القيادة المركزية للحزب تلتقي وفد المفكرين الأوروبيينالهلال: دماء شهدائنا لن تذهب هدراً وشعبنا لا يمكن أن يهزم
التقى الرفيق المهندس هلال الهلال، الأمين العام المساعد للحزب، أمس، وفد المفكرين الأوروبيين الذي يزور سورية حالياً للتعبير عن دعمه وتضامنه مع سورية، حكومة وشعباً، في مواجهة الإرهاب وكل أشكال التدخل الخارجي.
وأكد الرفيق الهلال أن دماء الشهداء التي روت تراب الوطن لن تذهب هدراً، ولا خوف على سورية من كل أنواع الحروب، فالشعب السوري الذي صمد على مدار ثماني سنوات لا يمكن أن يهزم في ربع الساعة الأخير من المعركة العسكرية، منوّهاً بأن الجيش العربي السوري لن يتوقّف حتى تطهير آخر شبر من أرض الوطن من العصابات الإرهابية المسلحة، وأن أي وجود عسكري أجنبي في سورية دون موافقة حكومتها هو عدوان موصوف واحتلال يجب إنهاؤه فوراً، وأن الدولة السورية ستتعامل معه على هذا الأساس.
وأشار الرفيق الهلال إلى أن الدعامة الرئيسية للحرب الإرهابية التي تعرّضت لها سورية كانت، ولا تزال، الإرهابيين الأجانب الذين استقدموا من كل أنحاء العالم إلى سورية، حيث تمّ إرسال ما يزيد على مئة ألف إرهابي إلى سورية من أكثر من 100 دولة، مضيفاً إن استهداف سورية من قبل الإرهاب وداعميه كان ممنهجاً ومخططاً له من قبل دول كبرى وعظمى لخدمة مصالح الصهيونية العالمية، ولتمزيق وتجزئة وحدة سورية والمنطقة وتفتيت مجتمعاتنا.
وأشار الرفيق الهلال إلى أن الرفيق الأمين العام للحزب، السيد الرئيس بشار الأسد، وبالرغم من كل هذه الحرب الكونية التي حيكت ضد سورية، لم يتخل عن الثوابت والمبادئ، وبقي محافظاً على استقلالية القرار السياسي، وتابع مسيرة الإصلاح والتطوير، وأصدر الكثير من المراسيم والقرارات، التي تصب في خدمة تلك المسيرة، وأن المعركة السياسية التي تخوضها سورية لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية ضد الإرهاب، وسورية لن تفرّط بما حقّقه الجيش العربي السوري من انتصارات في الميدان.
ونوّه الرفيق الأمين العام المساعد بأن سورية، وفي ظل الحرب الشرسة ضدها، حافظت على الحياة الديمقراطية، فأجرت الانتخابات الرئاسية وانتخابات مجلس الشعب وانتخابات الإدارة المحلية، وأصدرت دستوراً عصرياً حديثاً، وقانوناً جديداً للأحزاب.
من جانبهم أعضاء الوفد أشاروا إلى أن سورية وبانتصارها على هذا التجمّع الشيطاني الذي استهدفها كانت المثل الأعلى لكل الدول، فقد حاربت الإرهاب نيابة عن العالم أجمع، وأوقفت غطرسة وتمرّد الأنظمة الغربية وإساءتهم للشعوب، منوّهين بأنهم حاولوا الحفاظ على فكرهم كما حافظ السوريين على سيادتهم، فسعوا لتحطيم المشروع الإعلامي الكاذب بكل ما استطاعوا، وبقوا مع السوريين بوجدانهم وقلمهم.
يذكر أن الوفد سيجري عدّة لقاءات بعنوان “سورية والعالم”، وسيكون أولها غداً السبت، على مدرج دار الأسد للثقافة والفنون، والأحد في حلب، والاثنين في اللاذقية وطرطوس، والثلاثاء في السويداء.
حضر اللقاء الرفيقان مهدي دخل الله ومحسن بلال عضوا القيادة المركزية للحزب.
ويضم الوفد كلاً من يوري روشكا نائب رئيس سابق في البرلمان المولدافي، ويوسف هندي مؤرخ وأستاذ جامعي، وإيمانويل لوروا عضو مجلس محافظة سابق وناشط سياسي، وانطوني بونامي ناشر وخبير إعلامي، وداريا دوغين باحثة في الفلسفة، والسندروا سانسوني خبير قانوني ومحام في باريس وواشنطن، ولوكا دوغريز خبير إعلامي، وجان ميشيل فيرنوشي كاتب ومفكر، والإعلامي غيريك لوروا.
وفي وقت سابق، بيّن منسق الوفد، الرحالة عدنان عزام، أن الوفد يتألف من مجموعة أشخاص سياسيين ومفكرين وصحفيين، من روسيا وإيطاليا ومولدافيا وفرنسا، يعملون اليوم باسم المنظمة العالمية لدعم سيادة الشعوب، التي تأسست في الـ20 من كانون الثاني من العام الجاري في باريس، موضحاً أن هدف الزيارة يأتي في إطار دعم الشعب السوري، الذي بات رمزاً من رموز النضال في العالم.
وفيما بيّن إيمانويل لوروا أن الحرب الكونية على سورية، التي استمرت ثماني سنوات، هي جزء من السياسة الأنغلو أمريكية لاحتلال العالم وإسقاط الدول التي تقف في وجه المصالح الرأسمالية والهيمنة، حيث تمثل سورية عائقاً في وجه هذه الدول لأنها بلد حر ذو سيادة، وقال: “جئت إلى سورية مع وفد يجمع الفرنسيين والإيطاليين والروس لأقول للشعب السوري: أنتم شعب عظيم وخارق، وشكراً لسورية”، أعرب يوري روشكا عن إعجابه بصمود الشعب السوري وتضحياته في سبيل الحفاظ على وطنه، وقالت داريا دوغين الباحثة الروسية في علم الفلسفة: “بلدي حليف لسورية منذ وقت طويل، يجمعنا قاسم مشترك هو مواجهة الهيمنة الأمريكية المسماة قطب “الشر” الذي يريد تدمير الدول والثقافات والشعوب”، مبينة أن الإرهاب هو إحدى أدوات الهيمنة للسيطرة على الدول المستقلة ذات السيادة.