الصفحة الاولىصحيفة البعث

الهند وباكستان تصعيد خطير.. ودعوات دولية للتهدئة

 

في الوقت الذي شهدت جبهات القتال بين الهند وباكستان تصعيداً خطيراً، بعد تأكيد الطرفين إسقاط طائرات حربية زعما أنها خرقت الأجواء، دعت القوى الكبرى نيودلهي وإسلام أباد إلى تحكيم لغة العقل والحوار وعدم الانجرار إلى مواجهة غير محسوبة التكاليف، فيما كان لافتاً مواقف مسؤولي البلدين الذين، ورغم التوتر الكبير، أبديا عدم المضي في التصعيد وعزمها على الحوار، ما يطرح الكثير من التساؤلات حول توقيت هذه الاشتباكات وفي مصلحة من تصب.

وقالت مصادر هندية أمس: إن الهند ردت على اختراق مجالها الجوي من قبل طائرات باكستانية بإسقاط إحدى المقاتلات، وأوضحت أن طائرات سلاح الجو الهندي طاردت مقاتلات باكستانية انتهكت المجال الجوي للبلاد وأسقطت إحداها على حي راجوري في جامو.

وسبق ذلك إعلان باكستان إسقاط طائرتين هنديتين وأسر طيار خلال اختراق طائرات هندية للمجال الجوي الباكستاني.

إلى ذلك أعلنت هيئة الطيران المدني عن إغلاق باكستان مجالها الجوي حتى إشعار آخر، فيما أوضح المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال آصف غفور في مؤتمر صحفي في روالبيندي أن هذا القرار اتخذ بسبب الظروف الراهنة، مشيراً إلى أن إسلام أباد لا تريد المضي نحو حرب مع الهند.

وكانت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج أكدت أن بلادها لا تريد مزيداً من التصعيد مع باكستان بعد الغارات الجوية التي شنتها مقاتلات هندية داخل الأراضي الباكستانية لضرب هدف محدود هو معسكر تدريبي لتنظيم متشدد تبنى قبل أسبوعين هجوماً انتحارياً قتل فيه 41 عسكرياً هندياً في الشطر الهندي من كشمير، مشيرة إلى أن الهند ستواصل التصرف بمسؤولية وبضبط النفس.

بدوره دعا رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الهند إلى الحوار وتحكيم العقل، وقال، في خطاب للشعب الباكستاني، أقول مجدداً إن العقل يجب أن يسود ويتعين علينا حل المشكلات عبر الحوار، مضيفاً: يخبرنا التاريخ أن الحروب مليئة بالحسابات الخاطئة.. وهل من الممكن أن نتحمّل كلفة الحسابات الخاطئة بالنظر إلى ما نملكه من أسلحة.. يجب أن نجلس ونتحدث.

في السياق ذاته استدعت الخارجية الهندية القائم بأعمال المفوضية الباكستانية في نيودلهي وسلمته رسالة احتجاج على خلفية التصعيد الأخير بين البلدين، وطالبت الخارجية بمعاملة جيدة للطيار الهندي الأسير لدى باكستان وإعادته سالماً إلى بلاده.

إلى ذلك دعت روسيا والصين وإيران إلى إنهاء التوتر وضبط النفس بين الهند وباكستان، حيث أعرب المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف عن قلقه جراء التصعيد الأخير بينهما، وقال: نحن نراقب الوضع عن كثب وقلقون للغاية بسبب الأنباء التي تصلنا، وندعو جميع الأطراف لضبط النفس، بينما أبدت وزارة الخارجية الروسية قلق موسكو من تبادل الغارات الجوية بين الهند وباكستان، معربة في الوقت نفسه عن أملها بتهدئة الأوضاع بين الجانبين.

بدورها دعت الصين البلدين إلى ضبط النفس، وطلبت من نيودلهي تنفيذ حربها ضد الإرهاب من خلال التعاون الدولي، فيما أعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية “بهرام قاسمي” عن قلقه العميق حيال تصاعد حدة التوتر بين الهند وباكستان، داعياً البلدين إلى ضبط النفس وحل التوتر بالطرق السلمية، وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعو كلا البلدين الهامين والمؤثرين في هذه المنطقة الحساسة من العالم إلى مراعاة الظروف الإقليمية المعقدة، التي تبدو، إلى حد كبير، عرضة لزيادة انعدام الأمن والاستقرار والتدخل الأجنبي، وإلى التحلي بالصبر، والالتزام بضبط النفس، واتخاذ جميع الإجراءات المطلوبة للتسوية السلمية، والاستفادة من كافة الوسائل الدبلوماسية لإنهاء التوتر.

وأرخت الأزمة بين البلدين الجارين بظلالها على بورصتيهما حيث سجلت مؤشرات البورصتين انخفاضا ملموساً.

ولم تكن الأسواق الباكستانية في منأى عن الأحداث، فقد سجلت بورصة كراتشي، انخفاضاً بواقع 1476 نقطة ليصل مؤشرها إلى 37345 نقطة، مسجّلاً أدنى مستوى منذ 11 تموز 2017.