هيئة الكتاب تطلق الخطة التنفيذية لمشروع الترجمة
رغم التحديات الصعبة التي واجهتها البلاد ها هو المشروع الوطني للترجمة يدخل عامه الثالث، وكما عرّفت الهيئة العامة السورية للكتاب سابقاً هذا المشروع هو عملية مستمرة ينفّذ بخطط سنوية وبأهداف ثابتة، إذ أقامت الهيئة أمس مؤتمراً صحفياً عن الخطة التنفيذية للمشروع الوطني للترجمة للعام 2019، وتحدث مدير الهيئة العامة د.ثائر زين الدين لـ “البعث” حول الخطة قائلاً:
تم طرح ما أسميناه الخطة التنفيذية للمشروع الوطني للترجمة، وكانت في العام الماضي تضم 60 كتاباً نفذنا الكثير منها، وفي هذا العام أردنا أن يكون المشروع وطنياً بجدارة، بمعنى مشاركة دور النشر المختلفة والمؤسسات المعنية بالترجمة، واليوم الخطة التنفيذية تضم مئتي كتاب عن عشرين لغة، وسنضطر أحياناً للترجمة عن لغات وسيطة فيما يتعلق بالحضارات التي ليس لدينا مترجمون متخصصون فيها، وبالتالي سنحاول نحن ودور النشر المختلفة ترجمة هذه الأعمال ونقلها إلى العربية لتكون كلها خلال هذا العام جاهزة، وسعينا أيضاً للتعاون مع المعهد العالي للترجمة وطرحنا هذه الخطة بين زملائنا في اتحاد الكتاب العرب واتحاد الناشرين ونحاول اقتسام هذه الخطة فيما بيننا.
وكانت هيئة الكتاب قد أصدرت في العام الماضي حوالي 266 عنوانا، وهو الرقم الأعلى في ما أصدرته وزارة الثقافة منذ إنشائها، ويعتبر منافسا في مجال الإنتاج، ورغم ضغوط الحرب وظروفها لم تتوقف المؤسسات الثقافية عن العمل، وقد استمرت الهيئة طوال هذه الفترة بإنتاج الكتاب بأشكاله المختلفة وتنوعاته ولاسيما في مجال الترجمة.
الحدث السوري
في هذه المرحلة، يعد ترجمة آخر مستجدات الكتب العالمية المختصة بالحدث السوري أمر مهم ويساهم في فهم ما يجري في سورية، وقد تحدث مدير الهيئة عن هذه الفكرة فقال:
وضعنا نصب أعيننا عشرين عنواناً تتعلق بالحدث السوري، وكيف ينظر إليها من الخارج، وضمن الخطة هناك عدد من الكتب لاسيما عن الفرنسية والروسية تحدثت عن الأزمة منذ بداياتها، والكثير من العناوين موجودة في الخطة، وقد استطعنا تغطية مختلف مجالات المعرفة عن اللغات الحية، ونطمح مع مختلف دور النشر الناشطة في مجال الترجمة لترجمة هذه الأعمال وطباعتها إن لم يكن هذا العام بالتأكيد سيكون في العام القادم.
جودة الترجمة
وعن ضمان الهيئة السورية للكتاب بجودة الترجمة أجاب د. زين الدين: حرصت وزارة الثقافة على جودة الترجمة منذ بداياتها، حيث يخضع الكتاب المترجم لرأي محكمين اثنين على درجة عالية باللغة المترجمة وبعمق الثقافة، وإذا اجتاز المترجم التحكيم توافق عليه الهيئة، وعندما يصبح الكتاب بين أيدينا يحق لنا النظر فيه وإذا لم تكن سويته كما نرغب يحق لنا في عقد التكليف الاعتذار عن نشر العمل.
وأضاف الأديب حسام الدين خضور مدير الترجمة في الهيئة: نحن نضمن للقارئ أن الكتاب المقدم الترجمة الصحيحة، ولكن سيكون هناك دائماً تباين في الأسلوب بين مترجم وآخر، بالإضافة إلى اتساع سوق الترجمة يعني أننا بحاجة إلى الكثير من المترجمين وبناء جيل منهم.
حصة الأسد
ولمجال العلوم الإدارية نصيب من خطة الترجمة، وفي هذا المجال قال خضور:
تنوع العلوم الإنسانية لها نصيب كبير في مختلف ميادينها، ولها حصة الأسد من لغات مختلفة، وستوفر للباحث ومن يريد اكتساب مهارات جديدة مادة غنية في شتى ميادين المعارف والعلوم الإنسانية.
ضعف واحتيال
وعن عدم وصول كتب الهيئة إلى المراكز الثقافية قال د.زين الدين: عانى كتاب الهيئة من ضعف الوصول إلى المحافظات السورية المختلفة رغم توافر نوافذ بيع في مختلف المحافظات لكن هذا غير كاف ولا يلبي طموحاتنا، واليوم نعمل مع المستشار القانوني في الوزارة لوضع ما يشبه العقد أو البروتوكول مع المكتبات الخاصة لتقوم بتوزيع كتبنا وفق شروط عديدة، وسننشر إعلاناً في الصحافة ندعو من خلاله المكتبات للتقدم بشكل رسمي لتكون معتمدة.
وعن مدى انتشار كتاب الهيئة خارج سورية أجاب زين الدين: منذ بدء الحصار على سورية لم تشارك الهيئة بأي معرض خارجي، لكن تم الاحتيال على المسألة من خلال التسهيل لدور النشر الخاصة بشراء كتاب الوزارة من مطبوعات الهيئة، والمشاركة بها في المعارض لذلك وجدت كتب الوزارة في المعارض الخارجية.
وسيلة سحرية
وفي ختام المؤتمر قال الأديب حسام الدين خضور: فيما يخص الكتاب الذي يصدر عن الهيئة هناك وسيلة هي الأكثر انتشاراً وهو الكتاب الالكتروني، فالكتاب الصادر عن الهيئة إن كان تأليفاً أو ترجمة أو غير ذلك بعد أسبوع ينشر على الانترنت ويصبح في متناول الجميع وهي وسيلة سحرية.
وقد “أقرت اللجنة التحضيرية الخطة الوطنية التنفيذية للترجمة لعام ٢٠١٩، هي خطة طموحة تشمل نحو مئتي كتاب من لغات مختلفة، تغطي جميع مجالات المعرفة الأدبية والفكرية والعلمية. وتتميز بأنها ذات طابع وطني حجماً ومضموناً، وأنها موجهة إلى المؤسسات المعنية بالترجمة كلها، وتسهم الوزارة بدور فاعل في تنفيذ هذه الخطة، فقد تعهدت بشراء عدد من النسخ من كل كتاب تترجمه دور النشر الخاصة منها، كما تستجيب كتب الخطة للحاجة المجتمعية إلى الكتاب، فحصة العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية والصحة العامة كبيرة، وهذه كلها ترفع وعي المواطن فكرياً وعلمياً وصحياً، وتقدم للقارئ العام ما يرغب به أيضاً من كتب الأدب في كل أنواعه من لغات ومدارس نقدية مختلفة.
إنها خطة القارئ والباحث متنوعة الأغراض، متعددة اللغات، مختلفة الأنواع، نأمل من المهتمين بالترجمة أن يعملوا على تنفيذها”.
جمان بركات