لافروف: “الناتو العربي” لا يمت بصلة إلى مصالح المنطقة
انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته فرض مفهوم مصطنع لحلف شمال الأطلسي على منطقة الشرق الأوسط، بينما أكد نائب قائد قوات الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي أن ترامب يقود الغرب من خلال سياساته نحو الهاوية.
وقال وزير الخارجية الروسي أمس: إن الرئيس الأمريكي يحاول بشتى السبل والوسائل فرض مفهوم مصطنع لحلف شمال الأطلسي على منطقة الشرق الأوسط، وخلق ما يسمى “الناتو العربي” هناك.
وأوضح لافروف، متحدّثاً في مؤتمر “التعاون الدولي في عالم مضطرب” الذي عُقد في فيتنام تحت رعاية نادي الحوار الدولي “فالداي” والأكاديمية الدبلوماسية لفيتنام، أن “التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط، أو ما يسمّى ميسا، أو منظمة حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط، الذي تحاول إدارة ترامب الآن فرضه على دول الخليج، بالإضافة إلى الأردن ومصر و”إسرائيل”، بالطبع، هو لمصلحة الولايات المتحدة واهتماماتها، ولا يمتّ بصلة لمصالح المنطقة وشؤونها”.
وختم الوزير الروسي قائلاً: كمثال على آخر الهياكل التي تحاول أمريكا زرعها بشكل مصطنع في العالم، مفهوم منطقة الهند والباسيفيك، التي يتمّ الترويج لها من الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب مع اليابان وأستراليا، “والتي تندرج في سياق واضح يهدف لاحتواء الصين”.
ونظمت الولايات المتحدة قبل أيام اجتماعاً في العاصمة البولندية وارسو بمشاركة دول عربية و”إسرائيل”، حضره ممثلون عن نحو 60 دولة، بهدف تدارس مصير الشرق الأوسط ومجابهة إيران وحشد الدعم والتأييد لإسرائيل.
بالتوازي، أكد نائب قائد قوات الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي أن الرئيس الأمريكي يقود الغرب من خلال سياساته نحو الهاوية، وقال: “إن أشخاصاً مثل ترامب يقودون الحضارة الغربية نحو الأفول والاضمحلال لأنه عندما لا توجد فلسفة سياسية صحيحة فإن المجتمع سوف يبدأ بالتقهقر والزوال”، ولفت إلى أن إيران تعدّ أنموذجاً عملياً وواقعياً للحضارة الإسلامية، مشيراً إلى فشل خطط أعداء إيران على مدى العقود الماضية.
وكان سلامي أكد في وقت سابق أن نهج المقاومة والصمود هو السبيل لتحقيق النصر على مخططات العدو وزرع اليأس لديه، مبيّناً أن إيران ستبقى حرة مستقلة ومظهراً لقوة العالم الإسلامي أمام جميع القوى.
من جانبه أكد النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري أن الأمريكيين باتوا في عزلة سياسية وإعلامية خلال المرحلة الجديدة من الحظر الذي فرضوه على إيران، وأوضح “أن الأمريكيين طرحوا بعض القضايا ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية في لاهاي، كما أقدموا على عقد اجتماع وارسو، وذهبوا إلى ميونيخ، لكنهم واجهوا كلمة لا من قبل الدول الأخرى إزاء كل محاولاتهم المناوئة هذه”، ولفت إلى أن الأمريكيين كانوا ادعوا بأنهم قادرون على تصفير مبيعات النفط الإيراني خلال تشرين الأول الماضي، لكنهم فشلوا في تحقيق ما كانوا يرمون إليه، وأضاف: “استطعنا أن نحل قسماً كبيراً من مشاكلنا عبر الاستناد إلى طاقاتنا الذاتية”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدد في آب الماضي العقوبات الاقتصادية الأمريكية أحادية الجانب المفروضة على إيران، والتي تم إلغاؤها في كانون الثاني 2016 عقب التوصل في تموز 2015 للاتفاق النووي بين إيران والدول الست قبل أن يعلن ترامب انسحاب بلاده منه في أيار الماضي.