موسكو: واشنطن تستعد لغزو فنزويلا
أدركت واشنطن أخيراً أن كل محاولاتها للانقلاب على الرئيس الفنزويلي الشرعي نيكولاس مادورو باءت بالفشل، فلم يجد المسؤولون الأمريكيون بُدّاً من الإعلان صراحة عن رغبتهم في الإطاحة به بالقوة، الأمر الذي دفع جهات دولية عديدة إلى التحذير من مغبّة التدخل العسكري المباشر في فنزويلا، نظراً إلى ما ينطوي عليه هذا التدخل من إمكانية إثارة الفوضى في أمريكا اللاتينية بأكملها، وليس فقط في هذا البلد، وهذا ما أشار إليه مادورو في حديثه إلى شبكة “اي بي سي نيوز” التلفزيونية، مؤكداً أن واشنطن تحاول افتعال أزمة لتبرير التدخل العسكري في بلاده، فيما أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، أن هناك أدلة دامغة تشير إلى تحضير الولايات المتحدة لتدخل عسكري في فنزويلا بذريعة إنهاء الأزمة الإنسانية التي يعاني منها شعبها.
وفي مقابلة مع صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” الأسبوعية الروسية أمس، أشار باتروشيف إلى أن أسباب الوضع الإنساني المتأزم الذي تتحدث عنه واشنطن، تعود إلى سياسة العقوبات والحصار التي تمارسها ضد فنزويلا، “وتلك هي الظروف التي يتم فيها فرض المساعدات الإنسانية، ويفترض أنها سترفض”، وتابع: “الولايات المتحدة التي تعامل الشعب الفنزويلي معاملة استهتار وغطرسة، تحضّر لاجتياح هذه الدولة المستقلة، ويعتبر نقل قوات خاصة أمريكية إلى أراضي بورتوريكو، وإنزال وحدات من القوات المسلحة الأمريكية في كولومبيا، ووقائع أخرى، دليلاً واضحاً على أن البنتاغون يعزّز وجود قواته في المنطقة من أجل استخدامها في عملية الإطاحة بالرئيس مادورو المنتخب بطريقة شرعية”.
وأضاف: “الشعب الفنزويلي يدرك ذلك تمام الإدراك، ومن هنا ردّ فعله المتمثل في رفض الشحنات القادمة من الدولة المعتدية، ودعمه لرئيسه”.
وذكر باتروشيف أن الولايات المتحدة عرضت على الجانب الروسي إجراء مشاورات منفردة حول الملف الفنزويلي، ولكنها، بعد أن قبلت موسكو عرضها هذا، تتهرّب باستمرار من إجراء المشاورات المذكورة، وذلك عبر إرجاء موعدها كل مرة بذرائع مصطنعة.
جاء ذلك في الوقت الذي اتهم فيه الرئيس مادورو، الإدارة الأمريكية بالسعي إلى إشعال حرب في أمريكا اللاتينية والاستيلاء على نفط البلاد، وقال: “كل ما تفعله حكومة الولايات المتحدة مصيره الفشل. إنهم يحاولون اصطناع أزمة من أجل تبرير التصعيد السياسي والتدخل العسكري في فنزويلا تمهيداً لإشعال الحرب في أمريكا الجنوبية”.
واعتبر مادورو، أن الولايات المتحدة تريد الاستيلاء على النفط الفنزويلي، وهي مستعدّة لخوض الحرب بسببه. وقال: “إن حكومة الكيو-كلاس- المتطرفة التي يرأسها دونالد ترامب، تريد حرباً للاستحواذ على النفط، وليس النفط فقط”، واصفاً فنزويلا بـ”الدولة المسالمة والمتواضعة”.
إلى ذلك أعربت الحكومة الفنزويلية في بيان تعليقاً على التصريحات الهجومية لنائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس في اجتماع ليما، عن اعتقادها أن الولايات المتحدة تحاول إشراك دول أخرى في عملياتها للسيطرة على ثروات فنزويلا.
وأعلن بنس، في وقت سابق، أمام اجتماع مجموعة ليما في بوغوتا، أن الولايات المتحدة ستعلن فرض عقوبات جديدة ضد الحكومة الفنزويلية في الأيام القادمة، داعياً أعضاء المجموعة إلى تجميد كل أصول شركة النفط الفنزويلية فوراً، ونقل جميع الأصول الفنزويلية إلى حكومة غوايدو الذي نصّب نفسه رئيساً للبلاد دون انتخابات ودون أي مسوّغ شرعي.
وفي كوبا، أكد الرئيس ميغيل دياز كانيل “أن الكوبيين صوّتوا لدستورهم وللدفاع عن فنزويلا التي تمثّل كرامة القارة اللاتينية”، وصوّت الناخبون في استفتاء على دستورهم الجديد الذي يجدّد التمسّك بالنظام الاشتراكي.
وتتعرّض فنزويلا لمحاولات التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية وزعزعة استقرارها عبر تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية ودعم القوى اليمينية في محاولة مستميتة من واشنطن لإحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة والانقلاب على الرئيس الشرعي باستخدام جميع الوسائل بما فيها العنف والفوضى.