نفوق 758 رأساً ومواليد… وأوبئة وصلت لحدود العمى من المسؤول عن تجميع البكاكير المستوردة في محطة أبقار جب رمله؟
حماة – محمد فرحة لا أحد يستطيع أن ينفي ما لحق بالأبقار المستوردة لصالح مؤسسة المباقر من نفوق لها ولمواليدها وصل في جميع المباقر إلى 758 رأساً، أي بنسبة 48 بالمئة منها، فضلاً عن مخالفة بعضها لعقد الشراء من المصدر، في الوقت الذي لم تكن المبقرة جاهزة فنياً ولا تستوعب هذا الكم من القطيع ما ألحق الخسائر الكبيرة تقدر بآلاف الملايين، فليس من المنطق والموضوعية “دك” محطة بـ 555 رأساً مستورداً من البكاكير وهي بوضع صحي غير جيد، فكانت النتائج الكارثية. وفي التفاصيل يقول مدير مبقرة جب رمله مخاطباً مديرية الصحة الحيوانية في الكتاب الموجه إلى مؤسسة المباقر بتاريخ 9/ 10 / 2017 والذي يحمل الرقم /422 / ص ب12: نعلمكم بأنه ظهر بالقطيع حالات التهاب ملتحمة تحولت إلى بياض بالعين والعمى بشكل كبير، ولا يمكن السيطرة عليها وشفاؤها صعب، وتركزت الإصابة على فئة الذكور بنسبة 80 بالمئة، وعلى فئة القطيع النامي بعمر من 3- 6 أشهر.. يرجى الاطلاع وإجراء اللازم. وعلى إثر ذلك قام مدير الصحة الحيوانية بتاريخ 9 /10 / 2017 بزيارة المبقرة وسطر كتاباً باسم مدير عام المؤسسة الموجه إلى مبقرة جب رمله ويحمل الرقم 58/ ص ب تاريخ 11 / 10 / 2017، وجاء فيه: بالكشف على القطيع النامي في حظيرة الذكور بعمر من 12- 15 شهر وفئة القطيع من / 4 – 6 / أشهر لوحظ وجود حالات ضعف عام وابيضاض في العيون والتهابات رئوية يطلب إليكم ما يلي: أولاً: عزل الحالات المريضة عن السليمة، ثانياً: معالجة الحالات المريضة بالمضادات الحيوية العامة والموضوعية، مثل عصارات العين جينتامايسين صباحاً ومساء، ثالثاً: إعطاء العجول جرعة أ 0د 0 3 بالعضل كل أسبوع، رابعاً: دعم القطيع المصاب بالفيتامينات والأملاح المعدنية عن طريق العلف أو عن طريق مياه الشرب، خامساً: الإسراع بعملية بيع عجول التسمين خوفاً من تدهور حالتها الصحية، وعلى إدارة المبقرة وجميع الكادر الفني تكثيف الجولات الميدانية على كافة فئات القطيع للكشف المبكر عن الحالات المرضية ومعالجتها في حينها. وتتالت المراسلات وسط غموض كبير، فها هو الكتاب رقم / 451 / ص بـ 12تاريخ 12 /10 /2017 المرسل من مدير مبقرة جب رمله آنذاك والموجه إلى مؤسسة المباقر جاء فيه: نحيطكم علماً بأن أرقام البكاكير المستوردة التالية تعاني من مشاكل منذ قدومها إلى المبقرة، وهي ابيضاض بالعين وعدم الرؤية / العمى / – وأرقامها موجودة لدينا – يضاف إلى أن بعضاً منها وبعد جسها لم تكن حاملاً وبعضها الآخر تعاني العرج. وأكدت مصادر موثوقة / للبعث / بأن عدد المواليد التي نفقت بعد ولادتها في الشهر الأول من عام 2018 بلغ 55 مولوداً، وفي شهر شباط بلغ حداً مخيفاً وصل إلى 114 مولوداً وفي شهر آذار بلغ 77 رأساً وفي شهر نيسان بلغ 31 مولوداً.؟ حيال ذلك تطرح الأسئلة الكبيرة نفسها بلا مقدمات: كيف يمكن إحضار بكاكير بهذا الكم المستورد بعد حجرها صحياً في مبقرة طرطوس يتم دكها دكاً في مبقرة جب رمله وهي غير صالحة وغير جاهزة فنياً ولا صحياً، بل فيها جائحة مرضية كالعمى وبياض العين والتهاب رئوي وفقاً لمراسلات إدارة المبقرة ومؤسسة المباقر؛ ما أدى إلى نفوق 346 مولوداً، أي بنسبة 64 بالمئة وفقاً للجدول الصادر عن المؤسسة لعام 2018 من العجول، فضلاً عن بعض البكاكير.؟ بل لعل السؤال الأكثر إيلاماً هو إدراك المؤسسة العامة للمباقر بأن المحلب قديم لايصلح لهذا الكم من القطيع عند عملية الحليب ولا يزال حتى الآن على ما هو عليه بوضع سيئ جداً، والمحطة تفتقر إلى الشروط الصحية والسلامة العامة للقطيع ما يعني أن الجاهزية لكل هذه الأمور تحت الصفر. فدك المبقرة ب555 رأساً من البكاكير دفعة واحدة خلق حالة من الازدحام الهائل في الوقت الذي لاتستوعب المبقرة هذا الكم، بدليل وضع أكثر من ثلاثة مواليد في “بوكس” واحد، وهو المخصص لمولود واحد نظراً لضيقه. باختصار: قد تكون خطوة استيراد الأبقار من أهم الخطوات التي اتخذتها الحكومة لرفد الثروة الحيوانية ورفع إنتاجيتها، لكن عدم جاهزية حظائر العجول الرضيعة لاستيعاب المواليد كان سبباً في نفوقها، والمؤسسة يجب أن تدرك كل هذه التفاصيل الدقيقة. فقطيع مستورد يصاب بعض منه بالعمى، والبعض الآخر بالنفوق ألحق خسائر جسيمة بالمال العام وهو المستورد بالقطع الأجنبي، ومع كل هذا وذاك لاتزال المبقرة تفتقر إلى الشروط الصحية بدءاً من حظائرها مروراً بساحاتها المحفرة وغياب الصرف الصحي فيها لتصريف الروث وليس انتهاء بالمحلب، وكل هذه التفاصيل وغيرها يجب التوقف عندها، وألا نترك المشكلة تمر هكذا.