شعبان في فالداي: محاولات واشنطن إقامة دويلة شرق الفرات مصيرها الفشل
تصدّر الوضع في سورية أجندة مؤتمر فالداي الدولي في موسكو، وشكّل المؤتمر فرصة لوضع الرأي العام العالمي في صورة ما يجري من تدخلات غربية هدفها إطالة أمد الأزمة. المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، أكدت خلال المؤتمر: أن سورية مستمرة فى حربها على الإرهاب، وستحرر كل شبر من أراضيها سواء من الإرهاب أو من الاحتلال، وشددت على أن الدول التي تدّعي محاربة الإرهاب وعلى رأسها الولايات المتحدة والنظام التركي هي الداعم الحقيقي له بهدف إطالة أمد الأزمة، وبشأن الدستور أوضحت شعبان أن كل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره الشعب السوري بنفسه دون أي تدخل خارجي، ولفتت إلى أن محاولات واشنطن لإقامة دويلة في شرق الفرات مصيرها الفشل، لأن الشعب السوري يرفض تقسيم بلده أو احتلال أجزاء منها، مشيرة إلى أن سورية ترحّب بالدول الحليفة والصديقة التي وقفت معها في حربها على الإرهاب للمشاركة في عملية إعادة الإعمار. وفيما جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على أن الولايات المتحدة تتواجد بشكل غير شرعي في سورية بذريعة محاربة الإرهاب وانسحابها سيؤدي إلى إعادة الاستقرار إليها، مؤكداً أن روسيا مستمرة في دعم جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ضرورة القضاء على الإرهابيين في إدلب وفي كل المناطق السورية. وفي التفاصيل، قالت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية خلال كلمة في مؤتمر فالداي الدولي بموسكو أمس: إن الدول التي تدّعي محاربة الإرهاب في سورية وعلى رأسها الولايات المتحدة والنظام التركي هي الداعم الحقيقي له بهدف إطالة أمد الأزمة، ولفتت إلى أن قوات الاحتلال الأمريكي تحمي الإرهابيين في منطقة التنف، وتستهدف وحدات الجيش العربي السوري لعرقلة تحريرها للمنطقة من الإرهاب، مشددة على أن الإرهاب الدولي الذي يضرب في كل مكان ممنهج وممول من دول بعينها. وأشارت شعبان إلى أن روسيا اتخذت خطوات مهمة لدعم سورية في حربها على الإرهاب، كما دعت موسكو مراراً الولايات المتحدة إلى التعاون في هذا المجال، إلا أن واشنطن وحلفاءها امتنعوا عن ذلك، ودعموا الإرهاب ورافقوه بإعلام مضلل، وشددوا إجراءاتهم القسرية أحادية الجانب غير الشرعية على سورية، وأوضحت أن الولايات المتحدة وحلفاءها يتخذون من الإرهاب ذريعة لشن الحروب على الدول ونهب ثرواتها بينما كانت روسيا والصين تستخدمان الفيتو لمصلحة سورية التزاماً منهما بمبادئ وميثاق الأمم المتحدة التي تنص على عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول. وأكدت شعبان أن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره الشعب السوري بنفسه دون أي تدخل خارجي تسعى من خلاله بعض الأطراف والدول لفرض إرادتها على الشعب السوري، وأوضحت أن الدول الغربية تتدخل اليوم في فنزويلا بذريعة الديمقراطية وحقوق الإنسان ومن تجربتنا في سورية ندرك أن هذه الادعاءات لا علاقة لها بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان على الإطلاق، بل هم يريدون أنظمة تابعة لهم لا تمثل شعوبها، ولا تحافظ على ثروات بلدانها، وبيّنت أن العالم يشهد ولادة نظام دولي جديد متعدد الأقطاب مبني على احترام سيادة الدول والمحاربة الفعلية للإرهاب، وقالت: نحن أمام عالم جديد نأمل أن يكون أكثر مساواة وعدالة وحرية تلعب فيه روسيا والصين وسورية وكل الدول المؤمنة بحقوق الإنسان وحق السيادة دوراً بارزاً في إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. وفي تصريح لقناة (روسيا اليوم) على هامش المؤتمر أوضحت شعبان أن الولايات المتحدة لم تتوقع بعد تجربتها في أفغانستان والعراق وليبيا أن تصمد سورية كل هذا الصمود وأن تتمكن بدعم الحلفاء والأصدقاء من إفشال مخططاتها، ولفتت إلى أن محاولات واشنطن لإقامة دويلة في شرق الفرات ستفشل، لأن الشعب السوري