تصاعد حملة تهويد الأغوار والخليل.. وأوروبا قلقة!
اقتحمت قوات الاحتلال مدن جنين وبيت لحم والخليل وسلفيت في الضفة الغربية وبلدة الرام شمال القدس المحتلة، وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها، واعتقلت عشرة منهم، فيما أطلقت بحرية الاحتلال نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في بحر بيت لاهيا شمال قطاع غزة المحاصر، واقتحمت قوات الاحتلال بلدة برطعة جنوب غرب جنين بالضفة الغربية، وجرفت 28 دونماً من أراضي البلدة، واقتلعت 300 شجرة زيتون ولوز، في وقت أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية مخططات الاحتلال لتهويد الأغوار المحتلة، مطالبةً المجتمع الدولي بوقفها.
وأوضحت الخارجية أن سلطات الاحتلال توسع عمليات الاستيطان في الأغوار، وتحاول تغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم فيها، مشيرةً إلى استيلاء المستوطنين مؤخراً على مئات الدونمات من أراضي الفلسطينيين في منطقتي خلة العقدة والسويدة بدعم من قوات الاحتلال.
ولفتت الخارجية إلى أن الانحياز الأمريكي الأعمى وتخاذل المجتمع الدولي عن تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني وعجزه عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وخاصة القرار 2334 الذي يطالب بالوقف الفوري للاستيطان يشجع سلطات الاحتلال على تنفيذ مخططاتها الاستعمارية التوسعية على حساب الأراضي الفلسطينية.
بدورها، أدانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية إجراءات سلطات الاحتلال التهويدية في مدينة الخليل ولا سيما الحرم الإبراهيمي الشريف ومحيطه، مطالبةً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.
وقالت الوزارة في بيان لها بمناسبة ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي: “إن الحرم مازال يتعرّض للانتهاكات الخطيرة من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه، حيث تم الاعتداء عليه العام الماضي أكثر من 48 مرة، كما تمّ منع رفع الأذان من على مآذنه 631 وقتاً وإغلاقه أمام المصلين لعشرة أيام إغلاقاً كاملاً، الأمر الذي يستدعي العمل بجدية من قبل المؤسسات الدولية والقانونية لردع الاحتلال عن هذه الانتهاكات”.
وصادفت، أمس، الذكرى الـ25 لمجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف التي ارتكبها مستوطن إسرائيلي بدعم قوات الاحتلال في الخامس والعشرين من شباط عام 1994 واستشهد فيها 29 فلسطينياً وأصيب 150 آخرون.
في سياق متصل، استنكرت بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القدس المحتلة ورام الله بالضفة الغربية تهجير سلطات الاحتلال الإسرائيلي لعائلة فلسطينية من منزلها في البلدة القديمة بالقدس المحتلة واستيلاء المستوطنين عليه.
وأشارت البعثات إلى أن مخططات الاستيطان الإسرائيلية وتهجير الفلسطينيين مستمرة في القدس المحتلة وخاصة في حي الشيخ جراح وسلوان والبلدة القديمة وبيت صفافا، مشددةً على أن التوسع الاستيطاني انتهاك للقانون الدولي واستمراره يقوض إمكانية تحقيق السلام.
وتقتصر مواقف الاتحاد الأوروبي لنصرة القضية الفلسطينية على بيانات الإدانة في ظل غياب خطوات فاعلة على الأرض لإلزام سلطات الاحتلال بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ووقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
وذكر البيان بموقف دول الاتحاد الأوروبي المعارض لعمليات الاستيطان الإسرائيلية والإجراءات المتخذة ضمنها من تهجير الفلسطينيين وهدم بيوتهم.
وفي إطار مخططاتها لتهويد القدس المحتلة، هجّرت قوات الاحتلال في مطلع الشهر الجاري عائلة أبو عصب من منزلها في حي عقبة الخالدية بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، واستولى عليه المستوطنون.
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، وخلال مشاركته في مؤتمر اليسار الأوروبي الموحد والمجموعة البرلمانية الأوروبية الشهر الماضي، دعا دول الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بدولة فلسطين بعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران 1967 وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وسحب جميع الشركات الأوروبية التي تتعامل مع الاستيطان الذي يعتبر جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي وتجميد اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و”إسرائيل”.