“على السكة الصحيحة”
يتجه العمل في المدينة الصناعية في الشيخ نجار نحو وضع رؤية شاملة للعام القادم ( 2020 ) وما بعده، تهدف إلى تحديث وتطوير تقنيات العمل الإداري المؤتمت، بالتزامن مع استكمال إنجاز مختلف المشاريع المقررة خاصة بما يتعلق بتحسين واقع البنية التحتية، وتوفير البيئة الملائمة للنهوض بالعملية الاستثمارية، وتقديم كل الدعم المطلوب والمحفزات للصناعيين لمعاودة نشاطهم وأعمالهم، وتذليل كافة المعوقات والصعوبات التي تقف حجر عثرة أمام إقلاع المنشآت والمعامل المتوقفة.
ولعل أهمية هذا المشروع الذي دخل مرحلته الثالثة والأخيرة، تكمن في أسلوبية التعاطي غير التقليدي مع المهام المنوطة بالعمل الإداري المنظم للعملية الصناعية، والذي من شأنه أن يعزز لاحقاً من مسارات البناء الاستراتيجي المنشود بكافة مفرداته وتفاصيله وفي مختلف ميادين وجبهات العمل والإنتاج، ويعطي دفعاً قوياً لبعث الحياة مجدداً في شرايين وجسم العملية الاقتصادية والتنموية بكافة أشكالها ومساراتها، وعلى نحو يضع قطار الإنتاج والنمو على السكة الصحيحة.
ومن المؤكد أن مفاعيل هذه التجربة الرائدة إن كتب لها النجاح – وهو ما نتوقعه – بالنظر إلى جدية الخطوات المتخذة من قبل إدارة المدينة الصناعية بالتشارك مع جامعة حلب، ستشكل تحولاً إيجابياً في طبيعة العمل ومردوده، وسيسهم في ضبط آليات تقديم الخدمات بجهود أقل وبزمن مختصر، كما يقلل من الهدر ويخفف من الاحتكاك المباشر مع الصناعيين، والأهم أنه – أي المشروع – يعزز من عملية الإصلاح الإداري ويحد من مظاهر الفساد المستشري في معظم مفاصل وتفرعات المنظومة المؤسساتية وخاصة الخدمية منها.
ونرى أن تعميم هذه التجربة على باقي القطاعات الحيوية والاستراتيجية والإنتاجية في حلب خاصة، بات أمراً ملحاً ومطلوباً خلال هذه المرحلة تحديداً، والتي تتسم بالدقة والحساسية والخصوصية، وتتطلب جهداً إضافياً ومضاعفاً وقراراً حكومياً ناجزاً، لإعادة تأهيل العمل التنظيمي والإداري المؤسساتي، ورسم خارطة جديدة للعمل وفق قواعد وقياسات ومعايير واضحة وشفافة تتناسب وتتماهى مع ما هو مطلوب لإنجاز مشروع إعادة الإعمار والبناء، وبما يؤدي في المحصلة إلى إنجاز الاستحقاق الأهم على مستوى تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة في القطاعات كافة.
وفي هذا الإطار نجد من الضرورة والمفيد تحديد المسؤوليات والأولويات، وكسر قوالب الجليد التي تغلف العمل المؤسسي والاستثماري، وانتهاج سياسات جديدة قادرة على استيعاب واستثمار اللحظة، وتوظيف الإمكانات والدعم المتاح ضمن خطط ومشاريع متكاملة وشاملة تدعم من ركائز البناء المجتمعي بكل أبعاده.
معن الغادري