هل يمكنه بناء جداره؟
ترجمة: سلام بدور عن الغارديان ١٥/٢/٢٠١٩
يمكن للرئيس دونالد ترامب إعلان حالة الطوارئ الوطنية بموجب قانون الطوارئ العام لعام ١٩٧٦، والذي تم تمريره في أعقاب أزمة “ووترغيت” في محاولة للحد وليس لتوسيع السلطة التنفيذية، فالقانون لا يحدد ما يشكل حالة طوارئ وطنية، لكنه يتطلب من البيت الأبيض تقديم مبرر قانوني لأي إعلان طارئ مع مراجعة الكونغرس كل ستة أشهر، ووفقاً لمركز “برينان” للعدالة كان ٥٩ من الرؤساء قد أعلنوا حالة الطوارئ الوطنية منذ دخول القانون حيّز التنفيذ. هناك قوانين منفصلة تحكم مختلف سلطات الطوارئ التي قد يستدعيها الرئيس من نشر القوات داخل الولايات المتحدة إلى تقييد الاتصالات الإلكترونية، وبحسب ما ورد فإن ترامب يريد تفعيل البناء العسكري الطارئ بموجب قانون حقبة الثمانينيات، والذي يمنح إدارة الدفاع صراحة مثل هذه السلطة في حالة حدوث حالة طوارئ وطنية يعلنها الرئيس والتي تتطلب استخدام القوات المسلحة. وبحسب بعض الخبراء القانونيين فإن إعلان الطوارئ مثير للقلق الشديد، لأنه يمثل انتزاعاً قوياً للسلطة من قبل الرئيس على قضايا التمويل، فعلى ما يبدو بأن ترامب يحاول استغلال سلطة الاعتمادات بعد رفض الكونغرس دفع ثمن جداره إلا أن البعض الآخر من المحللين القانونيين يتخذون موقفاً أكثر تفاؤلاً بشأن إعلان حالة الطوارئ، مشيرين إلى أن أي إعلان مبني على أرضية مهزوزة من المرجح أن ينهار في المحكمة، مضيفين: إن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تمتلك سلطة إجبار مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريين على التصويت على قرار يلغي الإعلان، وفي حال فشل ذلك يمكن استخلاص تكلفة سياسية كبيرة من الجمهوريين. نظرياً يمكن لترامب بناء حائطه من خلال حالة الطوارئ فبعد الإعلان عنها يمكن أن يتم تفويض المسؤولين العسكريين لتحويل التمويل والموارد الضرورية للدفاع الوطني بما في ذلك استخدام القوات المسلحة، لذلك كان بوسع ترامب أن يأمر الجيش بتحريك الأموال والقوات من أجل معالجة حالة الطوارئ، لكن العديد من المحللين يعتقدون بأن إعلان الطوارئ لن ينتج عنه جداراً، وذلك بسبب التحديات المتوقعة في المحاكم والكونغرس أو قد تفشل بسبب غضب شعبي أو بسبب انهيار الامتثال في مكان ما في التسلسل القيادي، إما من جانب المسؤولين العسكريين أو فريق ترامب القانوني الخاص. كما أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة CNN في الفترة من ٣٠ كانون الثاني إلى ٢ شباط بأن ٦٦٪ من الأمريكيين يعارضون فكرة إعلان ترامب حالة الطوارئ، لأن إعلان حالة الطوارئ الوطنية على وجه الخصوص يشكل مخاطرة سياسية على الجمهوريين في الكونغرس، ففي حال أجبروا على التصويت لدعم الرئيس فإنهم يخاطرون بأن يكونوا مرتبطين بسياسة محتمل أن تكون غير شعبية، وأن يضعفوا مؤهلاتهم كحراس للدستور الأمريكي، إلا أن ميتش ماكدونيل عضو مجلس الشيوخ الجمهوري يرى بأن المخاطر السياسية لحالة الطوارئ الوطنية ستكون أقل من مخاطر إغلاق الحكومة الثاني في عام ٢٠١٩، والذي كان ترامب قد هدد به أيضاً والذي يجده الكثيرون كارثة سياسية محتملة.