جبلة ورحلة الإنقاذ
الأجواء في نادي جبلة ليست سارة أبداً، وهناك من يعمل في الخفاء لكي ينهي مسيرة النادي في الدوري الممتاز مبكراً، ما أوصله إلى شفا هاوية الهبوط، فقد تعاقب على تدريب الفريق أكثر من مدرب منذ أن عاد الفريق لدوري الأضواء وسط استقالات وإقالات كان آخرها استقالة مساعد المدرب أيهم الشمالي، وذلك بعد أن وجد الأجواء غير مريحة، ليفضل الابتعاد لأنه وجد قراره هو الأسلم.
كما تقدم مدرب الفريق مناف رمضان باستقالته بحجة الإرهاق الشديد الذي تعرّض له الفريق منذ مدة طويلة جراء اضطراره للسفر خارج مدينة جبلة لإجراء حصص تدريبية، لأن ملعب الصناعة بجبلة “لا يصلح للتدريب”، ولكن بعد التدخل المباشر من قبل رئيس النادي، عاد الرمضان عن استقالته لأنه يعرف (البير وغطاه)، وفضّل الاستمرار في الوقت الحالي كي لا يدفع ثمن أخطاء الغير.
ولكن تبقى مشكلة النادي في الفقر وقلة ذات اليد، فالنادي يعاني من هذه المعضلة، وخصوصاً بعد ابتعاد المحبين عن دعمه، فاستثماراته بالكاد تسد الرمق، وكرة القدم تحتاج الكثير، وهذا ما يفتقده النادي!.
وتستمر “الشللية” في إفساد كل البناء الذي قامت الإدارة بالعمل على تشييده، فكل يغني على ليلاه، والكل يزحف باتجاه الإدارة بحثاً عن منصب ليكون صاحب القرار، ما أثر على اللاعبين، وجعل حالتهم النفسية في أسوأ وضع، مع تنامي المشاكل، وتفاقم الخلافات.
وللتذكير، عندما تم تعيين الإدارة الجبلاوية الجديدة قبل بداية الدوري، استبشر جميع عشاق النادي بها خيراً لأنها تملك المال، خاصة أن النادي كان خارجاً للتو من مرحلة إفلاس مالي كبير زمن الإدارة السابقة، ولولا تدخل داعمي الفريق الجبلاوي لما تحقق التأهل لدوري المحترفين، هذا التفاؤل ما لبث أن خف بريقه رويداً رويداً، ليس لعدم وفاء رئيس النادي بوعده، بل بسبب الأخطاء التي رافقت الفريق منذ البداية ولغاية الآن رغم المحاولات المستمرة لرأب الصدع.
الفريق قطع نصف طريق الدوري، وهو بوضع خطر لا يسر أحداً، وإن استمر على هذا المنوال من الخلاف والشقاق فلن يستطيع إكمال المسيرة بنجاح، فأمر الفريق مرهون بين يدي محبيه، فإما أن ينقذوه، أو أن يغرقوه ويغرقوا معه، ونأمل ألا ينطبق على الفريق المثل القائل: ومن الحب ما قتل!!.
عماد درويش