أخبارصحيفة البعث

“مخاطر التطبيع” في أيام القدس الثقافية

 

دمشق- سنان حسن:

نظمت مؤسسة القدس الدولية “سورية”، أمس، محاضرة حملت عنوان “مخاطر التطبيع مع العدو الصهيوني” ضمن سلسلة فعالياتها الشهرية (يوم القدس الثقافي)، ألقاها ياسر قشلق الأمين العام لحركة فلسطين حرة، وذلك في قاعة المحاضرات في مكتبة الأسد الوطنية.

وأكد قشلق أن التطبيع مع الاحتلال لا ينطوي على مجرد إقامة علاقات اعتيادية معه، وإنما يدخل في عمق الحالة العربية والإسلامية، وله انعكاسات ذاتية وجماعية ذات صبغة حضارية وتاريخية، ويقوم الاحتلال، وبدعم كامل من الولايات المتحدة، بإغراء بعض الأطراف العربية على قبول التطبيع الكامل، مقابل إعطائها بعض الأدوار في المنطقة، لتفريغ الصراع وإذكاء التنافس على الأدوار الإقليمية، لتصب مجتمعةً في مصلحة الكيان وعلى حساب العروبة، موضحاً أن من أهداف التطبيع إعادة كتابة التاريخ الحضاري للمنطقة، من خلال تزييف الحقائق والبديهيات التاريخية، والتوقف عن تدريس الأدبيات والوثائق والنصوص المعادية للكيان، وتدمير المقومات الذاتية للثقافة والحضارة العربية.

وشدد على أن مقاومة العدو مسؤولية فردية في الأساس، ومن ثم هي مسؤولية أمة؛ فـ”المسؤولية اليوم لا يمكن أن تلقى على عاتق حملة المقاطعة وحدها في هذا البلد أو ذاك، بل على عاتق كل مواطن تسلَّح بإرادته، وتقاليده الموروثة وبعروبته.. فلا يسمح لأصحاب القرار بأن يمرروا مشروعهم التطبيعي مع العدو الصهيوني تحت أي حجة كانت.

بدوره تحدث الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس “سورية” عن مركزية القضية الفلسطينية في مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي، مشيراً إلى دور القائد المؤسس الرئيس حافظ الأسد في تكريس ثقافة الأمل لدى أبناء الأمة، وعدم الوقوع في فخ اليأس والإحباط، مبيناً أن الانتصارات التي حققتها سورية وجيشها على المشروع الساعي للهيمنة على المنطقة من خلال الإرهاب يشكل أساساً وقاعدة لإسقاط المشروع الصهيوني، إضافة إلى دعم الشعب الفلسطيني وقواه الحية في غزة والضفة.

بعد ذلك فتح باب الحوار، حيث أكدت المداخلات على رفض التطبيع رغم محاولات الكيان الصهيوني، الذي استخدم منذ غرسه في قلب الوطن العربي جميع أشكال التهويد والسيطرة والاقتلاع، بهدف انتزاع الأرض من أصحابها الحقيقيين، مؤكدة أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى العنوان المركزي لنضال الشعوب العربية، وسيظل الكيان الصهيوني الذي تتحالف معه بعض الحكومات العربية، عدواً أساسياً للشعب والأمة.

حضر الندوة الدكتور محمد مصطفى ميرو رئيس اللجنة السورية الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني، وخالد عبد المجيد أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وممثلو سفارات فلسطين والجزائر وإيران، وحشد جماهيري.