة مهايني في صالة معارض المركز الوطني للفنون البصرية ضم عدداً من أعمالها التي نفذتها خلال السنوات الماضية بمواد مختلفة من الأحبار وألوان الأكريليك والألوان الزيتية، وقدم في تعريف التجربة الفنان غياث الأخرس رئيس مجلس إدارة المركز في دليل المعرض: “ألوان معبرة تتآخى مع الضوء لتضفي عملا لا هو منظر ولا هو تجريد بل روحية هالة المتوغلة في كل تجاربها منذ سنين بعيدة، نزق اللمسة ورعشة الفرشاة العفوية والصادقة وتجاوز رسم معمارية المنظر بالمعنى البصري، الفن عندها اختصار المرئي بالمعنى المادي للطبيعة، هو التجوال البصري وتخزينه ليظهر لحظة الانفجار التعبيري من دون إذن، هذه روحية “هالة” الفنانة أيضا، كما أن رؤيتها للمنظر أو الطبيعة تختلف في أعمال هذا المعرض من حالة إلى أخرى ، وهذا إن دل فهو يشير إلى الحالة النفسية الصادقة في الرؤيا مع الذات، لأنها ترسم للرسم فقط، بل أن حالتها الوجدانية وتوغلها في أعماق ذاتها هما المحرك البصري في رؤيتها الفنية”.
وتعرف تجربة الفنانة مهايني بسيرتها الإبداعية وتحظى بالتقدير الواسع في الوسط الثقافي والتشكيلي فقد كتب الناقد سعد القاسم عن أعمالها: “ينطلق أسلوب هالة من الواقع نحو التجريد، فيمنحها إمكانية التخلي عن وفرة من تفاصيل لا حاجة تشكيلية لها، وقدرة على خلق عالم لوني مترف في غناه وجماله، يشغل الضوء حيزا استثنائيا فيه، ما يمنح المشاهد عبر اللوحة إحساسا يجمع في الآن ذاته بين الفرح والبهجة والتأمل العميق، وهو حال أمكن تحققه بفضل رهافة الفنانة في التعامل مع اللون والضوء “النور” وخبرتها المتنامية في الحوار مع سطح اللوحة واستخلاص التأثيرات البصرية التي تريد منه وهذه التأثيرات تحديدا هي ما يدعوها إلى اللجوء لأكثر من تقنية، نجد منها في معرضنا هذا الألوان المائية والألوان الزيتية والكولاج”.
رسمت الفنانة مهايني عوالم معمارية من مدينتها الوارفة الظلال حيث تتداخل البيوت مع أشجار النارنج والكباد وعرائش الياسمين الناهضة تحت ظلال الأشجار المعمرة والمآذن، إنها دمشق مدينة الضياء والشمس والرهافة، وقد قاربت الفنانة روحية المكان ومثلته إحساسا بالفيء والنور وحاكت بألوانها المتماسكة حكايتها البصرية على مهل وعشق، ربما نسمع حوارها مع ما ترسم من خلال الكم الكبير من حركات فرشاة اللون وبحثها في ماهية الصورة دون الوقوع في المباشرة التصويرية مقابل ذهابها نحو تكثيف المشهد و تعميق المعنى.
أكسم طلاع