فنزويلا تتأهب لوأد الاستفزازات الأمريكية
أغلقت فنزويلا حدودها البحرية مع كوراساو منعاً لاستخدام الجزيرة الهولندية، الواقعة قبالة سواحلها الشمالية، منطلقاً لإرسال مساعدات أمريكية لأراضيها. ذريعة واشنطن الجديدة لمواصلة مساعيها الرامية للتدخل في شؤون فنزويلا من أجل تحقيق أهدافها وأجنداتها السياسية والاقتصادية المعادية لهذا البلد، بعد أن أدركت عدم جدوى التدخل العسكري المباشر الذي لطالما هددت به.
وردّاً على سؤال بشأن مدى صحّة معلومات تداولتها الصحافة المحليّة ومفادها أنّ فنزويلا علّقت الرحلات البحرية بين موانئها وموانئ الجزر الهولندية الثلاث كوراساو وأروبا وبوناير، قال الأميرال الفنزويلي فلاديمير كوينتيرو: “هذا صحيح”، دون أن يدلي بأي تعليق إضافي.
كراكاس أكدت أن أمريكا تستخدم مسألة تسليم المساعدات الإنسانية لفنزويلا كذريعة لإطلاق حرب ضدها، مشيرة إلى أنها دولة ذات سيادة يمكنها إعادة بناء اقتصادها من خلال تنفيذ مشاريعها الخاصة.
وأعلنت البرازيل الثلاثاء أنها ستضع قرب حدودها مع فنزويلا السبت المقبل مساعدات إنسانية موجّهة للفنزويليين، وذلك في إطار عملية يجري إعدادها “بالتعاون مع الولايات المتحدة”، وقال المتحدّث باسم الرئاسة البرازيلية أوتافيو ريغو باروس: إنّ المساعدات المكوّنة من أغذية وأدوية “ستكون متاحة على الأراضي البرازيلية، في بوا فيستا وباكارايما، لكي تجمعها حكومة خوان غوايدو”، الذى أعلن نفسه في الـ 23 من كانون الثاني الماضي رئيساً مؤقّتاً للبلاد، والذي تعهّد بإدخال المساعدات الأمريكية المكدّسة على حدود فنزويلا السبت في 23 الجاري، متحدّياً بذلك الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو، الذي يرفض السماح بدخول هذه المساعدات لأنها تخفي أهدافاً سياسية.
ويرى مراقبون أن مساعدة الشعب الفنزويلي، إذا أرادت واشنطن المساعدة، تكون عبر الإفراج عن أموال الشركات المملوكة للدولة الفنزويلية في البنوك الأمريكية التي تبلغ قيمتها 11 مليار دولار خصصتها الحكومة الفنزويلية لشراء الأدوية والمواد الغذائية والسلع الأساسية، أو أصول شركة النفط الحكومية بقيمة 7 مليارات دولار.
وبانتظار يوم السبت يتواصل تخزين المساعدات في كولومبيا بالقرب من الحدود مع فنزويلا، كما يعتزم غوايدو إدخال المساعدات عبر الحدود مع كل من البرازيل وكوراساو، لكن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو حذّر، الثلاثاء، من أنّ القوات المسلحة “منتشرة في حالة تأهب على طول حدود البلاد… لمنع أي انتهاك لسلامة أراضيها”.
الرئيس الشرعي مادورو قال: إن شعوب العالم ستقاتل مع بلاده في حال التدخل العسكري ضدها، وقال، في خطاب أمام خريجي الجامعة الطبية في فنزويلا، “لن يقاتل الشعب الفنزويلي فقط، وأنا متأكّد من أن شعوب العالم ستثور وستقاتل معاً في فنزويلا”، ونفى وجود أزمة إنسانية في بلاده، وتحدّى غوايدو أن يدعو لإجراء انتخابات لتأكيد الدعم الشعبي له.
يأتي ذلك فيما أكد وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز أن الولايات المتحدة تستمر في استعداداتها من أجل القيام بتدخل عسكري ضد فنزويلا، محذّراً من العواقب الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية التي ستنتج عن مغامرة حرب جديدة من قبل واشنطن ضد دولة ذات سيادة.
وخلال مؤتمر صحفي في مقر وزارة الخارجية بحضور وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية المعتمدة في هافانا، دعا رودريغيز مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتهم واتخاذ الإجراءات لتجنب وقوع تدخل عسكري في فنزويلا من شأنه أن يؤثّر على الأمن والسلم الدوليين، داعياً الى التعبئة الدولية للدفاع عن السلام.
وحذّر رودريغيز من تصريحات المسؤولين الأمريكيين عن إنشاء مناطق حظر طيران وإعادة الإعمار في فنزويلا، مؤكداً أن هذا يكشف عن نيات مبيتة لدى الولايات المتحدة للقيام بعمل عسكري ضد كراكاس، ولفت الى أن بلاده كشفت عن إقلاع طائرات نقل عسكري إلى مطار رافائيل ميراندا في بورتوريكو وقاعدة سان إيسيدرو الجوية في جمهورية الدومينيكان وإلى جزر الكاريبي الأخرى ذات المواقع الاستراتيجية ومن دون معرفة حكومات تلك الدول، مشيراً إلى أن هذه الرحلات انطلقت من منشآت عسكرية أمريكية توجد فيها وحدات العمليات الخاصة ومشاة البحرية التي تستخدم لعمليات سرية، معرباً عن دعم بلاده لآلية مونتيفيديو التي تسعى إلى الحفاظ على السلام في فنزويلا.
وفي موسكو أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تهديدات الولايات المتحدة للجيش الفنزويلي انتهاك سافر لميثاق الأمم المتحدة وتدخل مباشر في الشؤون الداخلية للبلاد، وقال، خلال مؤتمر صحفي عقب مباحثات مع نظيره الزامبي جوزيف مالانجي، “نحن قلقون بشأن ما يحدث حول فنزويلا”، مضيفاً: “إن تهديدات الولايات المتحدة، والتي تدعم وتحفّز بشكل نشط المعارضة الفنزويلية، والتي تدعو في الواقع إلى التدخل الخارجي، هي بالتأكيد انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وتدخل مباشر في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة”، وتابع: “نأمل أن يستجيب زعيم المعارضة غوايدو للمبادرات التي تنطوي على حوار شامل بين جميع القوى السياسية في فنزويلا”.