بعيد مؤتمر وارسو.. الاحتلال يكثّف من اعتداءاته بحق الأقصى
غداة اختتام مؤتمر وارسو، والذي شهد مستويات غير مسبوقة في مستويات تطبيع الأنظمة الخليجية مع الكيان الصهيوني الغاصب، وما صاحبه من لقاءات ومصافحات علنية وسرّية مع رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو، كثّفت قوات الاحتلال من ممارساتها العدوانية بحق الشعب الفلسطيني، والاعتداء على ممتلكاتهم والاستيلاء على أراضيهم لتهجيرهم وتهويدها، إذ أغلقت، أمس، جميع أبواب المسجد الأقصى المبارك، واعتدت على المصلين الفلسطينيين، في محاولة لإخراجهم منه، واعتقلت خمسة منهم، بينهم سيدة، فيما طالب وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني، يوسف ادعيس، المجتمع الدولي بوضع حدّ لهذه الانتهاكات، وأوضح أن استمرار الاحتلال بهذه الجرائم يلزم المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته والتدخل بجدية لوقفها، وحذّر من مخططات الاحتلال لتهويد القدس المحتلة والأخطار الحقيقية المحدقة بالمسجد الأقصى، مشدّداً على صمود الشعب الفلسطيني بوجه الاحتلال وتمسكه بالدفاع عن مقدساته وقضيته.
كما طالب مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة في بيان سلطات الاحتلال بإزالة السلاسل الحديدية التي وضعتها على رأس الدرج المؤدي إلى مبنى باب الرحمة فوراً، واحترام أنه جزء لا يتجزأ من الأقصى، داعياً إلى وقف الاعتداءات المستمرة لقوات الاحتلال على المسجد والمصلين الفلسطينيين، وحذّر سلطات الاحتلال من مغبة أي مساس أو محاولة لتغيير الوضع القائم للمسجد الأقصى أو أي جزء من أجزائه.
ودعت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الفلسطينيين للتوجّه إلى الأقصى للتصدي لاعتداءات قوات الاحتلال، فيما أكدت الفصائل الفلسطينية أن “الاعتداءات المتكرّرة بحق المصلين في الأقصى والإغلاق الدائم لأبوابه، ينذر بانفجار قريب في وجه المحتل، وقد أثبت تاريخ شعبنا أن الأقصى كان شعلة الانتفاضات”.
واعتبرت أن “التطبيع المخزي شجّع الاحتلال على مزيد من البطش بحق أولى القبلتين وثالث الحرمين”، داعية الشعوب العربية والإسلامية إلى “الالتفاف حول القضية الفلسطينية وفي مقدّمتها القدس الشريف، والعمل الجاد على مواجهة كل محاولات الاختراق الصهيوني لأمتنا”.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال قريتي سنيريا ومسحة جنوب قلقيلية بالضفة الغربية، وجرفت مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين بهدف الاستيلاء عليها وإقامة وحدات استيطانية جديدة، كما اقتحمت مدن قلقيلية ورام الله وجنين وطولكرم وطوباس ونابلس في الضفة الغربية، وداهمت منازل الفلسطينيين، وفتشتها، واعتقلت 16 منهم، في حين سيطرت مجموعة من المستوطنين على منزل فلسطيني في البلدة القديمة بالقدس المحتلة بعد أن داهمت المنزل، وأجبرت العائلة على إخلائه بالقوة.
بالتوازي كشفت القناة الإسرائيلية الثانية عشرة أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو التقى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، فيما التقطت صور عديدة تجمع وزراء خارجية عرب مع نتنياهو على طاولة واحدة وفي الغرف المغلقة، خلال مؤتمر وارسو الذي عقد الأسبوع الماضي.