الاحتلال يعيد إغلاق مصلى باب الرحمة
بعد نجاح الفلسطينيين في فتح مصلى باب الرحمة بالمسجد الأقصى، أصدرت قوات الاحتلال قراراً بإغلاقه، في تصعيد جديد وانتهاك صارخ للقوانين الدولية، كما اعتقلت مدير الوعظ والإرشاد في المسجد الأقصى رائد دعنا من أمام منزله في مدينة القدس المحتلة بعد إبعاده عن المسجد الأقصى لمدة ستة أشهر.
وتعليقاً على ذلك، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية تصعيد سلطات الاحتلال إجراءاتها التهويدية بحق المسجد الأقصى وإعادتها إغلاق مصلى باب الرحمة. وأكدت الخارجية في بيان لها أن إعادة إغلاق الاحتلال لمصلى باب الرحمة استخفاف بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تطالب بالحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك ومحيطه.
وندّدت الخارجية باقتحامات المستوطنين الاستفزازية للأقصى بحماية قوات الاحتلال وبتصاعد الإجراءات القمعية لسلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين لحرمانهم من دخول الأقصى وبحملة التضييق الوحشية التي تمارسها ضد مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة بما في ذلك اعتقال رئيس المجلس ونائبه وإبعادهما عن الأقصى لمدة 8 أيام.
ولفتت الخارجية إلى أن الانحياز الأمريكي للاحتلال وتخاذل المجتمع الدولي وعدم محاسبة سلطات الاحتلال على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني يشجعها على التمادي في تنفيذ مخططاتها التهويدية.
وكان الفلسطينيون نجحوا يوم الجمعة الماضي في فتح مصلى باب الرحمة بالمسجد الأقصى بعد اعتصام دام أربعة أيام، مؤكدين حقهم بالدخول عبره وذلك بعد 16 عاماً من إغلاقه على يد سلطات الاحتلال التي شنت حملة اعتقالات واسعة في القدس خلال الأيام الماضية طالت عشرات الفلسطينيين بينهم رئيس مجلس الأوقاف ونائبه.
من جهته، أكد محافظ القدس عدنان غيث أن تصعيد سلطات الاحتلال من إجراءاتها التهويدية في المسجد الأقصى لن يغيّر من حقيقة أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وقال: “إن انتهاكات الاحتلال وخاصة إغلاق مصلى باب الرحمة تندرج في سياق تهويد المسجد الأقصى كاملاً، الأمر الذي يتطلب وحدة الصف الفلسطيني من أجل التصدي لهذه الانتهاكات، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف مخططات الاحتلال الخطيرة وحماية الشعب الفلسطيني ومقدساته.
بدوره، استنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني يوسف ادعيس مخططات الاحتلال الخطيرة في مدينة القدس المحتلة، ولا سيما في المسجد الأقصى، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوضع حد لجرائم الاحتلال وإنقاذ المدينة المقدسة.
وأكد ادعيس أن استمرار سلطات الاحتلال في انتهاكاتها للأقصى، والتي كان آخرها إغلاق مصلى باب الرحمة، ما هو إلا محاولة لفرض أمر واقع لتهويد الحرم القدسي والسيطرة عليه، وحذّر من مخططات الاحتلال التهويدية والأخطار الحقيقية المحدقة بالمسجد الأقصى، داعياً الأمم المتحدة إلى أن تتحمّل مسؤولياتها، وتعمل على حماية القدس والأقصى من هذه المخططات.
إلى ذلك، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز السام تجاه الفلسطينيين خلال مرورهم على أحد حواجزها شمال بيت لحم بالضفة الغربية، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق، وأغلقت الحاجز ومنعت الفلسطينيين من المرور عبره، فيما اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدات عصيرة الشمالية والخضر وبيت فجار جنوب بيت لحم وتل وصرت غرب نابلس والعيزرية شرق القدس المحتلة بالضفة الغربية، وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها، واعتقلت 19 منهم، فيما استهدفت قوات الاحتلال المزارعين الفلسطينيين بقنابل الغاز السام شرق بلدة الفخاري جنوب قطاع غزة المحاصر، ما اضطرهم لمغادرة أراضيهم، وتوغلت عدة آليات عسكرية للاحتلال شرق بيت حانون شمال القطاع، وقامت بأعمال تجريف للأراضي.