تخريج طلاب دبلوم السينما والدفعة الأولى من سينما الطفل
دأبت المؤسسة العامة للسينما في كل عام على إقامة حفل تخريج طلاب دبلوم العلوم السينمائية وفنونها في صالة كندي دمّر، وتضمَّن حفل هذا العام الذي أقيم مؤخراً تخريج الدفعة الأولى من طلاب سينما الطفل بالمشاركة مع المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني.
وأكد مدير المؤسسة مراد شاهين أن التخرج هو الخطوةَ الأولى في مشوار الألف ميل لكل من يريد أن تكون الثقافة والفن جزءاً أساسياً من مسيرة حياته المهنية والمستقبلية، مشيراً إلى أن من يريد أن يكمل الطريق فأمامه الكثير من الخطوات التي عليه أن يتخطّاها مستقبلاً وذلك بحكم طبيعة هذا العمل الإبداعي الذي يقتضي بالضرورة العمل الدؤوب على تطوير الذات وتغذيتها بكل أشكال المعارف لصنع مستقبل بلادنا من خلال الإدراك العميق لأهمية العمل على أنفسنا وعلى أطفالنا الذين يمثلون الغد المشرق لمستقبل بلادنا القادم، وهي مهمة لها أثر متعلقٌ بعمق حضارة مجتمعنا وأصالة هويته الحضارية والثقافية والاجتماعية، ولخلق تلك الأجيال لا بدَّ -برأيه-من العمل مع أطفالنا من أجل تكوين هذه الثقافة لديهم ولضمان تحصينهم في وجه كل ما قد يطرأ في قادم الأيام، مؤكداً أن الفن والمعرفة والثقافة بشكل عام ليست حالة من حالات الرفاهية كما كان يعتقد البعض، فهي حاجة أساسية من احتياجات بناء الهوية المستقلة لدى المجتمعات.. من هنا يتم من خلال مشاريع المؤسسة استهداف فئتي الشباب والأطفال اللتين يعوَّل عليهما مستقبلاً في بناء سورية الغد وتشكيل عناصر استمرار الدفاع عن هويتها الحضارية والثقافية في وجه كلِّ من يحاول المساس بها وتغيير مفاهيمها وعمق أصالتها، متمنياً من الجميع العمل على تعميق كلِّ أشكال المعرفةِ لدى أطفالنا وتثقيفهم وتنمية القدرات الإبداعية لديهم لأنهم رأس مال بلدنا الذي سنراهن عليه مستقبلاً.
حصيلة الموسم
وأشار مدير دبلوم العلوم السينمائية وفنونها باسم خباز إلى أن حصيلة الموسم الثالث للدبلوم بلغت 35 خريجاً تلقوا على مدار 8 أشهر دراسية أكثر من 550 محاضرة عملية ونظرية، تضمَّنت معلومات تنقل الطالب لمرحلة إمكانية ممارسة المهنة وتحديد الاختصاص الذي سيعمل به، منوهاً إلى أن النتائج العملية لوجود الدبلوم نرى مفاعيلها في أعمال المؤسسة، وقد أصبح عدد من الخريجين من ضمن أسرة المؤسسة.. وعن مستقبل الدبلوم أوضح خباز أن المعهد العالي لعلوم السينما ضمن استراتيجيات عمل وزارة الثقافة ويتم التحضير له، وأن وجوده لن يلغي الدبلوم لأنهما مختلفين ومتكاملين لأن المعهد العالي شأن أكاديمي بحت، والدبلوم دورة تدريبية مطوَّلة تعطى فيه جميع علوم السينما.
وعن مشروع سينما الطفل في موسمه الأول بيَّن باسم خباز أنه تأخر في انطلاقته حرصاً على سلامة الأطفال ونظراً للظروف الأمنية الصعبة التي كانت سائدة في دمشق، حيث لم يتم البدء بالدورة الأولى إلا بعد أن أصبحت دمشق آمنة وقد درس فيها الطفل مواد منوعة كالإخراج والتمثيل والسيناريو والمكياج والتصوير والموسيقا والرقص على يد مجموعة من المختصين أمثال المهند كلثوم (إخراج) لمى العبد المجيد (سيناريو) مروة الأطرش (تمثيل) سارة العرند (مكياج) سمير جبر (تصوير) أيهم مؤمنة (رقص).
خلق جيل مثقف
وأوضح المخرج المهند كلثوم المشرف على مشروع سينما الطفل أن المشروع بدأ على عدة محاور: يلا سينما لمدارس أبناء الشهداء وسينما الطفل لمدارس دمشق، مبيناً أن التجربة تهدف إلى خلق جيل مثقف اجتماعيا وسينمائياً وقامت على تقديم معلومات أساسية في عالم السينما، ولم يخف، كلثوم أن الأطفال أدهشوا المدرسين بعشقهم للسينما مما حفّزهم على تقديم الأفضل نتيجة شغفهم لتعلم مواد متعددة.
انعطاف في مسيرة السينما
وأشار مدير المكتب الإعلامي في المؤسسة نضال قوشحة إلى أن المشاريع التي تطلقها المؤسسة ليست أشياء مستجدة بل من صلب عملها وهي مشاريع مهمة كحاضن للكثير من المواهب والطاقات، وأن دبلوم العلوم السينمائية وفنونها مشروع بدأ وأصبح نقطة انعطاف في مسيرة السينما السورية وقد خرَّج أسماء عديدة قدمت تجارب مهمة ستكون معيناً لاستمرار السينما السورية وتطورها.
فرصة مهمة
وأكد د. نبيل الدقاق مدرس مادة الصوت لطلاب الدبلوم الذي رافق الطلاب في كل الدورات أنه لمس تفاوتاً في مستوياتهم، حيث تتباين الكفاءات ولا يستمر إلا أصحاب الكفاءات الحقيقية، كما أثنى الخريجون على أهمية وجود دبلوم لعلوم السينما، فالخريج حسام المغربي بيَّن أن دراسته في الدبلوم كانت تجربة مفيدة اكتسب من خلالها معارف جديدة من خلال مختصين بكل الاختصاصات، وكانت حصيلة دراسته إنجاز فيلم قصير بعنوان “غياب” في حين أكدت الخريجة ديمة باخوس المخرجة في التلفزيون السوري أن الدبلوم صقل تجربتها في الإخراج من خلال المعارف الجديدة التي درستها فيه، أما الخريجة لجين الحجلي فقد أشارت إلى أنه وفي ظل غياب معهد عالٍ مختص بالسينما يشكل دبلوم العلوم السينمائية فرصة مهمة تضع هواة السينما والإخراج السينمائي على السكة الصحيحة، مؤكدة أن مجال السينما واسع جدا ويلزمه سنوات من الدراسة والخبرة، إلا أن الدبلوم أعطاها مبادئ وأساسيات صحيحة لترتكز عليها في خطواتها التالية، ولعل أهم ما قدمه الدبلوم برأيها هو الجانب العملي من كتابة سيناريو وتصوير وإخراج ومونتاج، وتبلورت التجربة ختاماً بفرصة إنتاج أفلام ضمن منح دعم سينما الشباب، والتي كانت بالنسبة لها بمثابة اختبار حقيقي على أرض الواقع لكل المعلومات والتجارب التي اكتسبتها خلال عام دراسي كامل في الدبلوم. وتضمن الحفل عرض فيلم قصير رصد مسيرة السينما السورية نفذه عوض القدرو، كما شاركت فرقة أجيال بتقديم فقرات راقصة.
أمينة عباس