فنزويــــلا تغلــــق حدودهــــا البريــــة مــــع البرازيــــل
أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إغلاق حدود بلاده مع البرازيل حتى إشعار آخر، وأن بلاده تدرس إغلاق الحدود بالكامل مع كولومبيا، فيما حذّرت فنزويلا من مخططات تقوم بها الولايات المتحدة في أراضي بعض دول البحر الكاريبي لتنفيذ عمليات غير شرعية ضدها، كما أعلن مادورو عن تعليق المواصلات مع جزر أروبا، بونايري، كوراساو.
مادورو وبحضور كبار الضباط الفنزويليين وجّه نداءً إلى العسكريين الكولومبيين، طالباً منهم أن يرفضوا المواجهة ضد فنزويلا، ورأى أن الرئيس الكولومبي ايفان دوكي مسؤول عن أي أعمال عنف تقع على الحدود مع بلاده، وتابع: “إذا انتصر السلام فسيكون هذا انتصار لنا”.
نائب مدير الأبحاث في السياسة الدولية سانتياغو بيريز رأى من جهته أن هدف المساعدات الأميركية استفزاز فنزويلا والتدخل في شؤونها، مشيراً إلى أن “أي تدخل عسكري أميركي سيكون خطيراً على فنزويلا وكولومبيا والقارة اللاتينية برمتها”، واعتبر أن الولايات المتحدة تتخذ من المساعدات ذريعة للتدخل في فنزويلا.
وتوقّع بيريز حدوث كارثة في حال أقدمت الولايات المتحدة على تدخل عسكري ضد فنزويلا، مشيراً إلى أنه “لا يمكن لأحد في أميركا اللاتينية أن يقبل التدخل العسكري ضد فنزويلا”، ولفت إلى أن “الجيش الفنزويلي الأقوى في المنطقة ولن يتراجع أمام أي تدخل عسكري من الخارج”.
وكان الرئيس البوليفي إيفو موراليس قال الأربعاء: إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستعد للتدخل عسكرياً في فنزويلا بعد أن هاجمها اقتصادياً، في حين اعتبر ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تهديدات الولايات المتحدة ضد فنزويلا تعد “تدخلاً مباشراً في شؤونها الداخلية وانتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة”.
هذا وتتواصل التظاهرات الداعمة لمادورو، في حين تتأهب كراكاس لصدِّ هجمة المساعدات الأميركية على أراضيها، في المقابل أغلقت فنزويلا حدودها البحرية إذا ما استمرت واشنطن بتصعيد لهجتها، وقالت ديلسي رودريغيز نائبة الرئيس الفنزويلي: “قررنا تعليق جميع الرحلات الجوية الخاصة والتجارية، وكذلك حركة النقل البحري بين فنزويلا وجزر أروبا وكوراساو وبونير”، وأضافت: إن هذه الإجراءات تترافق مع انتشار القوات المسلحة في حالة تأهب على طول حدود البلاد لمنع أي انتهاك لسلامة أراضيها.
من جانبها أوضحت وزارة الخارجية الفنزويلية، في بيان، أن هناك مؤشرات قوية تشير إلى استخدام واشنطن أراضي بعض دول الكاريبي كقاعدة لتخطيط وتنظيم عمليات غير قانونية وإرهابية ضمن استراتيجيتها الواضحة لإسقاط الحكومة الشرعية في فنزويلا وفرض حكومة تابعة لها، لافتة إلى أنه تمّ التواصل مع حكومة الدومينيكان والسلطات في بورتوريكو وجزر أخرى في الكاريبي لتحذيرهم من استخدام أراضيهم دون علمهم لإطلاق هذه العمليات المدانة ضد فنزويلا.
وأعربت الوزارة عن ثقة فنزويلا بأن شعوب هذه الدول ستقوم بالرد الإيجابي منطلقة من الأهمية التي تعطيها هذه الشعوب لمبادئ الديمقراطية وحق تقرير المصير وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وكانت كوبا كشفت في وقت سابق عن إقلاع طائرات نقل عسكري أمريكية إلى مطار رافائيل ميراندا في بورتوريكو وقاعدة سان إيسيدرو الجوية في الدومينيكان وإلى جزر الكاريبي الأخرى ذات المواقع الاستراتيجية من دون معرفة حكومات تلك الدول، مشيرة إلى أن هذه الرحلات انطلقت من منشآت عسكرية أمريكية توجد فيها وحدات العمليات الخاصة ومشاة البحرية الأمريكية التي تستخدم لعمليات سرية.
وفي سياق متصل، أدان الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد بلاده، واصفاً إياها بالمتغطرسة والهزيلة والعدوانية وأنها تمثل تدخّلاً في شؤون كوبا الداخلية.
وكان ترامب قال في كلمة بولاية فلوريدا مؤخراً: إن “نهاية الاشتراكية في النصف الغربي من الكرة الأرضية وفي جميع أنحاء العالم حانت ليس فقط في فنزويلا، بل في نيكاراغوا وكوبا أيضاً”.
وقال دياز كانيل في تغريدة له على تويتر: إن رد كوبا على تصريحات ترامب سيكون بالاستنفار في سبيل السلام وضد التدخلات الأمريكية في أمريكا اللاتينية ومن خلال الانتصار بالتصويت لمصلحة الاستفتاء على الدستور الكوبي الجديد في الرابع والعشرين من الشهر الحالي.
وجدد الرئيس الكوبي التحذير من أن المساعدات الإنسانية المزعومة التي أعلنتها الولايات المتحدة لفنزويلا ليست أكثر من تمويه لغزو عسكري لفنزويلا، مطالباً أولئك الذين يحاولون مهاجمة فنزويلا برفع أيديهم عنها واحترام سيادة واستقلال شعبها.
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن بلاده ستواصل تعزيز التعاون الثنائي مع فنزويلا.