يرفض تقسيم بلده أو احتلال أجزاء منها، وسيقوم بتحرير كل شبر من أرضه من أي محتل مثلما حرر معظمها من الإرهاب، وحول عملية إعادة الإعمار أشارت شعبان إلى أن سورية ترحّب بالدول الحليفة والصديقة التي وقفت معها في حربها على الإرهاب للمشاركة في عملية إعادة الإعمار، أما الدول التي دعمت ومولت الإرهاب، فمن الطبيعي ألا تسمح لها بالمشاركة في هذه العملية. في الأثناء، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السلوفاكي ميروسلاف لاجاك بموسكو: إن الإجراءات الأمريكية في سورية خطيرة، وتهدف إلى تقسيمها، وعرقلة إعادة الإعمار، وهذا أمر غير مقبول يخالف القوانين الدولية، ولا يحق للأمريكيين إملاء الشروط على أصحاب الأرض، ولفت إلى أن المجتمع الدولي متفق على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والقضاء على الإرهاب فيها، لكن الأمر مختلف بالنسبة للولايات المتحدة التي تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة. وفي رسالة ترحيب بالمشاركين في مؤتمر فالداي قال لافروف في الرسالة التي تلاها نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف: إن روسيا تدعو باستمرار إلى التغلب على أزمات المنطقة من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية على أساس تعزيز الحوار الوطني والالتزام بالقانون الدولي، مشيراً إلى أن فرض السياسات الغربية على الشرق الأوسط أدى إلى الإخلال بالتوازنات القائمة في المنطقة ونشاط غير مسبوق للإرهاب الدولي في عدد من الدول وأزمة هجرة. وجدد بوغدانوف التأكيد على ضرورة القضاء على الإرهابيين في إدلب وفي كل المناطق السورية، وقال بوغدانوف في كلمة خلال المؤتمر: هناك بعض المناطق في محيط إدلب لا تزال تتعرض لهجمات من الإرهابيين ولا بد من تحرير كل هذه المناطق، ونحن مستعدون للتعاون مع جميع الدول الإقليمية والولايات المتحدة في سبيل القضاء على الإرهابيين بشكل تام، وهذا سيساعد على إنهاء وجود الإرهاب في سورية، وشدد على أنه بفضل صمود الشعب السوري ومساعدة القوات الجوفضائية الروسية للجيش العربي السوري تم دحر تنظيم داعش الإرهابي من معظم المناطق التي كان ينتشر فيها. وأكد بوغدانوف ضرورة العمل الدؤوب للقضاء على الإرهابيين في الشرق الأوسط، داعياً الدول الغربية إلى وقف دعم التنظيمات الإرهابية التي تستخدمها في تنفيذ أجنداتها السياسية وتحقيق مصالحها، وأشار إلى أن محاولات فرض النماذج الغريبة على منطقة الشرق الأوسط أدت إلى خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في دول عدة نتج عن ذلك أزمة الهجرة، مشدداً على أن الشرق الأوسط ركيزة العالم، والوضع فيه يؤثر في الأمن الدولي. من جهة ثانية، أعرب وزير الثقافة الكوبي ألابيدوا الونسوا عن دعم بلاده الثابت لسورية في مواجهة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها ولإيجاد حل سياسي للأزمة يقوم على احترام سيادتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وخلال لقائه مع سفير سورية في كوبا الدكتور ادريس ميا في مقر وزارة الثقافة في العاصمة هافانا، استنكر الونسوا الحرب القذرة التي شنت على سورية، منوهاً بصمود الشعب السوري في مواجهة الإرهاب، وأكد الوزير الكوبي أن سورية وكوبا تملكان ثقافتين غنيتين، مشدداً على أهمية تعريف كل شعب بثقافة الآخر، الأمر الذي من شأنه تعزيز العلاقات بين الشعبين والبلدين الصديقين. من جهته أكد السفير ميا أهمية تعزيز العلاقات بين سورية وكوبا وخاصة في المجال الثقافي، والعمل على إقامة أسابيع ثقافية لكلا البلدين وأسبوع للسينما السورية الكوبية ومعارض للفنون التشكيلية. وفي بيروت، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن سورية وبدعم من حلفائها حققت انتصارات في مواجهة الإرهاب، وأشار إلى أن الكثيرين راهنوا على عدم صمود سورية والمقاومة، لكن محور المقاومة أفشل هذه الرهانات وحقق نجاحات، حيث ظلت سورية قلعة المقاومة في مواجهة الآخرين.