مناورات “الولاية 97”
منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطابه أمام البنتاغون قبل أكثر من أسبوعين أن التهديد الأكبر يأتي من إيران، استشعر القادة الإيرانيون أنها كلمة السر بين أمريكا ونتنياهو وأتباعهما في المنطقة، وأن الأيام القادمة ستحمل مفاجآت في التصعيد، كانت أولى ملامحها التفجيرات في محافظتي سيستان ولوجستان جنوب شرق إيران.
والمتابع لتصريحات القادة الإيرانيين يلاحظ ارتفاع حدة القلق الإيراني من عمليات عدائية مبيتة، وهو ما لمسه المراقبون في مؤتمر الدفاع الوطني الذي عقد في طهران نهاية الشهر الفائت، حين ارتفع التحذير الإيراني المباشر لأول مرة بقول نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي: “في حال قرّرت “إسرائيل” أن تقوم بأمر من شأنه أن يقود إلى حرب، ستكون هذه هي الحرب نفسها التي ستشهد محوها، لأن تصرفات “إسرائيل” تشير إلى الاقتراب من هذه الحقيقة”.
ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحد، فقد أطلقت إيران مناورات بحرية في الخليج امتدت من مضيق هرمز الاستراتيجي إلى خليج عمان على الطرف الغربي للمحيط الهندي تحت اسم “الولاية 97″، وتشمل للمرة الأولى إجراء اختبارات لصواريخ تنطلق من الغواصات، وهي بلا شك رسالة موجّهة بشكل مباشر إلى الكيان الصهيوني، بأن إيران قوية وقادرة على صد أي اعتداء، في وقت كان محمد بن سلمان، طفل ترامب المدلل، يحاول حشد حلفاء ضد إيران في إطار جولة آسيوية ابتدأت من إسلام آباد، التي يمكن أن تكون خاصرة إيران الرخوة في المخطط القادم.
وحتى قبل هذه الزيارة ومنذ عدة أشهر، تعدّ إدارة ترامب الأرضية لتشكيل كتلة عسكرية جديدة، أو ما يسمى حلفاً استراتيجياً شرق أوسطياً، الهدف منه كما جاء في “ديفنس نيوز” توحيد الدول الست في الخليج لمواجهة الخطر الإيراني المزعوم، وبالفعل سارعت دول ذلك الحلف لالتقاط الصور التطبيعية، التي لا تتعدّى استعراضاً لزعماء مأزومين في بلادهم، وتحمل الكثير من دنس المؤامرة ضد جمهورية إيران التي وقفت مع القضية الفلسطينية منذ أربعين عاماً ولا تزال، ووقفت إلى جانب الدولة السورية في محاربة الإرهاب العالمي، ودعمت حركات التحرّر والمقاومة في المنطقة ضد الأطماع الصهيونية.
علي اليوسف