مستوى “ضعيف” وملاعب “تصلح للفروسية” حصيلة الجولات الأربع من إياب الدوري الممتاز لكرة القدم
تعوّدت جماهير كرتنا على الصدمات القاتلة، والإخفاقات المتتالية لمنتخباتنا الوطنية، وكأنه مكتوب لها ” ألا تعيش الفرحة”، فبعد الخروج الحزين لمنتخبنا الأول من نهائيات آسيا بنتائج ومستوى هزيل، وقبلها خروجنا من المونديال بأسى وحزن عميق، كل ذلك أثر بشكل سلبي على الدوري المحلي، فعلى الرغم من عدم نهاية الموسم الكروي، إلا أن القصص والغرائب والعجائب تبقى لتذكر، ومنها على سبيل المثال لا الحصر المستوى الضعيف الذي قدمته الأندية حتى الآن، فجميع الفرق تلعب بحثاً عن النقطة، متناسية تقديم الأداء العالي الذي يرضي عشاق وجماهير الأندية الكبيرة التي كانت بسمة الدوري، هذه الملاحظات نتمنى تفاديها فيما تبقى من مباريات الموسم.
ضرب من الخيال
النتائج التي سُجلت لم تتضح فيها أفضلية فريق معين للفوز باللقب لأسباب عدة أولها تقارب النقاط فيما بين المتنافسين، ووجود عدة مواجهات مباشرة ستجمع بين الفرق المتنافسة، والفائز بهذه المواجهات طبعاً ستكون له أفضلية باعتبار نقاط هذه المباريات مضاعفة، الأمر نفسه ينطبق على الفرق المهددة بالهبوط، حيث ستلعب مبارياتها بتركيز شديد، وبجهود مضاعفة.
واعتباراً من الجولة القادمة، (بعد التوقف الإجباري)، سنشهد مواجهة ما بين فرق: (تشرين، الوحدة، الجيش، الاتحاد)، حيث سيلاقي فريق الوحدة جاره الجيش في ديربي دمشق الأبرز، ويمكن القول بأن هذه المواجهة ستكون مواجهة الصراع على المركز الثاني مبدئياً، والاستمرار في الصراع على اللقب، وكذلك إقصاء الخاسر عن المنافسة بشكل أو بآخر.
ووفقاً لما سبق فإن المواجهات المباشرة ستلعب دوراً حاسماً جداً في تحديد هوية الفائز باللقب، وصدارة فريق تشرين المستحقة، وصراعه مع فريقي الوحدة والجيش مستمر حتى تبوح هذه المواجهات بأسرارها.
يضاف إلى ذلك الشح التهديفي الذي سجل من مرحلة الإياب حتى الآن، فباستثناء الجولة الأولى التي شهدت تسجيل 25 هدفاً، تراجع مستوى الأهداف المسجلة ببقية المراحل، فالجولة الثانية انخفضت نسبة التسجيل فيها لـ 8 أهداف، وارتفعت قليلاً بالثالثة لـ 12 هدفاً، وفي الجولة الرابعة لم يسجل سوى 5 أهداف، وهي أقل نسبة تسجيل منذ عدة مواسم.
ملاعب للفروسية
المستوى الضعيف الذي قدمته الفرق له سبب هام ألا وهو سوء أرضية الملاعب التي تحولت بسبب الأمطار الغزيرة في بعض المدن إلى برك طينية لم تساعد اللاعبين على لعب أية كرة صحيحة، وكان الأسوأ ملعب جبلة، وتكرر السيناريو في ملاعب طرطوس، وحماة، والفيحاء بدمشق، في حين حول فريقا الاتحاد والحرفيين مبارياتهما في حلب للملعب الصناعي (السابع من نيسان) بسبب سوء ملعب رعاية الشباب، وكذلك الجيش الذي لعب على ملعب الجلاء الصناعي.
صيام وصدارة
على صعيد التهديف، حافظ لاعب الجيش محمد الواكد على صدارة قائمة هدافي الدوري بـ 18 هدفاً، وبعد “السوبر هاتريك” بأولى مباريات الإياب، ثم واصل صيامه عن التهديف في الجولات الثلاث.
أما على صعيد الترتيب العام للأندية نجح تشرين في الانفراد بالصدارة بعد أن قدم أداء متوازناً في المباريات الأربع، مؤكداً تفوقه، والروح القتالية للاعبيه، وتكتيك مدربه ماهر قاسم، فيما تراجع المجد وجبلة بشكل خطير، ما يهدد مصيرهما بالبقاء، وعلى العكس منهما حطين الذي انتفض مع الإياب وحسن من موقعه، وعاد الأمل للحرفيين الذي يحتل المركز الأخير، حيث فاز على المجد، ليرفع رصيده لـ 7 نقاط.
عماد درويش