تجمع وطني “مسبق الصنع” في اتحاد كرة المضرب
أقام اتحاد كرة المضرب مؤخراً تجمعاً للمنتخب الوطني بهدف اختيار لاعبين لتمثيلنا في بطولة آسيا لعمر تحت 12 سنة نهاية الشهر القادم، وللوهلة الأولى ظن القائمون على اللعبة أن الاختبارات مرت “بسلاسة”، فكل شيء معد وجاهز، حتى فوجئوا بنظام جديد لانتقاء اللاعبين “الأفضل” كما يفترض، فبدل أن يتبارى أقوى اللاعبين القادمين من كل المحافظات في مجموعة واحدة بعد إجراء قرعة بحضور ممثّلين عنهم، تفاجأ الحضور بمباريات معدة مسبقاً، وتقسيم المشاركين الذين بلغ عددهم 8 فقط إلى مجموعتين، ضمت إحداها أفضل المرشّحين، وكأن اتحاد اللعبة يريد أن يسهّل مرور لاعب “معين” في مجموعة سهلة، ويصدّ درباً آخر.
وبعد الاختبارات تم اختيار أربعة لاعبين: اثنان منهم أساسيان، وآخران احتياط، يسافر أحدهما مع اللاعبين الأساسيين، فيما يبقى الثاني، وتكمن الكارثة في إشراك اللاعب الاحتياطي غير الجدير بالتواجد بالمنتخب أصلاً كأساسي في البطولة، حيث لا رقيب ولا حسيب هناك، وكأن المشاركة في بطولات كرة المضرب الخارجية هي للاستجمام والسياحة لا لإحراز مشاركة مشرفة يشدّ بها الاتحاد المتهالك أزره، ويقوي موقفه تجاه كل تهم المخالفات، والتجاوزات، والفشل الإداري، والتكلّس الفني التي تثبت عليه يوماً بعد يوم.
ولم تكن المشكلة في هذا التجمع “فقط” تنظيم اللقاءات، واختيار اللاعبين فحسب، “فحتى أقل معايير تنظيم التجمعات الناجحة لم تتوفر”، فقد جرت دعوة لاعبين من المحافظات دون تأمين إقامة وإطعام لهم، وتناسوا أن أعمارهم تحت 12 سنة، وبحاجة لرعاية خاصة، وتم حجز غرفة واحدة مع الإقامة ليوم واحد فقط لكافة اللاعبين المشاركين، وكان يجب تأمينها قبل يوم من الحدث ولمدة 3 أيام على الأقل لتجنب إرهاق اللاعبين، باعتبار أن المنافسة امتدت على يومين، وكيف الحال إذا زدنا بأنه لم يتم استدعاء مدرب أو إداري معهم.
إذاً النار التي أشعلها الاتحاد لم تكن سلاماً ولا برداً على المشاركين أبداً، فإلى متى ستظل هذه النار تحرق قلوب محبي كرة المضرب فيحتجب عنها كل جيل؟ وإلى متى سيبقى احتكار هذه الرياضة لأناس معينين ليسوا بالضرورة الأفضل، وإنما تجمعهم القرابة أو المصلحة مع القائمين على اللعبة؟.
سامر الخيّر