لافروف: حل الأزمة على أساس القرار 2254
جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على ضرورة حل الأزمة في سورية على أساس قرار مجلس الأمن 2254، لافتاً إلى أن الوجود غير الشرعي للولايات المتحدة الأمريكية في سورية يغذي عدم الاستقرار فيها.
وفيما أكدت اللجنة الدولية لحقوق الإنسان تورط أمريكا في تهريب ونقل الإرهابيين من سورية وبالتنسيق مع جيش النظام التركي إلى بلدان في افريقيا، أكد أكاديمي تشيكي أن الوجود العسكري الأمريكي في سورية غير شرعي، ويتعارض مع القانون الدولي، ويشكل رمزاً واضحاً على السياسة الامبريالية التي تنتهجها الولايات المتحدة، في وقت أكدت شخصيات وطنية لبنانية أن الشعب السوري بالتحامه مع قيادته وجيشه استطاع الصمود في وجه كل المؤامرات الخارجية، وشددت على أن لبنان بحاجة إلى سورية وليس العكس.
وفي التفاصيل، قال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره العماني يوسف بن علوي بموسكو أمس: لدينا موقف موحد تجاه سورية بضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 وأبلغنا أصدقاءنا العمانيين جهود الدول الضامنة في مسار أستانا ونتائج قمة سوتشي الأخيرة بين رؤساء روسيا وتركيا وإيران.
يذكر أن رؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا جددوا التأكيد في البيان الختامي للقمة التي عقدت في مدينة سوتشي قبل أيام على التزامهم الثابت بوحدة سورية وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها ومواصلة مكافحة الإرهاب فيها.
وأوضح لافروف أن الوجود غير الشرعي للولايات المتحدة في سورية يغذي عدم الاستقرار، ويعيق التوصل إلى تسوية سياسية، وقال: إن الولايات المتحدة تتواجد بشكل غير شرعي في منطقة التنف، حيث يتم تدريب الإرهابيين الخاضعين لها والذين يقومون بأعمال إرهابية في جميع الأراضي السورية، ويمنعون المهجرين السوريين من الخروج من مخيم الركبان الذي يعاني أوضاعاً إنسانية صعبة.
وأضاف لافروف: إن روسيا وسورية تدعوان منذ زمن لإطلاق سراح المهجرين الموجودين في المخيم، وتمنعهم القوات الأمريكية من الخروج منه، وندعو الفريق الأممي الذي زار المخيم ورافق القافلة الإنسانية الثانية إلى تقديم المعلومات الضرورية لمجلس الأمن الدولي.
وكانت هيئتا التنسيق المشتركتان السورية والروسية لعودة المهجرين إلى سورية أعلنتا في بيان مؤخراً عن فتح ممرين إنسانيين بدءاً من اليوم “الثلاثاء” بهدف إخلاء المهجرين المحتجزين في مخيم الركبان بمنطقة التنف من قبل قوات الاحتلال الأمريكي ومرتزقتها الإرهابيين، وذلك بعد تقييم تجربة إرسال قافلتين إنسانيتين إلى الركبان مؤخراً والتي أكدت أن ذلك لا يمثل حلاً مناسباً لمعاناة المحتجزين في المخيم وسط شكوك باستيلاء الإرهابيين المدعومين من واشنطن على معظم المساعدات التي تم إدخالها إليه.
من جهته أشار بن علوي إلى ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، لافتاً إلى دور روسيا في حل الأزمة وإعادة كل المهجرين السوريين إلى بلدهم.
إلى ذلك، أكد رئيس قسم الأمن الدولي في كلية السياسة العالمية بجامعة موسكو ألكسي فينينكو أن المشكلة الرئيسية بالنسبة لحل الأزمة في سورية هي في وجود القوات الأمريكية وبقايا المجموعات الإرهابية المرتبطة بها على الأرض السورية، وقال: إن الوضع في إدلب وشمال سورية ووجود الإرهابيين المتطرفين فيها مرتبط بالرغبة الأمريكية بالإبقاء على الوضع القائم، وهذا يدل على أن الأمريكيين يريدون إبقاء الجيوب الإرهابية لتحريكها مجدداً في وقت لاحق لإثارة أزمة ثانية في سورية، لذا فإن عودة إدلب إلى سيطرة الدولة السورية ستشكل ضربة مؤلمة بالنسبة للولايات المتحدة.
بدوره قال نائب مدير معهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية فلاديسلاف بيلوف: إن التغييرات الإيجابية الجارية اليوم في سورية، وما أنجزه الجيش السوري من استعادة لمناطق واسعة من سيطرة الإرهابيين تنعكس سلباً على الخطط الأمريكية التركية التي تحاك ضد سورية، وأضاف: أثبتت التطورات أن أعداء سورية كثر ولهم مصالح مختلفة، ولا يقتصر الأمر على الأمريكيين والنظام التركي، بل يشمل أيضاً إسرائيل والنظام السعودي.
