إخفاقات سلتنا إلى متى؟ منتخبنا سقط بالامتحان والاتحاد بحاجة لإعادة الحسابات!!
لاتزال إخفاقات منتخباتنا حديث الشارع الرياضي، بل إن الحذر بات سمة وعلامة مسجلة عند أية مشاركة خارجية، مع تخوف من خروج مبكر لمنتخباتنا، ومثالنا واضح وهو المنتخب الأول لكرة السلة الذي فشل في تحقيق أي انتصار خلال مبارياته التي لعبها بمجموعته، والمؤهلة لكأس العالم المقررة بالصين خلال العام الحالي، وما يزيد الطين بلة التراجع الذي أصاب أوصال سلتنا.
حديث الخسارات لم ولن ينتهي، وسيبقى حديث الساعة طالما لم نجد حراكاً شافياً من المسؤولين، وستبقى ردود الأفعال حاضرة طالما أن القائمين على سلتنا لا هم لهم سوى الادعاء بأن سلتنا بخير.
المركز الأخير
منتخبنا أنهى مشاركته قابعاً بالمركز الأخير، صحيح أننا لم نكن نتوقع أن يفوز المنتخب على نيوزيلندا، وكوريا الجنوبية، والصين، أو حتى لبنان، أو الأردن (بمجموعته)، ولكن على الأقل تفاءلنا بأن يقدم المنتخب (على الأقل) أداء مقبولاً يرضي غرور عشاق سلتنا، ويستطيع أن يضاهي كبار القارة كما فعل بنهائيات كأس آسيا الماضية، لكن الذي حصل أن منتخبنا قدم مستوى ضعيفاً وأداء هزيلاً، وهذه الصورة لم نكن نريد رؤيتها من منتخب وطني قدمت له كافة مستلزمات النجاح، ومنها التعاقد مع مدرب أجنبي، ولاعب مجنس كلّفا خزينة رياضتنا ما يقارب 9 آلاف دولار، ووصل لـ 11 ألف دولار شهرياً لم ولن تستفيد منه سلتنا لا سابقاً ولا لاحقاً.
عدم رضى
الخسارات المتتالية التي تعرّض لها منتخبنا شكّلت حالة عدم رضى بالشارع الرياضي، والجميع من نقاد وخبراء أرجعوا السبب إلى سوء التعامل في الأمور الإدارية والفنية ما بين اتحاد اللعبة وكادر المنتخب، فاتحاد اللعبة يتحمّل المسؤولية كونه لم يستطع أن يجعل هذا المنتخب في حالة معنوية جيدة، وبث الحماسة الكافية به لكي يقدم أفراده جلّ ما لديهم، وبالإضافة إلى ذلك كان هناك تقصير في توفير معسكرات ومباريات قوية يعد من خلالها المنتخب خير إعداد، وفي هذا الإطار هناك من يتساءل: كيف لاتحاد استقدم مدرباً أجنبياً بآلاف الدولارات أن يعجز عن توفير معسكر لمنتخبه بشروط جيدة؟!.
من جهته الجهاز الفني لم يقنع في إعداد المنتخب، وقيادته أثناء المباريات، وكانت هناك ملاحظات دائمة ومتكررة في مبارياته كلها، وأكثر ما أحزننا جميعاً عدم تطبيق المنتخب لأية خطة طيلة المباريات التي لعب بها بالتصفيات، مع ضياع تام بأرض الملعب فاستحق الشفقة عليه من كافة المتابعين.
وقت الاعتزال
النافذة الأخيرة شهدت تغييراً في صفوف المنتخب، فالاتحاد كان دائماً يصر على أن لاعبي المنتخب يجب ألا تتجاوز أعمارهم 24 سنة ليكونوا نواة للسلة السورية في المستقبل، وهو ما تم تطبيقه بالنافذة قبل الأخيرة، لكننا بالنافذة الأخيرة شهدنا مشاركة لاعبين تجاوزت أعمارهم 32 سنة، وهؤلاء اللاعبون أخذوا فرصتهم وفرص غيرهم خلال هذه التصفيات وما قبلها، وكان عليهم أن يتركوا مكاناً للاعبين الذين يصغرونهم سناً ويفوقونهم موهبة ومستوى، وحتى التواجد الدائم في المنتخب لم يزد إلا بخبرتهم الشخصية على حساب أقرانهم الأفضل والمبعدين ظلماً، ونعتقد أنه آن الأوان لاعتزالهم اللعب الدولي، والذنب ليس ذنبهم، بل هي مسؤولية يتحمّلها اتحاد السلة، ومدرب المنتخب الصربي فيسلين ماتيتش الذي لم يستطع أن ينهض بسلتنا، بل أعادها بأسلوبه القديم والمهترىء إلى العصور الحجرية، ولم يحقق مع المنتخب إلا فوزين بالتصفيات، وواحداً بدورة الألعاب الآسيوية، بل إن بعض المباريات تحت قيادته لم يستطع فيها لاعبو منتخبنا تسجيل سوى 4 نقاط خلال ربع واحد، “فماتيتش” إما عليه أن يكون مدرب منتخب أو محاضراً، ولا يجوز أن يجمع المهمتين، وهذا برسم اتحاد كرة السلة!.
عماد درويش