مخطط استيطاني جديد يلتهم مساحات واسعة من القدس
صعّدت سلطات الاحتلال اعتداءاتها على المسجد الأقصى المبارك عبر زيادة الحفريات في أسفله وفي محيطه ما ينذر بكارثة قد تحل به، فيما أعلنت سلطات الاحتلال عن مخطط استيطاني جديد لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة، ويهدف المخطط إلى إقامة 4416 وحدة استيطانية لتوسعة مستوطنات مقامة على أراضي الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، فيما أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن هذا المخطط جزء من مساعي الاحتلال لتهويد القدس وفصلها عن محيطها والتضييق على الفلسطينيين فيها بهدف تهجيرهم، مطالبةً المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ووقف الاستيطان، وأشارت إلى أن الانحياز الأمريكي لسلطات الاحتلال والصمت الدولي تجاه جرائمها بحق الفلسطينيين يشجّعها على تنفيذ مخططاتها الاستعمارية وتقويض أي فرصة لتحقيق السلام، داعيةً المجتمع الدولي إلى مواجهة هذا الانحياز وتداعياته على النظام العالمي برمته.
كما أدانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي المخطط الجديد، مؤكدةً أنه جريمة حرب طبقاً للمواثيق والقرارات الدولية، وأوضحت أن إجراءات الاحتلال الاستيطانية تأتي استكمالاً لعملية التطهير العرقي التي تتعرّض لها مدينة القدس المحتلة بهدف تهويدها وفصلها عن محيطها من خلال التضييق على الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم وتهجيرهم، وأشارت إلى أن الانحياز الأمريكي لسلطات الاحتلال يشجعها على تحدي الإرادة الدولية وتنفيذ مخططاتها الاستيطانية، داعيةً المجتمع الدولي بما فيه الأمم المتحدة وهيئاتها ومؤسساتها إلى مساءلة ومحاسبة “إسرائيل” وإلزامها بالقوانين والقرارات الأممية.
إلى ذلك، أشار المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود إلى أن كامل مساحة الأقصى المبارك تبلغ 144 دونماً، وتضم 200 معلم أثري وديني، هي الآن في دائرة عمليات التهويد التي يريد الاحتلال من خلالها فرض أمر واقع على المسجد، حيث يشن هجمة تهويدية عليه، وآخر اعتداءاته قيامه بإغلاق بوابات المسجد وخاصة باب الرحمة بالسلاسل الحديدية وسط تصعيد المستوطنين اعتداءاتهم على حراس المسجد والأوقاف الإسلامية والمقدسيين بهدف إبعادهم عن الأقصى، وأوضح أن ما يقوم به الاحتلال بحق الأقصى يعد بمثابة إعلان حرب على قدسية هذا المكان وحرمته.
ودعا المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل لوقف اعتداءات الاحتلال على المسجد، ومؤكداً في الوقت ذاته أن الشعب الفلسطيني سيواصل التصدي للاحتلال ولمخططاته، وسيفشل أي محاولة للمساس بالمسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة.
من جانبه، حذّر وزير الأوقاف الفلسطيني يوسف ادعيس من المخاطر التي يتعرض لها الأقصى في ظل عمليات التهويد والحفريات الإسرائيلية التي باتت تشكل خطراً داهماً عليه، لافتاً إلى أن التهويد والاقتحامات المتواصلة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين للأقصى تتطلب من المجتمع الدولي موقفاً حازماً حيال هذه الانتهاكات، والعمل على حماية المسجد من الاعتداءات الإسرائيلية التي باتت تهدد وجوده.
من جانبه، أشار مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر إلى أن الاحتلال يحاول الاستيلاء على الجزء الشرقي من المسجد الأقصى، وتحديداً منطقة باب الرحمة، حيث أعد مخططات لتهويد المنطقة التي تشكّل خمس مساحة المسجد، وهي المنطقة الممتدة من باب الأسباط وصولاً إلى المصلى المرواني، وأوضح أن الاحتلال يخطط أيضاً للاستيلاء على المنطقة الجنوبية من المسجد والجهة الغربية التي توجد فيها ساحة البراق التي تتعرّض لحرب تهويد شاملة بينما حول الجهة الشمالية، وهي باب الأسباط إلى منطقة مغلقة بمعنى أن الأقصى بات محاطاً بعمليات تهويد خطيرة.
الرئاسة الفلسطينية أدانت بدورها استمرار قوات الاحتلال باعتداءاتها على المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى، مشيرةً إلى أن هذه الممارسات تندرج في إطار سياسة الاحتلال الممنهجة للضغط على الفلسطينيين بسبب رفضهم ما تسمى “صفقة القرن” التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، ومحذرةً من التداعيات الخطيرة لاستمرار هذه الممارسات والاعتداءات التي تنذر بتدهور الأوضاع في المنطقة وجرها إلى ما لا تحمد عقباه.
في سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم قلنديا والعيزرية في القدس المحتلة ومخيم العروب بالخليل وبلدة سالم شرق نابلس والشويكة بطولكرم في الضفة الغربية، واعتقلت 17 فلسطينياً، فيما ذكرت مصادر محلية أن تعزيزات لقوات الاحتلال انتشرت في محيط الأقصى وبواباته وشوارع البلدة القديمة في القدس المحتلة، واقتحم عشرات المستوطنين المسجد من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحماية قوات الاحتلال.
كما اقتحم مئات المستوطنين محيط قبر يوسف شرق نابلس بالضفة الغربية بحماية قوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص وقنابل الصوت والغاز السام باتجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح بينهم صحفي وآخرون بحالات اختناق، فيما اقتحمت قوات الاحتلال منطقة أم ركبة جنوب بيت لحم، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز السام تجاه الفلسطينيين، ما أدى لإصابة عدد منهم بحالات اختناق.
واقتحمت قوات الاحتلال بعدد من الجرافات حي الأشقرية في بلدة بيت حنينا شمال مدينة القدس المحتلة، وحاصرت منزلين تعود ملكيتهما لعائلة فلسطينية، وأجبرت سكانهما على الخروج منهما، ثم شرعت بهدمهما.