وفي سياق متصل، أكد الأستاذ الجامعي التشيكي أوسكار كريتشي أن الوجود العسكري الأمريكي في سورية غير شرعي، ويتعارض مع القانون الدولي، ويشكل رمزاً واضحاً على السياسة الامبريالية التي تنتهجها الولايات المتحدة، وشدد على وجوب انسحاب القوات الأمريكية من سورية، وقال: طالما أن الأمريكيين يقولون: إن الحرب على تنظيم داعش الإرهابي قد انتهت، فعليهم قبول الأمر الواقع والاتفاق مع أهم القوى التي انتصرت وصمدت خلال الحرب في سورية.
من جانبه، أكد مفوض اللجنة الدولية لحقوق الإنسان السفير هيثم أبو سعيد تورط الولايات المتحدة في تهريب ونقل الإرهابيين من ريف الرقة وباقي المناطق في شمال سورية وبالتنسيق مع جيش النظام التركي إلى بلدان في افريقيا.
وقال أبو سعيد في بيان اليوم: إن هذه المجموعات الإرهابية والتي يبلغ تعداد عناصرها نحو 1200 إرهابي من جنسيات مختلفة فرنسية وألمانية وشيشانية، نقلوا بمؤازرة القوات الأميركية وتحت مظلتها وبالتنسيق مع الجيش التركي إلى القارة الافريقية وتحديداً إلى نيجيريا وهناك معلومات عن دخول بعض المتزعمين منهم إلى المغرب.
وتؤكد الكثير من الأدلة والوقائع على الأرض العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة وتنظيم (داعش) الإرهابي تجلت في تهريب نخبة متزعمي التنظيم الإرهابي عبر طائرات أميركية من مواقعهم إلى أماكن انتشار قواتها المحتلة، وذلك حفاظاً على حياتهم وتحييدهم عن مصيرهم المحتوم مع التقدم المستمر للجيش العربي السوري في إطار حربه لاجتثاثهم ولا سيما في الرقة والحسكة ودير الزور وغيرها.
بدوره أكد غبطة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية ورفع الإجراءات الاقتصادية الأحادية الجانب المفروضة على سورية.
وأشار البطريرك أفرام الثاني ضمن حلقة نقاش عن الوضع في سورية خلال مؤتمر ميونيخ للأمن إلى معاناة الشعب السوري بسبب الإجراءات الاقتصادية الأحادية الجانب التي فرضتها بعض الدول بشكل غير قانوني على سورية مطالباً بالسماح للشعب السوري بتقرير مستقبل بلده بنفسه دون تدخل خارجي وتسهيل عودة جميع المهجرين السوريين إلى وطنهم، وتساءل: حول ما هي مصلحة الشعب السوري في ما حصل في بلده؟. كما طلب مساعدة جميع الجهات المعنية بالأزمة في سورية لمعرفة مصير مطراني حلب المخطوفين بولس يازجي ومار غريغوريوس يوحنا إبراهيم.
وفي بيروت، استعرض سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم مع رئيس حزب الوفاق الوطني اللبناني بلال تقي الدين تطورات الأوضاع في المنطقة، وأكد تقي الدين في تصريح له عقب اللقاء أن الشعب السوري بالتحامه مع قيادته وجيشه استطاع الصمود في وجه كل المؤامرات الخارجية لتبقى سورية الصوت العربي المقاوم وقلب العروبة النابض، ولفت إلى أن عودة العلاقات بين سورية ولبنان تصب في مصلحتهما المشتركة، مبيناً أن لبنان بأمس الحاجة للتعاون مع سورية وخصوصاً في ملف المهجرين السوريين في لبنان.
من جهته، أكد الوزير والنائب اللبناني السابق عبد الرحيم مراد أهمية العلاقات بين لبنان وسورية، وقال: إننا في لبنان بحاجة إلى سورية وليس العكس، وأشار إلى وجود البعض من اللبنانيين الذين يعمدون إلى الإساءة للعلاقات بين البلدين، وأوضح مراد أن سورية ستعود كما كانت عليه، وستعيد إعمار ما دمرته الحرب الارهابية بأسرع وقت ممكن بإرادة شعبها وقيادتها لتبقى دائماً قلب العروبة النابض، لافتاً إلى عودة دفعات من المهجرين السوريين في لبنان إلى بلدهم.
كما أكد عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل اللبنانية خليل حمدان أن سورية أحبطت مخططات الدول المعادية والتي كانت تهدف إضعاف دورها في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة، وقال: إن استهداف سورية جاء بسبب إيمانها والتزامها بقضايا الأمة المقدسة وعلى رأسها قضية فلسطين، موضحاً أنه بعد أن سقطت مؤامرة الإرهاب التكفيري الصهيوني وهزم الوكيل الإرهابي جاء المتآمرون الأساسيون ليعبّروا من خلال اجتماع وارسو عن حقدهم على المقاومة، ولكن هذا العصر سيبقى خيار الممانعة والوعي في مواجهة المتآمرين الذين فشلوا في مخططاتهم.