في ختام التجمع المؤهل للممتاز…مهزلة كروية تمنح الجزيرة بطاقة التأهل.. واتحاد الكرة أمام امتحان كشف الحقائق
لم يكن ختام التجمع المؤهل للدوري الكروي الممتاز كما يحب ويشتهي كل محب لكرة القدم، فكان تشويه اللعبة وقدسيتها حاضراً في مباريات مجموعة دمشق، حيث منح الجهاد جاره الجزيرة بطاقة التأهل عبر السماح له بطريقة كوميدية بتسجيل سبعة أهداف، فيما تمكن منافسه الحرية من الفوز على عمال حماة برباعية نظيفة!!.
ردود الأفعال على المسرحية الفاشلة والإخراج السيىء لم تتوقف، ووفق مصادر “البعث” فإن نادي الحرية بصدد تقديم اعتراض على منافسه الجزيرة ونتيجة مباراته الأخيرة، وسيطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لدراسة ما جرى، كما أن بعض المصادر الأخرى تتحدث عن تعرّض فريق الجهاد لضغوط من قبل القائمين على رياضة الحسكة للتساهل بالمباراة!!.
مهزلة كروية
على العموم المباراة المذكورة لا يمكن أن يقبل عاقل السيناريو الذي سارت به، وأن يقتنع بالنتيجة التي حصلت وكانت بمحض الصدفة، فالنقل التلفزيوني، ووسائل التواصل الاجتماعي أوضحا بأن لاعبي نادي الجهاد كانوا ضيوف شرف على المباراة، وتحديداً في لحظاتها الأخيرة، وطريقة تسجيل الهدفين الأخيرين أكبر دليل على ذلك.
وإذا كانت الأنظار توجهت لمباراة الجهاد والجزيرة، وكثرت الاتهامات للفريقين، إلا أن أحداً لم يشر لمباراة الحرية وعمال حماة التي شهدت أمراً مشابهاً تمثّل في تسجيل الحرية لثلاثة أهداف في الدقائق الأخيرة كادت أن تقلب الموازين وتمنحه بطاقة التأهل.
عموماً كلتا المبارتين توحيان بأننا كنا أمام مهزلة كروية مكتملة الأركان شوّهت صورة كرتنا، وأعطت الانطباع بأن عقلية التلاعب بالنتائج مازالت حاكمة ومسيطرة على كثير من أنديتنا!.
تحرك مستعجل
اتحاد اللعبة والقيادة الرياضية أمام استحقاق حقيقي ومفصلي لترميم الأخطاء التي حصلت في مباريات التجمع برمتها، والبداية ستكون من مساءلة إدارات الأندية في تجمع دمشق، والوقوف على حقيقة ما جرى، واتخاذ أشد العقوبات بحق من أساء لقدسية المنافسة الرياضية، كما أن إيجاد حل جديد لتحديد هوية المتأهل أمر مطلوب بشدة، وربما كانت مطلوبة أيضاً إقامة لقاء فاصل بين الحرية والجزيرة، لكن الأفضل هو إبعاد الفرق الأربعة عن التأهل، والبحث بأحقية أندية أخرى في الوصول للدوري الممتاز.
الساعات المقبلة ربما تشهد قرارات هامة في هذا السياق، وننتظر أن تكون حاسمة، لأن السكوت عن هذه الكارثة سيولّد مزيداً من الكوارث في المستقبل القريب.
إشارات استفهام
مجريات التجمع حملت إشارات استفهام على الكثير من الأمور التنظيمية والفنية، فمع العلم المسبق من اتحاد اللعبة بأن المباريات ستكون غاية في الحساسية، كان من الأفضل البرمجة بشكل يبعد كل الشبهات، ويخرج المشهد الختامي بصورة جميلة، وهو الأمر الذي لم يحصل، فبرمجة المباريات كان يمكن أن يراعى فيها موضوع مباريات الجيران، وإمكانية التساهل، وغياب الحافز، كما أن اختيار الملاعب التي تقام عليها المباريات لم يكن موفقاً، فبالأساس ملعب جبلة لم يكن مهيأ في ظل الظروف الجوية، وتحويل المباريات للملعب الصناعي أثر على المستوى الفني، دون نسيان توقيت إقامة التجمع الذي يعد مبكراً للغاية، حيث ستدخل الأندية المتأهلة فترة سبات تصل إلى سبعة أشهر قبل بدء الموسم الجديد، وهو سلاح ذو حدين؟!.
ظلم واضح
فكرة التجمع القائم على مجموعتين بالأساس لم تكن فكرة سديدة، وأهم جوانب المنافسة الشريفة والعدالة لم تكن متوفرة فيه إطلاقاً، فبعد موسم طويل خاضت فيه معظم الأندية المتأهلة للتجمع عدة مباريات، وصرفت الملايين على اللاعبين والاستعداد، وجدت نفسها تودع حلم التأهل لمجرد الخسارة في مباراة واحدة، ونظام التأهل هذا أوصلنا في نهاية المطاف لهذه النهاية غير المقبولة، فالفريق الذي خسر أولى مبارياته في التجمع سيكون قد فقد بشكل نظري كل فرصه في التأهل، وسيخوض بقية المباريات بلا هدف، وبالتالي قد يتساهل بشكل عفوي ومقصود، وعندها لا يمكن لومه فقط، بل ستتوجه أصابع الاتهام لمنظمي المسابقة.
أمر آخر كان ملفتاً للنظر هو طريقة توزيع الأندية المتأهلة على المجموعتين، فالأندية ذاتها التي خاضت الدور الأول عادت ولعبت في التجمع النهائي، وكان الأجدى عدم اعتماد التقسيم الجغرافي، بل إقامة قرعة عمياء طالما كان القرار بإقامة المباريات في أرض محايدة في المرحلة الأخيرة.
مؤيد البش